كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 16:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على خطى وعد بلفور قرر ترامب استقطاع هضبة الجولان وجبل الشيخ من الأراضي السورية ومنحها على طبق من ذهب إلى إسرائيل من دون ان تنبس حكومة الجولاني ببنت شفة. .
فالانتهاكات التي ارتكبتها بريطانيا فى السادس والعشرين من ديسمبر 1915 عندما استقطعت ارض نجد والأحساء من خارطة الإمبراطورية العثمانية ومنحتها إلى عبدالعزيز آل سعود، ثم ارتكب وزير خارجية المملكة المتحدة (آرثر بلفور) في الثاني من نوفمبر / تشرين الثاني عام 1917 انتهاكات سافرة عندما منح ارض فلسطين كلها إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني. فقد تكررت تلك الانتهاكات السيادية الآن على السياقات الاستبدادية القديمة، فسار عليها ترامب بعد اكثر من قرن ليرتكبها على رؤوس الأشهاد، من دون ان تهتز شوارب الجامعة العربية ومن دون ان تنتفض الميليشيات الدمشقية المتخصصة بإزهاق ارواح الأبرياء من ابناء الأقليات في الشام. .
وهكذا ضاعت الجولان إلى الأبد في زمن الجولاني، وتنازل عنها الشرع في زمن اللا شرعية، وربما سوف يتنازل عن القنيطرة واخواتها. .
وحتى لا يتحذلق المتحذلقون، ولا يتفلسف المتفلسفون، ظهر ترامب امام الجماهير بشحمه ولحمه ليعلن عن تسليم هضبة الجولان ومقترباتها إلى إسرائيل، مشيرا إلى انها تساوي تريليونات الدولارات، وانها منطقة استراتيجية حساسة لا مثيل لها. .
جاء قراره هذا بعد مضي 48 ساعة على قراره القاضي بمنع السوريين من دخول الأراضي الامريكية بدعوى ان الأوضاع في دمشق غير مستقرة، وان شرعية حكومة الشرع لم تكتمل بعد، رغم انه لعب معه الجولف في حديقة البيت الأبيض. .
وهنا لابد من التنبيه إلى المساحة الجولانية المُستقطعة في ضوء التطلعات الترامبولية، فهي تشمل كل الأراضي السورية الواقعة في الجنوب بضمنها السويداء والقنيطرة ودرعا. وربما تمتد حتى تصل الحدود العراقية. .
قرار ترامب يعيد إلى الأذهان القرار الذي اتُخذ عام 2019 حول هذا الموضوع، وأعتبر وقتها خرقا للقانون الدولي، رافقته اعتراضات عربية ودولية واسعة، اما الآن فلم يعترض احد، لا عربيا، ولا دوليا، ولا سوريا، ولا اسلاميا. .
وبات واضحا الآن ان ترامب سوف يواصل تقطيع أوصال الشرق الأوسط قطعة بعد قطعة، وسوف يتلاعب بخرائط المنطقة كيفما يشاء، وحيثما يشاء. .
والله يستر من الجايات
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟