أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - هدى الخباني - حكم بالسجن 20 عاماً.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!














المزيد.....

حكم بالسجن 20 عاماً.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!


هدى الخباني
كاتبة

(Houda El Khoubani)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 04:58
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


حكم بالسجن 20 عامًا.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!

لم يكن ناصر الزفزافي، الشاب الذي وقف في قلب الحسيمة، سوى صدى لمطالب الشارع.
كان مجرد رجل عادي من قلب الريف، لكنه تحوّل بفعل الظروف إلى رمز لنضال شعبي ضد التهميش.
إن قضيته، التي امتدت لأكثر من سبع سنوات في السجن، لم تعد مجرد قصة اعتقال شخص، بل أصبحت حجة دامغة على أن السلطة، عندما تحاول إسكات صوت، قد تخلق رمزًا لا يمكن سجنه.

في أكتوبر 2016، كان صوت الغضب في الريف قد بلغ ذروته إثر مقتل بائع السمك محسن فكري.
من بين الجموع الغاضبة، برز صوت ناصر الزفزافي.
لم يكن لديه سجل سياسي أو قيادي، بل كان يتحدث بلغة الشارع عن مشاكل حقيقية يلمسها كل مواطن في المنطقة: نقص المستشفيات، غياب الجامعات، والبطالة المتفشية.
كانت كلماته صريحة ومباشرة، تلامس عمق الإحباط الذي طال عقودًا من الزمن. لهذا، لم يكن الزفزافي قائدًا بالمعنى التقليدي، بل كان "ميكروفونًا" يترجم مطالب الجماهير.
محاولة إسكات هذا الصوت جاءت بشكل درامي في مايو 2017، تم اعتقال الزفزافي بعد خطبة انتقد فيها خطيبًا بمسجد، وهو ما اعتبرته السلطات "عرقلة لحرية العبادات". هذه التهمة، التي أثارت جدلاً حقوقيًا واسعًا، كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت مزيدًا من الاحتجاجات، ولم تكن سوى البداية. في نهاية المطاف، صدر الحكم القاسي: عشرون عامًا في السجن بتهمة "التآمر على أمن الدولة".
هنا تكمن المفارقة الكبرى، كان الهدف من الحكم هو إنهاء الحراك بقطع رأسه، لكن النتيجة كانت عكس ذلك تمامًا.
فكل يوم يقضيه ناصر الزفزافي خلف القضبان لا يمحو ذكراه، بل يرسخ صورته كشهيد للحقيقة ورمز للصمود.
قضية الزفزافي لم تعد قضية داخلية مغربية، بل أصبحت محطة اهتمام لمنظمات حقوق الإنسان الدولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، التي دعت مرارًا وتكرارًا إلى إطلاق سراحه، معتبرة إياه سجين رأي.
تحول اسمه إلى شعار في تظاهرات المغاربة في الخارج، وإلى جزء من تقارير دولية تنتقد وضعية حقوق الإنسان في المغرب.
إن الحكم بسجنه لم يكن مجرد عقاب على أفعال، بل كان رسالة واضحة لكل من يفكر في التعبير عن رأي مخالف؛ أن الثمن قد يكون باهظًا، لكن هذه الرسالة لم تقض على الحراك، بل دفعته إلى مستويات أخرى.
المطالب التي نادى بها الزفزافي لم تمت معه، بل تحولت إلى وعي جمعي.
فمطالب التنمية والعدالة الاجتماعية ما زالت حية في نفوس أبناء الريف، وتظهر في كل مناسبة.
إن الإصرار على إبقاء الزفزافي في السجن لا يخدم الأمن والاستقرار، بل يرسخ صورته كشهيد للحقيقة، ويغذي الشعور بالغبن لدى أبناء الريف.
قد تنجح السلطة في إسكات صوت في ساحة عامة، لكنها لا تستطيع سجن فكرة أو اعتقال رمزاً.
إن قضية ناصر الزفزافي مثال حي على أن استخدام القانون كأداة للقمع قد يحقق "الأمن" المؤقت، لكنه يزرع بذور غضب جديد، ويخلق رموزاً لا يمكن إخراسها أبداً.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيثة عصفور: بين محكمة الرأي العام وغياب الحقيقة.. من يملك حق ...
- جامعة وساحة حرب: قصة فتاة لم تعرف التنازل.
- قراءة في كتاب -المرأة ليست لعبة الرجل- لسلامة موسى
- صرخة من داخل الفصل: حين يغيب الجمال عن فصول التعلم.
- إحصائيات بروح إنسانية
- العمل النقابي لصالح من ؟
- باشلار يرد على أفلاطون
- المواطنة والحرية
- قراءة في - الطاغية- دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي / ...
- عماء اللغة
- طريقي إلى الجامعة
- مرض - Sexophobia- في حصة موضوعها - الثفافة الجنسية -
- رسالة إلى الله
- عبد الهادي روضي: لوحة تتعانق فيها الألوان.
- الجوع في بطني يقتل حتى الجوع.
- الثانوية التأهيلية محمد الزرقطوني: هرطقة في هرطقة
- عبد الله: الحنين إلى مجهول
- حبنا يا حبيبي
- لقاء
- يوميات


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - هدى الخباني - حكم بالسجن 20 عاماً.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!