كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 08:42
المحور:
المجتمع المدني
يقول الأفارقة: لا تخبروا التماسيح انها قبيحة قبل عبوركم النهر. ونحن لم نعبر النهر حتى الآن بسبب التماسيح المختبئة في أعماقه. .
اذكر يوم هددنا التمساح الأكبر، وكان شيخهم وأوسعهم فكاً: قال لنا: لن أغادر المستنقع حتى تذوقوا الموت غصة بعد غصة، وحتى تهلكوا كلكم بلا استثناء. كان متهورا طائشا متبطرا، يتقن التصنع ويتفاخر بانتصاراته الوهمية وبطولاته الفارغة. .
كانت ارضنا زاخرة بالخيرات قبل تسلطه علينا. وكانت ديارنا ملعبا لأولاده وابناء عمومته، فلعبوا بها شاطي باطي.
كان مزيفا متصنعا غادرا متوحشاً متهوراً بإمتياز. بدأ سيرته بالخراب وانتهى زمنه بالدمار الشامل، حتى انهارت مقومات الدولة المدنية تماماً، ثم جاءت من بعده دفعات من التماسيح المراهقة الذين امسكوا بصولجانات الهيمنة، كانوا مطوقين بالحمايات، خائفين من الاحتكاك بالناس، مرتجفين عند مصافحة الفقراء، مختبئين في قصورهم المغتصبة، حاملين للشهادات المزورة، منتحلين للمزايا والخصال، راقصين على طبول شبكات الإعلام المأجور. .
في هذا الزمن العجيب تحولت كل المؤسسات إلى حصص تخضع للتوزيع مع الغنائم والمغانم والمكتسبات، فيتقاسمونها مثلما يتقاسمون المسروقات والمنهوبات وما يندرج معها في حسابات (مجهول المالك)..
القاسم المشترك بين تماسيح الحقبة الاولى وتماسيح الحقبات اللاحقة أنهم جاءت من المستنقعات البعيدة. وجاء معها برابرة غير متعلمين، لا امان لهم، ولا دين لهم. عادوا بنا القهقرى إلى عصور الجاهلية والهمجية. .
كلمة اخيرة: التماسيح هم هؤلاء الذين يتصارعون على البلاد وليس من اجلها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟