أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى الخباني - التعليم الخاص في المغرب: جحيم الأسر وبزنس لأصحاب الشكارة.














المزيد.....

التعليم الخاص في المغرب: جحيم الأسر وبزنس لأصحاب الشكارة.


هدى الخباني
كاتبة

(Houda El Khoubani)


الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 08:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


الدار البيضاء، المغرب.
في ظل غياب الرقابة الفعالة وتدهور جودة التعليم العمومي، تحوّل قطاع التعليم الخاص في المغرب إلى "تجارة" تستغل حاجة الأسر وقلقها، مما يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية.
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، كانت المدارس الخاصة تُعرف بـ"مدارس الفلوس" وملاذًا للتلاميذ الذين لم يحالفهم الحظ في التعليم العمومي.
ولكن الصورة انقلبت رأساً على عقب مع مرور الزمن. فمع تراجع جودة التعليم العمومي، أصبح التعليم الخصوصي ملاذاً للأسر، وتحوّل من مجرد خيار ثانوي إلى ميزة، وأحياناً علامة على البريستيج الاجتماعي.
هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لتدهور واضح في جودة التعليم العمومي، مما دفع الأسر، حتى محدودة الدخل، إلى التضحية بالكثير من أجل تعليم أبنائها.
وراء هذا التحول، هناك أرقام ضخمة تؤكد أننا أمام تجارة مزدهرة.
وصل عدد المؤسسات الخاصة في القطاع إلى أكثر من 7,700 مدرسة، بعدما كان في سنة 2019 حوالي 6,800، مما يعني أن عدد المدارس الخاصة ازداد بحوالي 900 في ظرف خمس سنوات.
أما مجموع التلاميذ الذين يدرسون في القطاع الخاص، فقد بلغ نحو 1.3 مليون تلميذ، أي حوالي 16% من إجمالي المتمدرسين في الأسلاك الثلاثة (التعليم العام والخاص معاً: 8.1 مليون).
أشار مجلس المنافسة نفسه في دراسة له أن رقم معاملات القطاع في عام 2018 أي قبل سبع سنوات كان يبلغ 19.8 مليار درهم.
إذا وضعنا معدلاً سنوياً لأداء العائلات مقابل تعليم أبنائها في الخصوصي بـ 1600 درهم في الشهر، أي 16 ألف درهم في السنة دون احتساب باقي المصاريف الأخرى، فإننا أمام رقم معاملات ضخم يصل إلى حوالي 20.8 مليار درهم، أي حوالي ملياري يورو وأكثر. وإذا أضفنا المصاريف الأخرى، فإن هذا الرقم قد يصل بسهولة إلى 32 مليار درهم، وهو ما يؤكد أن القطاع مربح للغاية.
ووفقاً لتقارير سابقة، فإن أرباح القطاع كانت تقدر بقرابة 20 مليار درهم في سنة 2018.
وراء الأرقام الضخمة التي تظهر النمو السريع للقطاع، توجد قصص الأسر التي تعاني بصمت.
الآلاف من الآباء والأمهات يجدون أنفسهم في دوامة من الديون والضغوط المالية لتوفير تعليم لأبنائهم.
تحكي "وفاء"، وهي أم لطفلين من الدار البيضاء، قصتها بحسرة: "كانضطر ناخد سلف استهلاكي كل سنة باش نخلص مصاريف الدخول المدرسي، كانحس براسي كنحفر في جبل باش ولادي يقراو.
فكرت نرجعهم للمدرسة العمومية ولكن خفت على مستقبلهم، كلشي كيهضر على الإضرابات والمستوى الهابط."
هذا الشعور بالخوف والقلق هو ما تستغله العديد من المدارس الخاصة.
" بدر"، موظف بسيط في القطاع الخاص، يشارك تجربته: "الرسوم كاتزاد كل عام بلا سبب، وزيد عليها مصاريف الزي، الكتب اللي كايبيعوها لينا أغلى من المكتبات، والنقل، المدرسة كاتستغل الخوف ديالنا من مستقبل ولادنا باش تربح الفلوس."
ما يزيد من الأعباء على الأسر هو غياب الشفافية في هيكل الرسوم. فبحسب دراسة مجلس المنافسة، هناك العديد من الممارسات غير العادلة، مثل "تجميع الخدمات".
المدارس تجبر الأسر على شراء حزم كاملة تشمل الكتب والزي المدرسي والتأمين، بدلاً من منحها حرية الاختيار.
يقول "أحمد"، أب لثلاثة أطفال: "المدرسة ديال ولدي كاتبيع لينا الكتب بأسعار خيالية، كاتفرض علينا نشتري منهم، وما كاتقبلش ايلا جبناهم من مكتبة أخرى، هذا ماشي تعليم، هذا بيزنس."

أما "رسوم التسجيل"، فهي نقطة استفهام كبيرة.
هذه الرسوم، التي تدفع سنوياً، لا تقابلها أي خدمة واضحة، إنها أشبه بـ"رسوم حجز" لا مبرر لها.
أحد المطلعين على القطاع أخبرنا: "بعض المدارس كاتجمع كل المصاريف السنوية من رسوم التسجيل، والباقي كلو أرباح خالصة."
هذا الوضع يطرح سؤالاً جوهرياً: هل أصبح التعليم الخاص في المغرب مجرد تجارة مربحة تستغل حاجة الأسر وقلقها؟ وهل ستتدخل الجهات المعنية لوضع حد لهذه الممارسات وضمان أن يكون التعليم حقاً وليس مجرد سلعة؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم بالسجن 20 عاماً.. فكرة الزفزافي أكبر من جدران الزنزانة!
- غيثة عصفور: بين محكمة الرأي العام وغياب الحقيقة.. من يملك حق ...
- جامعة وساحة حرب: قصة فتاة لم تعرف التنازل.
- قراءة في كتاب -المرأة ليست لعبة الرجل- لسلامة موسى
- صرخة من داخل الفصل: حين يغيب الجمال عن فصول التعلم.
- إحصائيات بروح إنسانية
- العمل النقابي لصالح من ؟
- باشلار يرد على أفلاطون
- المواطنة والحرية
- قراءة في - الطاغية- دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي / ...
- عماء اللغة
- طريقي إلى الجامعة
- مرض - Sexophobia- في حصة موضوعها - الثفافة الجنسية -
- رسالة إلى الله
- عبد الهادي روضي: لوحة تتعانق فيها الألوان.
- الجوع في بطني يقتل حتى الجوع.
- الثانوية التأهيلية محمد الزرقطوني: هرطقة في هرطقة
- عبد الله: الحنين إلى مجهول
- حبنا يا حبيبي
- لقاء


المزيد.....




- السعودية.. فيديو انفجار جسم في سماء حائل ليلا يثير تساؤلات
- بعد التحذير الإماراتي لإسرائيل.. أكاديمي يبيّن ما الأدوات بي ...
- بين الغرب والجنوب.. لماذا يختار الغزيون البقاء على حدود الخط ...
- انسَ الأسبرين.. قد يكون هذا الدواء أفضل للوقاية من أمراض الق ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل
- الصين تستخدم القطاع الخاص لتطوير الذكاء الاصطناعي العسكري
- بالفيديو.. كوريا الشمالية تحمي -الحمض النووي- للزعيم كيم
- فيديو الأسلحة والثالوث النووي الصيني يثير تفاعلا وتحليلات
- أشعلتها صاعقة.. نيران هائلة تلتهم بلدة تاريخية في كاليفورنيا ...
- عمليات احتيال بالذكاء الاصطناعي تستهدف الجيش الأمريكي


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى الخباني - التعليم الخاص في المغرب: جحيم الأسر وبزنس لأصحاب الشكارة.