كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 00:23
المحور:
سيرة ذاتية
النفاق لغةً: نسبةً إلى النفق وهو جحر في الأرض متعدد الأبواب والفتحات، تحفره القوارض وتحتمي به، فإن هوجمت من باب خرجت من الأبواب البديلة، فاصبحت حركتها التمويهية الترددية حركة نفاقية مراوغة، وهكذا اشتقوا اسم المنافق الذي له في الواقع أكثر من وجه. وفي مجال الحياة تطلق على الأبواق الإعلامية التي لها وجهين، أو قولين وموقفين وانتمائين بنفس الوقت، وهذا النوع من الأبواق من أخطرها لأنها لا تنقل الحقيقة. .
فعندما تحدث وزير النقل العراقي الأسبق اول مرة عن مشروع النفق المغمور، كان حديثه وقتذاك عن (ولادة فكرة) طرحها للتباحث والنقاش على طاولة المكتب الاستشاري الإيطالي الموجود في الفاو، لكنها تحولت بقوة الراجمات التسقيطية المنافقة إلى مادة للسخرية والتندر. فسارعت الفضائيات العراقية كلها (بلا استثناء) لإجهاضها وتسطيحها، بينما انفردت قناة الشرقية وحدها بأحاديث ولقاءات مطولة للاستخفاف بها. فالشرقية تكره الجنوب ولا تريد الخير للعراق. .
اما الان وبعدما تحولت الفكرة إلى واقع ملموس، وبعدما تأخر تنفيذها حتى تجاوز المدة المقررة، عادت الفضائيات المنافقة نفسها في الشهر الأخير من عام 2025 للتغني بالنفق والثناء عليه، وخصصت وقتها لتجميل صورة الوزير الحالي. .
وقد وصل معظم المتنفذين إلى البصرة كي يتنفسوا تحت الماء، ويقطعوا ترعة خور الزبير مشيا على الأقدام من الضفة إلى الضفة عبر النفق الذي كانوا يسخرون منه ويتهكمون عليه. .
مشكلة الوطنيين في العراق انهم يعملون بلا غطاء حزبي، وبلا دعم إعلامي. ومشكلتهم الأخرى انهم يعيشون في أجواء ملبدة بسحب الخذلان، ويتعاملون مع اصحاب الوجوه الزئبقية. .
هنا في هذا البلد لم يقتلوا الوطنيين بالرصاص بل اطلقوا عليهم قرودهم الانتهازية. .
لو نظرنا إلى الوجوه المشاركة في حفل الافتتاح لاكتشفنا انها هي التي تدير المشهد الكوميدي عام 2017. . .
كلمة اخيرة: الأكثر رعبا من العمى أن تكون الوحيد الذي يرى. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟