كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 10:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اصبح قولهم: (صححه الألباني) ملازما هذه الايام لمعظم الأحاديث النبوية. وكأن الأحاديث لم تُصحح منذ القرن الهجري الأول وحتى هذا القرن، بمعنى انها ظلت بلا تصحيح وبلا تنقيح وبلا مراجعة، حتى جاءنا رجل من ألبانيا كان يعمل في دكان لإصلاح الساعات. تلقى دروسه الأولية في دمشق على يد معلمه (محمد راغب الطباخ). .
من كان يصدق ان الساعاتي الذي تلقى علومه من طباخ هو الذي سمحت له الأمة بتقييم الأحاديث كلها، واعطته سلطة مطلقة للإشراف على (تهذيب) وتلطيف التراث الاسلامي، ومنحته صلاحيات مفتوحة في التعامل معها وكأنها من القطع القديمة، فقام بتفكيكها ثم أعاد تركيبها وتلميعها بالطريقة التي يراها مناسبة، فحذف منها الكثير، و وقع اختياره على ما كان يراه صحيحا حسب خبراته المستمدة من مهاراته في ورشة الساعات اليدوية والجدارية. وهكذا صارت كلمة (صححه الألباني) هي الوحي الذي تقدسه الامة هذه الايام. .
وبالتالي صار الألباني وحده يمتلك القرار النهائي في قبول الأحاديث من عدمها في ضوء ما يمليه عليه مزاجه. .
وهنا لابد من طرح السؤالي التالي: إذا كانت السنة النبوية الطاهرة مكملة للقرآن الكريم فكيف اخذ الالباني على عاتقه حرية التصرف بنصوص الأحاديث كيفما يشاء ؟. حتى الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان لم يكن لديهم التخويل الذي يحمله الألباني في رفض الأحاديث أو قبولها أو تصحيحها وتعديلها. .
لقد أثارت شخصية الألباني جدلا واسعا في عموم الديار الإسلامية، فمن هو ؟. ومن أين جاء ؟. وكيف ارتقى إلى هذه الدرجة التي لم يصلها كبار العلماء في الأزهر الشريف ؟. .
حقيقة الأمر سوف تبقى معظم التساؤلات مبهمة ويشوبها الغموض. فكل ما نعرفه عنه انه ولد عام 1914 ومات عام 1999. لم يدرس في الأزهر. . يحمل الجنسية الألبانية والسورية والأردنية. وظل يمارس عمله في إصلاح الساعات المعطوبة حتى جاء اليوم الذي اصبح فيه هو المصحح العام لكل الأحاديث. فانتقل بين ليلة وضحاها من إصلاح الساعات إلى إصلاح التراث الديني. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟