مرض - Sexophobia- في حصة موضوعها - الثفافة الجنسية -

هدى الخباني
كاتبة
(Houda El Khoubani)

الحوار المتمدن-العدد: 6370 - 2019 / 10 / 5 - 20:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

مرض " Sexophobia" في حصة موضوعها " الثفافة الجنسية ".

كان موضوع هذه الحصة " الثفافة الجنسية "، لاحظت ارتباكاََ ملحوظاََ حينما كان الأستاذ يشرح الدرس، كان يوجه شرحه وإشاراته نحوي، لأن موضوع تدريس الثفافة الجنسية في المناهج التعليمية عرضُُ اخترت شرحه الحصة القادمة.
لم يتعمق في التطرق إلى التفاصيل المهمة، ركز على أفكار أساسية معدودة ووقف عندها، وهي أن الثقافة الجنسية سلوك وتربية، وأن الدين الإسلامي لا ينفي هذه التربية، بل حث عليها، أعطى بعض مظاهرها وتجلياتها، كالطهارة، الحيض، الخ، استنتج أن هناك فرق بين الثقافة الجنسية والجنس، حيث فضل المفهوم الأول على الثاني، حقر الجنس باعتباره جماعاََ وعلاقة بيولوجية فقط.
لم تعجبني طريقة عرضه هذه، فقد كانت الذاتية تطغى على الموضوعية في الدرس، أو لنقل لم تكن موضوعية على الإطلاق. رفعت يدي مع نقطة نظام.
_ يا أستاذ، لا أتفق.
_ لماذا ؟
_ قلت أن هناك فرق بين الثقافة الجنسية والجنس، الجنس لا يعني تدريس الجماع، ولكنه تدريس ومعرفة تضاريس هذا الجسد وتغيراته الحادة العاصفة، وهذا حق إنساني مشروع جداََ، وما ننادي به ليس عرض أفلام البورنو على الطلبة، لكنه تقديم علم الجنس لهم، وهو علم بالفعل استقر واتضحت ملامحه، ولسنا مسؤولين عن الهواجس المرضية التي تشبتت بعقل وجسد البعض نتيجة الكبت، فالحل لهذه الهواجس ليس في أيدينا بل في أيديهم، ولذلك نطلب منهم أن يزيحوا جانباََ عقدهم الجنسية لنستطيع النقاش بحرية وموضوعية.
أوجه رسالة إلى الذين يرددون أن الجنس غريزة حيوانية، وبالطبع كل ما هو حيواني لا يصح له أن يدنس محراب العلم ؟ وأنا على العكس، أرى أن الجنس هو أرقى الغرائز البشرية وأهمها، وهو يمثل أسمى التواصل الإنساني. الجنس تفاعل نفسي جسدي.
لا أطالب بتدريس الثقافة الجنسية كمنهج مستقل، وإنما الاندماج في المناخ التربوي والتعليمي، المدرسة التي تتعامل مع الذكر على أنه سوبرمان، والأنثى سندريلا، مدرسة ترتكب جريمة جنسية.
التربية الجنسية عملية مستمرة وشاملة، كلنا مسؤولون عنها، كلنا نسعى إلى الأخلاق، هناك فرق بين الأخلاق والمرض النفسي، نحن الذين نحارب الثقافة الجنسية أكثر المجتمعات إنفاقاَُ على المنشطات، مجتمع يدل نفاقه على نفاقه.
يا أستاذ، صدقني، لو طرحت السؤال التالي على أي واحد منا، وعلى نفسك أيضاََ:
كيف يمكن للقضيب الطويل أن يدخل مهبل قصير ؟
أو: لماذا يشعر الرجال بالضيق بعد ممارسة العلاقة الحميمة ؟
لن تجد جواباََ علمياََ محضاََ.
_ ههههه. ستعرفين الجواب مع مرور الوقت.
استلقى الطلبة على طاولاتهم منفجرين ضحكاََ، ضحكاََ هستيرياََ، كنت أسمع تعليقات سخيفة عني وعن مداخلتي.
• تريد الجنس.. مكبوتة..
• وقحة.. لا تخجل
لا أسمح لكم بإهانة شخصيتي وأفكاري. أنت يا صاحبة اللون الأزرق، هادئة في العلاقة الجنسية، يساعد على النوم السريع ولكن تأثيره سلبي على القدرة الجنسية.
أنت صاحبة اللون الأسود، تحبين ممارسة الجنس حينما تعانين الضغوطات النفسية، تمارسين العلاقة الحميمة لتفرغين الطاقة السلبية بداخلك.
أنتَ صاحب اللون الأحمر، عاطفتك جياشة ورومانسيتك قوية مع الحبيبة، هذا اللون يزيد الطاقة ويرفع حرارة الجسم، والجميل في هذا اللون، المزج بين الحب والجنس لا ممارسة الجنس، ولذلك يعتبر أفضل الالوان في ممارسة الجنس.
صمت الجميع، تدخلت طالبة وأردفت:
- لا علاقة.
لم أسمعها، لأنني كنت جالسة في المقاعد الخلفية، وهي تجلس في المقاعد الأمامية، قال الأستاذ :
_ سيدة ما قالت لكِ لا علاقة.
أقف أمام الجميع، أضرب الطاولة، أنفجر غضباََ وأقول لها:
_ يا سيدتي، لعنتک الثقافة.
تتعالى أصوات الضحك من جديد، صفير، قهقهات مبالغ فيها ، يوقف الأستاذ هذه الفوضى، ويضيف:
_ أعيدي ما قلته.
_ قلت لها لعنتک الثقافة.
_ أووه، اعتقدت أنك قلت لها لعنتك الآلهة.
_ وأين يتجلى المشكل في ذلك ؟
_ كل شيء إلا الدين، لو قلت لها لعنتك الآلهة، لطردتك من الحصة.

هدى الخباني.

#هدى_الخباني (هاشتاغ)       Houda_El_Khoubani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل