أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - فنزويلا تغذ الخطى لمواجهة الغزو الامبريالي الأمريكي















المزيد.....

فنزويلا تغذ الخطى لمواجهة الغزو الامبريالي الأمريكي


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 21:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فنزويلا تغذ الخطى لمواجهة الغزو الامبريالي الأمريكي
بقلم : عليان عليان
تواجه جمهورية فنزويلا البوليفارية منذ شهر آب / أغطس الماضي ، تهديدات جدية من قبل الإمبريالية الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،اتخذت في البداية مبرراً مزعوماً ،ممثلاً بتهريب المخدرات للولايات المتحدة، من قبل كارتل مزعوم لا وجود له في فنزويلا "كارتل دي لوس سوليس " وأن هذا الكارتل المزعوم يديره الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
لقد اتخذت هذه التهديدات منحى خطيراً ، من خلال قعقعة السلاح ممثلةً بأكبر حشد عسكري للبحرية الأمريكية في البحر الكاريبي ،على مسافة قريبة من البر الفنزويلي ، ومن خلال إطلاق يد المخابرات الأمريكية لتنفيذ عملية تخريب في فنزويلا ،لإشاعة حالة من الفوضى والارتباك داخل فنزويلا خدمة لمصالح المعارضة المرتبطة بالولايات المتحدة.
الحصار الإمبريالي الأمريكي
ولم تتوقف الأمور عند قعقعة السلاح في الكاريبي ، بل تطورت باتجاه فرض حصار كامل على فنزويلا ، ومصادرة أية ناقلة نفط قادمة إلى فنزويلا أو خارجة منها ، في قرصنة استعمارية لم تجدي معها مناشدة الرئيس مادورو للأمم المتحدة وأمينها أنطوني غونتيرش لاتخاذ قرار يحول دون الحصار ومصادرة ناقلات النفط ، بعد أن بلغ عدد الناقلات المسروقة ثلاث ناقلات مشيراً إلى أن الحصار السياسي والدبلوماسي والاقتصادي المفروض على فنزويلا "هو جزء من دبلوماسية الهمجية الغريبة عن قواعد التعايش الدولي".
لقد راح رئيس الإمبريالية الأمريكية دونالد ترامب يتبجح بالقول : إن الولايات المتحدة فرضت حصاراً على فنزويلا، و أنها لن تسمح لأحد بكسره "، كما كشف عن حقيقة التهديدات الأمريكية المتسترة وراء فزاعة المخدرات ،بإعلانه صراحةً أنه يستهدف فنزويلا من أجل إسقاط نظام الحكم البوليفاري ، والسيطرة على النفط والمعادن فيها ، من خلال العمل المسلح ، لاستعادة ما أسماه حقوق الشركات النفطية الأمريكية ، زاعماً أن أن كراكاس استولت على كل موارد واشنطن من النفط ونريد استعادتها!". وذلك في إشارة إلى إجراءات التأميم ، التي أقدم عليها الرئيس الراحل هوجو تشافيز في عيد العمال أول مايو/ سنة 2006 لتوظيف ثروة فنزويلا في خدمة شعبها .
ووصلت الأمور بالرئيس ترامب، أن يتصرف وكأن فنزويلاً ملكية حصرية للولايات المتحدة في غطرسة إمبريالية غير مسبوقة ، حين وصف فنزويلا بأنها "تسرق النفط الكامن في أرضها"، الأمر الذي دفع الحكومة الفنزويلية، إلى أن تخرج عن الدبلوماسية الناعمة حول تسوية الأمور من خلال رفع سقف تصريحات كل من الرئيس مادورو ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية بأن فنزويلا ستتصدى للعدوان الأمريكي وتهزمه ، وكذلك تصريح مادورو الأخير الذي أكد فيه أنّ فنزويلا مستعدّة لتسريع مسيرة الثورة العميقة.
ترامب واستثمار اللحظة السياسية
ما يجب الإشارة إليه هنا أن الإدارة الأمريكية ، تستثمر اللحظة السياسية الراهنة لتفيذ عدوانها المرتقب على فنزويلا ، فروسيا ليس بوسعها أن تفعل شيئاً لنصرة فنزويلا ،وترى- حسب العديد من المراقبين- أن ما زودته لفنزويلا من مختلف أنواع الأسلحة ،لا سيما صواريخ أرض جو يمكنها من التصدي للغزو الأمريكي، لا سيما وأن الرئيس ترامب قدم خطةً لوقف الحرب في أوكرانيا تستجيب للمصالح الروسية ، والتي تتضمن القبول بضم مجلس الدوما الروسي لجمهوريات لوغانسك ودوميتسك وزباروجيا وخيرسون والقرم، ومن ثم فإن الرئيس بوتين لن يضحي بمصالحه، في أوكرانيا، مقابل الوقوف عسكريا مع فنزويلا.
كما أن الصين يمكن أن تكتفي أيضاً بما قدمته لفنزويلا من أسلحة ،في ضوء أولوياتها الاقتصادية ، وأولويات إدارة الصراع في بحر الصين ، بشأن الجزر المتنازع عليها، ناهيك أن أولى أولياتها يكمن في تهيئة الظروف والإمكانات لإعادة جزيرة تايوان لحضن الوطن الأم ( الصين الشعبية) ،وكل ما بوسع الصين وروسيا ، أن تفعله لصالح فنزويلا في هذه المرحلة يكمن في الوقوف إلى جانبها في مجلس الأمن.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت في تقرير لها ،أن فنزويلا طلبت دعمًا عسكريًا من روسيا والصين وإيران ، في إطار استعداداتها لاحتمال وقوع هجوم أميركي ضدها، وبحسب التقرير، يشمل الطلب الفنزويلي صواريخ متطورة، ورادارات، وطائرات مسيّرة، إضافة إلى أنظمة دفاعية تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للجيش الفنزويلي، ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن كاراكاس تسعى لتقوية تحالفاتها مع القوى المناهضة لواشنطن تحسبًا لأي تصعيد محتمل، خصوصًا في ظل التوتر السياسي المتزايد بين فنزويلا والولايات المتحدة، ولم تصدر الحكومات الثلاث — موسكو وبكين وطهران — أي تعليق رسمي حتى الآن حول التقرير، فيما اكتفت فنزويلا بالتأكيد على أن تعاونها العسكري مع هذه الدول "يهدف إلى الدفاع عن السيادة الوطنية.


أمريكا قد تغرق في المستنقع الفنزويلي
كما يجب التذكير بمسألة هامة ، وهي أن الغزو الأمريكي لفنزويلا لن يكون نزهة ، لا سيما وأن فنزويلا تمتلك منظومة أسلحة متطورة من ضمنها ( 5000) صاروخ أرض جو روسي الصنع من طراز إيغلا-إس لمواجهة القوا ت العسكـ رية الأمريكية المتمركزة في منطقة البحر الكاريبي ولمواجهة طائرات ف 35 التي قد تنطلق من بورتوريكو ، بعد أن أعادت القوات الأمريكية تأهيل المطار العسكري فيها .
يضاف إلى ذلك أن فنزويلا لديها جيش عقائدي مشبع بالعقيدة البوليفارية مكون من 200 ألف جندي و عشرة آلاف جندي احتياط موزعين على أسلحة البر والبحر والجو ، وبات هذا الرقم مرشح للازدياد في ضوء التهديدات الأمريكية ،حيث انضم مؤخراً للجيش 5600 جندي جديد، ناهيك عن وجود أعداد كبيرة من الميليشيات البوليفارية ومن الحرس الوطني الفنزويلي ، ويرى العديد من المراقبين أن الولايات المتحدة قد تغرق في مستنقع فنزويلا ، إذا تمت عملية الغزو من خلال حرب العصابات التي قد يمارسها الجيش والحرس الوطني ، في ضوء توفر بيئة جبلية وتضاريس صعبة ملائمة لحرب العصابات.
صحيح أن نقطة ضعف فنزويلا ، تكمن في وجود معارضة عميلة لواشنطن ، لكن النظام البوليفاري اكتسب خبرة كبيرة في التصدي للمعارضة العميلة منذ عام 2015 وحتى للحظة الراهنة
حقائق على هامش التهديد بغزو فنزويلا
في ضوء ما تقدم يمكن التأكيد على الحقائق التالية :
1- أن العدوان على فنزويلا ، إذا ما تم تنفيذه يشكل محطة أولية للعدوان على كافة دول أمريكيا اللاتينية ، التي نحت منحى ثورياً تقدميا ، مثل كولومبيا وكوبا ونيكاراغوا والبرازيل وغيرها.
2-أن هذا العدوان ، يعيد الاعتبار لمبدأ مونرو 1923 ، حين أعلنت الولايات المتحدة أحاديًا سيادتها على أميركا اللاتينية كمجال نفوذ حصري لها ، وإحياء هذا المبدأ اليوم بات واضحاً لا لبس فيه وخطير تمامًا ، وبهذا الصدد نذكر بتصريح وزير الحرب الأمريكي "بيت هيغسيث" الذي بات يردد لغة سياسية عنجهية ، تعود لقرنين من الزمان: "نصف العالم الغربي هو جوار أميركا وسنحميه". لكن ممن؟!
3- تصريحات سابقة للإدارة الأمريكية ، بأن واشنطن لن تسمح في هذه المرحلة من التاريخ بأي دور للصين وروسيا ،على الصعيد التجاري والاستثماري العادل في دول أمريكا الجنوبية.
4- كما أن العدوان الذي يجري التحضير له على فنزويلا ، وعلى بقية الدول التقدمية في أمريكا الجنوبية ، جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي مؤخرا.
إن استهداف فنزويلا في هذه المرحلة ، هو استهداف لكل الشعوب والدول في العالم الثالث التي تنشد الانعتقاق من الهيمنة الأمريكية والغربية الاستعمارية ، واستهداف للأيديولوجية البوليفارية الاشتراكية التي قطعت شوطاً لا بأس به في القارة اللاتينية ، في وضع حدا للنهب الأمريكي.
كما أن استهداف فنزويلا الثورة هو استهداف لمواقفها الأممية في نصرة القضايا العادلة في العالم وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية ، لا سيما وأن فنزويلا اتخذت مواقف جريئة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة ، في مواجهة العدوان المتكرر على الضفة الغربية وقطاع غزة وقامت مبكراً في عهد الرئيس الراحل "هوجو تشافيز" بطرد السفير " الإسرائيلي" من فنزويلا ولم تتوانى ،عن تقديم مختلف أشكال الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني في مواجهة العدون الصهيوني المستمر .
انتهى
كاتب وباحث فلسطيني



#عليان_عليان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى انطللاقتها: الشعبية لم تبرح انتمائها الأيديولوجي، وظ ...
- نحو برنامج مهام فلسطيني مقاوم في مواجهة الأخطار الاستراتيجية ...
- في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني : المقاومة شرط مركزي لتفعي ...
- قرار مجلس الأمن رقم (1803) صك انتداب استعماري أمريكي لقطاع غ ...
- معركة الطوفان : رد غير مسبوق على وعد بلفور وعلى المؤامرة الأ ...
- المقاومة في مواجهة خطة ترامب لنزع سلاحها وفرض الوصاية على قط ...
- بعد مرور عامين على الطوفان العظيم : المقاومة تفشل كافة أهداف ...
- قطر والنظام العربي قبلا ببيان صحفي في مجلس الأمن كجائزة ترضي ...
- نكسة عسكرية وسياسية حلت بمجرم الحرب نتنياهو بعد فشل عملية اغ ...
- حزب الله يرفع قفاز التحدي في مواجهة القرار الصهيو أميركي بتج ...
- المفاوض الفلسطيني يربك حكومة العدو الصهيوني بموافقته على الم ...
- مؤتمر حل الدولتين محطة لضرب المقاومة ولتمكين سلطة التنسيق ال ...
- حرب الاستنزاف التي تشنها المقاومة في قطاع غزة ترفع الكلفة ال ...
- كمين بيت حانون سطر مرحلة جديدة في الفعل المقاوم ضد الاحتلال ...
- في الذكرى أل (53) والخمسين لاستشهاده :غسان كنفان رافعة للإبد ...
- صفقة ترامب تستهدف إنقاذ الأسرى الصهاينة وهزيمة المقاومة وتصف ...
- إيران انتصرت على الكيان الصهيوني، وتصريحات ترامب ونتنياهو -ب ...
- نحو خارطة طريق لوقف الحرب على قطاع غزة : المقاومة أولاً
- دول الغرب تتسابق على فرض العقوبات على (إسرائيل)احتجاجاً على ...
- في الذكرى أل ( 77) للنكبة : المقاومة طريق التحرير والقرار 19 ...


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-دخول قوات تركية على خط المواجهات في حلب-.. م ...
- تركيا تتوقع بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة -مطلع عام 2026- ...
- حيوانات حديقة حيوان برلين تستمتع بوجبات خفيفة لعيد الميلاد و ...
- نفتالي بينيت يطالب باستقالة نتانياهو ويصف قضية -قطر غيت- بال ...
- اتصال بين لافروف ونظيره الفنزويلي.. دعم روسي -كامل- لكراكاس ...
- مع تراجع الصين.. شيفرون تتصدر المشهد في نفط فنزويلا
- فيضانات آسفي: حين تكشف الكوارث عُري التدبير
- واشنطن بوست: خيارات ترامب تضيق بشأن طريقة تعامله مع مادورو
- بعيدا عن واشنطن.. -نادٍ خاص- يحتضن مفاوضات أوكرانيا وغزة
- الجيش الإسرائيلي ينهي التحقيقات في هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عليان عليان - فنزويلا تغذ الخطى لمواجهة الغزو الامبريالي الأمريكي