أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى الخباني - المُعَلَّقَة














المزيد.....

المُعَلَّقَة


هدى الخباني
صحفية.

(Houda El Khoubani)


الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 16:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم تكن الأستاذة نزهة مجدي مجرد رقم في لائحة "الأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد"، بل تحولت، طوعاً أو كرهًا، إلى أيقونة تختزل وجع قطاع يئن تحت وطأة الاحتجاج، ووجه نسائي دفع ضريبة الكلمة في زمن الحسابات السياسية المعقدة.
تبدأ الحكاية من ساحات الرباط، حيث تلتحم أصوات الآلاف من نساء ورجال التعليم، هناك برز صوت نزهة مجدي. لم تكن تطالب بمستحيل، بل بـكرامة مهنية تراها مهددة. لكن المشهد لم يتوقف عند حدود الهتاف؛ إذ سرعان ما وجدت الأستاذة الشابة نفسها في مواجهة مباشرة مع فصول القانون الجنائي، بتهم تتراوح بين "إهانة هيئة منظمة" و"بث ادعاءات كاذبة".

المفارقة المؤلمة هنا ليست في الاعتقال بحد ذاته، بل في التهمة التي طالما نفتها نزهة بمرارة: "المس بالمؤسسات".
يتساءل رفاقها في "التنسيقية": كيف لمن أفنت زهرة شبابها في بناء عقول أطفال الوطن أن تسعى لهدم مؤسساته؟ هل أصبح النقد، مهما بلغت حدته، جريمة تستوجب سلب الحرية؟
ما ميز قضية نزهة مجدي عن غيرها، هو ذلك "التصريح الصادم" الذي أطلقته حول تعرضها للتحرش أثناء فض إحدى الوقفات الاحتجاجية. كانت تلك اللحظة هي النقطة التي أفاضت الكأس؛ فبدلاً من فتح تحقيق ينصف "المرأة" والموظفة العمومية، وجدت نزهة نفسها متهمة بالتشهير.
إن تعمق السلطات في متابعتها بناءً على هذه التصريحات تحديداً، يطرح علامات استفهام كبرى حول "آليات حماية النساء في الفضاء العام"؛ فبدلاً من أن تفتح الصرخة أبواب التحقيق والإنصاف، فتحت عليها أبواب الزنزانة.

لكن هذا القيد الذي أريد له أن يخرس صرخة الأستاذة، سرعان ما تحول إلى صدى يتردد خارج أسوار السجن، لينتقل من زنزانة نزهة الضيقة إلى فضاءات أرحب، حيث لم يعد السؤال عن "التهمة"، بل عن المقعد الفارغ الذي تركته خلفها... في حجرة الدرس التي كانت نزهة تملؤها حيوية، ثمة مقعد فارغ اليوم، وصمت يربك التلاميذ الصغار. هؤلاء الأطفال الذين لا يفهمون في "التعاقد" أو "القانون الجنائي"، يتساءلون فقط: "أين أستاذتنا؟".

إن اعتقال الأستاذة نزهة مجدي ليس مجرد إجراء قانوني، بل رسالة مشفرة وصلت لآلاف الأساتذة.
لكن، وكما تظهر التضامنات الواسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الشوارع، يبدو أن الرسالة قرأت بشكل عكسي؛ فبدلاً من الترهيب، ولد الاعتقال نوعاً من الالتفاف الرمزي حول قضيتها، محولاً إياها من أستاذة في مدرسة ثانوية إلى مدرسة في الصمود بالنسبة لمؤيديها.
بينما تقضي نزهة أيامها خلف القضبان، تظل ذكراها حاضرة في كل تنسيقية وفي كل فصل دراسي. قد ينجح السجن في تقييد الجسد، لكنه غالباً ما يمنح الفكرة أجنحة لتطير أبعد مما كان يتخيل السجان. نزهة مجدي اليوم ليست مجرد معتقلة، إنها المرآة التي يرى فيها التعليم المغربي انكساراته.. وتطلعاته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتحول الهيئات المهنية إلى -غرف إعدام رمزي- للأصوات المعا ...
- صرخة جيل Z: الثقة المفقودة بين -الوعاء الفارغ- و -المغرب بسر ...
- التعليم الخاص في المغرب: جحيم الأسر وبزنس لأصحاب الشكارة.
- حكم بالسجن 20 عاماً.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!
- غيثة عصفور: بين محكمة الرأي العام وغياب الحقيقة.. من يملك حق ...
- جامعة وساحة حرب: قصة فتاة لم تعرف التنازل.
- قراءة في كتاب -المرأة ليست لعبة الرجل- لسلامة موسى
- صرخة من داخل الفصل: حين يغيب الجمال عن فصول التعلم.
- إحصائيات بروح إنسانية
- العمل النقابي لصالح من ؟
- باشلار يرد على أفلاطون
- المواطنة والحرية
- قراءة في - الطاغية- دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي / ...
- عماء اللغة
- طريقي إلى الجامعة
- مرض - Sexophobia- في حصة موضوعها - الثفافة الجنسية -
- رسالة إلى الله
- عبد الهادي روضي: لوحة تتعانق فيها الألوان.
- الجوع في بطني يقتل حتى الجوع.
- الثانوية التأهيلية محمد الزرقطوني: هرطقة في هرطقة


المزيد.....




- مرتبطة بـ-بعقوبات النفط الإيراني-.. مسؤول أمريكي: خفر السواح ...
- لماذا يكثف ترامب هجماته على فنزويلا؟
- رغم الجدل.. ويكيبيديا تُبقي توصيف -الإبادة- لأفعال إسرائيل ف ...
- بايرن -بطل الخريف- ويبتعد عن دورتموند قبل العطلة بتسع نقاط
- كأس الأمم الأفريقية 2025: المغرب يسجل أول انتصار في الدورة ب ...
- كأس الأمم الأفريقية 2025: المغرب يبدأ حملة البحث عن اللقب بف ...
- -مجربة ميدانيا-.. إسرائيل استغلت إبادة غزة لتسويق أسلحتها وح ...
- جلين.. -قرية أفريقية- في قلب حوران السورية
- تفاكر.. لماذا نحتاج اليوم إلى المراجعات الفكرية؟
- انتقادات لتواطؤِ شركات التقنية العالمية مع إسرائيل


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى الخباني - المُعَلَّقَة