ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 15:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسليم حماس كل الرهائن في ديسمبر 2025 أنهى بطاقتها الأقوى، لكن التوازنات بين الأطراف لم تستقر.
إسرائيل تُدَيْرُ فصائل الفراغ شرق الخط الأصفر كأداة تقسيم، بينما تُفْرِضُ شروطاً صارمة للمرحلة الثانية من خطة ترامب: نزع سلاح حماس كامل.
قطر تُؤَجِّلُ الاستقرار لتعرقل الإعمار الخليجي، السلطة الفلسطينية تُقْصَى
، والسعودية والإمارات تنتظران الضوء الأخضر الإسرائيلي.
هذه المعادلة الهشة تُخْفِيَ ثلاثة مصائر محتملة لغزة 2030
.الواقع الحالي: تقسيم غزة وشروط إسرائيل غير القابلة للتفاوض غزة مقسمة جغرافياً تحت سيطرة إسرائيلية غير مباشرة. غرب الخط الأصفر (ثلثي السكان) تسيطر عليه حماس المُضَعَّفَة التي فقدت نصف قادتها وبطاقة الرهائن. شرق الخط الأصفر (خان يونس) تتنافس فيه خمس فصائل مسلحة تُدَعْمُ من إسرائيل غير مباشرة، وترحب بمقتل قادة حماس.نتنياهو يُفْرِضُ شروطاً للمرحلة الثانية:نزع سلاح حماس كامل (أنفاق وصواريخ)سيطرة أمنية إسرائيلية دائمةمصادرة 20% من الأراضي ("ممر موراج")دمج فصائل الفراغ في "لجان أمنية"بعدها فقط يُسمح بإعمار خليجي وإدارة مشتركة شكلية. حماس ترفض، قطر تُؤَجِّلُ، والخليج ينتظر.التوازنات المعقدة بين الأطراف: من يُكْسِبُ ومن يَخْسَرُ؟إسرائيل تُدَيْرُ الفراغ ببراعة: الفصائل تُقْسِمُ الفلسطينيين، حماس مُضَعَّفَة، والإعمار مُؤَجَّل حتى تُفْرِضُ شروطها. لكن خطر الانفلات قائم إذا تحالفت الفصائل مع سلفيين.قطر تُخْدِمُها الفوضى أكثر من الاستقرار: تُعْرِقِلُ السعودية (5 مليار دولار مُؤَجَّلَة) والإمارات (3 مليار + غاز بحري)، مُبْقِيَةً على دورها كراعية حصرية لحماس رغم تسليم الرهائن.السعودية والإمارات جاهزتان للإعمار مقابل نفوذ اقتصادي في حقول الغاز (1 تريليون متر مكعب)، لكنهما ترفضان الفوضى ويَنتظِرَانَ موافقة إسرائيلية صريحة.السلطة الفلسطينية تُقْصَى عملياً: الفصائل ترفض رام الله شرق الخط، وحماس ترفض مشاركتها غرب الخط.ترامب يُضْغَطُ لإنجاح المرحلة الثانية، لكن نتنياهو يُمْلِي الشروط.ثلاثة مصائر محتملة بناءً على التوازنات الحاليةالأول: إمارة خليجية تحت السيطرة الإسرائيلية (45%)
إذا نجحت إسرائيل في فرض شروطها، تُدْخِلُ السعودية والإمارات الإعمار مقابل حصص اقتصادية، غزة تتحول إلى "دبي صغيرة" مع سيطرة أمنية إسرائيلية وحماس كـ"شرطي محلي".الثاني: فوضى مُدارة قطرياً (35%)
إذا رفضت حماس نزع السلاح واستمرت الفصائل في الفراغ، تُدَيْرُ قطر الوضع كوسيطة حصرية، الغاز مُؤَجَّل، والخليج مُخْسِر.الثالث: انفلات كامل و"داعش غزة" (20%)
إذا خرجت الفصائل عن السيطرة وتحالفت مع سلفيين، ينهار التوازن، الخليج يقطع التمويل، وإسرائيل تُكَثِّفُ الضربات الجوية دون احتلال أرضي.الخلاصةالتوازنات الهشة بعد تسليم الرهائن تُخْفِيَ معركة مصيرية: إسرائيل تُفْرِضُ شروطها، حماس ترفض، قطر تُؤَجِّلُ، الخليج ينتظر، والفصائل تُهَدِّدُ. المفتاح في الأسابيع القادمة: هل تُنْجَحُ إسرائيلُ فرض نزع السلاح قبل انفلات الفصائل، أم تُطَوِّلُ الفوضى لصالح قطر حتى تنهار كل الخطط؟
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟