أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - نقد وتحليل العمل الحزبي المعاصر -بين النضال والوظيفة-














المزيد.....

نقد وتحليل العمل الحزبي المعاصر -بين النضال والوظيفة-


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 17:53
المحور: المجتمع المدني
    


بتشخيص واقع الأحزاب والقوى السياسية، نلاحظ أنها انتقلت من "الحالة الثورية" إلى "البيروقراطية الرعوية"؛ حيث لم تعد تلك المحركات التي تقود التغيير، بل تحولت بفعل "التكلس القيادي" إلى مؤسسات تمارس نوعاً من "الرعوية السياسية". إن عجز هذه القوى في محطات مفصلية كالحرب على قطاع غزة لم يكن مجرد قصور لوجستي، بل كان "انكشافاً بنيوياً"؛ فالحزب الذي ينكفئ على تأمين مصالح "النخبة المنتفعة" أثناء الكوارث الوطنية، يفقد أخلاقيات وجوده، ويتحول من "حزب أيديولوجي" إلى "شركة مساهمة محدودة" لإدارة الأرزاق والامتيازات.
تعاني الأحزاب اليوم مأزقاً حاداً في مفهوم الانتماء؛ حيث تم إفراغ "العضوية" من مضمونها القائم على القناعة، والإيمان بالفكرة والمبادئ، واستبدالها بـ "التبعية الوراثية". فنحن أمام جيل ينتمي للحزب ليس تبنياً لرؤيته وأيديولوجيته، بل لأنه ورث "البطاقة الحزبية" كما يرث العقار، وهذا النمط خلق جيلاً من الأعضاء "الموظفين" الذين يفتقرون لروح المبادرة وينتظرون الأوامر والرواتب، مما أدى لهروب الكفاءات الشابة التي ترفض دور "التلميذ المطيع" في مدرسة قيادات الصدفة>
وفي المقابل، برزت ظاهرة "النفور الانتقامي"؛ حيث يهرب بعض الأبناء إلى الخصم السياسي نكاية ورغبة في الانتقام من حزب الأب الذي خذل الأسرة أو تعامل مع ولائها بجفاء وتهميش؛ وفي كلتا الحالتين، نحن أمام "انتماء مشوه" لا يبني وطناً، بل يغذي صراعات الشخصنة.
لقد تم تدمير قلب الحزب السياسي النابض حين تم ربط الانتماء بـ "لقمة العيش"؛ فلجوء قيادات "الصدفة" لأساليب الابتزاز بالرزق أو التهديد بالمكاسب هو إعلان صريح عن نهاية العمل الحزبي الطوعي وبداية "عبودية وظيفية" مغلفة بشعارات وطنية. فعندما يصبح الحزب هو "المتحكم في الأرزاق"، فإنه يقتل روح المواطنة ويحول العضو من مناضل صاحب رأي إلى موظف رهن التعليمات مقابل البقاء.
من خلال ما سبق عرضه مختصرا، لا بد من تبني رؤية إصلاحية لإعادة الاعتبار للعمل الحزبي، تقوم على الركائز التالية:
1. الفصل الأخلاقي بين "التنظيمي" و"المعيشي وتجريم استخدام الموارد المالية أو المساعدات كأداة للضغط السياسي أو لضمان الولاء الشخصي.
2. دمقرطة القيادة وكسر قاعدة الاستعباد والاستزلام عبر فرض تداول دوري للسلطة داخل الأحزاب، لكي لا تبقى القيادة حكراً على أشخاص تجاوزهم الزمن، مما يفتح الباب للكفاءات الشابة لا "المحاسيب".
3. عصرنة الخطاب الحزبي والسياسي ليكون قادرا على استقطاب وجذب جيل "الذكاء الاصطناعي" بخطابات معلبة من الماضي؛ بل يجب معالجة قضايا الشباب الحقيقية (البطالة، الحريات، التكنولوجيا) بلغة عصرية تحاكي واقعهم.
4. تعزيز النظام والشفافية والعدالة التنظيمية فالحفاظ على الأعضاء ومنع "الارتداد الانتقامي" لا يكون بالقمع، بل بإنصاف الكوادر وتقدير تضحيات الأسر، فالأصل يكون الحزب بيئة حاضنة لا طاردة.
5. على الأحزاب العودة للميدان والمجتمع بالخروج من المكاتب المغلقة إلى الميدان والتواصل مع المكلومين، والتحول إلى منصات خدمة عامة تستهدف "المواطن" لا "العضو" فقط، لاستعادة الثقة المفقودة.
أخيرا: إن الحزب الذي لا يتجدد حتماً سيتبدد، وإذا لم تدرك التنظيمات أن عهد "الاستعباد الوظيفي" قد انتهى أمام وعي الشباب الجديد، فإنها ستظل مجرد هياكل خاوية تتقاسم فتات "كعكة" زائلة، ومصيرها في النهاية التلاشي كالضباب.



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماسرة -الفكة- في غزة.. خنجرٌ في خاصرة الصمود
- -غزة في مهب العشوائية.. مطلوب خطة وطنية علنية تقوم على تكامل ...
- نقابة الأخصائيين هي المظلة المهنية والشريك الاستراتيجي لتعزي ...
- توحيد القطاع الخاص وشراكة العمال مفتاح لتعافي وإعمار قطاع غز ...
- المساعدات النقدية للعمال ضرورة ملحة لاستدامة سبل العيش في مر ...
- دور النقابات في صياغة سياسات التعافي والحوكمة ما بعد الحرب ع ...
- نقابي يحذر من قرارات الفصل وانهاء الخدمات من قبل بعض البنوك ...
- النزوح رحلة الالم والكرامة المفقودة
- كفى استغلال لجيب المواطن المكلوم في قطاع غزة
- صرخة عمال غزة من جحيم لا ينتهي... كفى صمتًا!
- سوسيولوجيا الفوضى وسرقة ونهب المساعدات
- حان وقتُ لملمةِ الشتات! وحماية الجبهة الداخلية
- غزة مأساة الدمار الاقتصادي ونداء إنساني عاجل
- قراءة في اندفاع الناس على مركز المساعدات في جنوب غزة
- متى يقرر المتضررون مصير إغاثتهم؟!
- تداعيات الحرب في غزة على البنية الاجتماعية
- السباق مع الزمن في غزة لانقاذ ما يمكن انقاذه
- الاخصائي الاجتماعي قلب العمل الانساني
- سلامه العمال ضمان للمستقبل وتنمية المستدامة
- العمال الفلسطينيون تحت وطأة تحديات مركبة


المزيد.....




- مدير الصحة العالمية: نرحب بالتقدم المحرز بشأن المجاعة في غزة ...
- من قانون الإعدام إلى سجن التماسيح.. كيف حول بن غفير سجون الا ...
- السعودية: الداخلية تعلن إعدام شخصين في مكة وتكشف عن هويتهما ...
- قرار الأمم المتحدة 2017: مرجعية قانونية ثابتة في مواجهة محاو ...
- الحوثيون يعتقلون 10 موظفين إضافيين بالأمم المتحدة
- من مسافة صفر.. جريمة إعدام طفل فلسطيني تهز المنصات
- الجيش العراقي ينشر تفاصيل عملية -إنزال جوي- داخل سوريا لاعتق ...
- مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقرا ...
- الأمين العام للأمم المتحدة يدين مقتل موظف أممي في جنوب السود ...
- الأمم المتحدة تدين مقتل أحد موظفيها بجنوب السودان مع بدء إغل ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - نقد وتحليل العمل الحزبي المعاصر -بين النضال والوظيفة-