أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - حان وقتُ لملمةِ الشتات! وحماية الجبهة الداخلية














المزيد.....

حان وقتُ لملمةِ الشتات! وحماية الجبهة الداخلية


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 13:38
المحور: المجتمع المدني
    


يا أهلنا، يا ربعنا في قطاع غزة الحبيب، يا من صمدتم فوق أرضٍ روَتْها التضحيات بدموعٍ لا تجفّ، ويا من باتت بيوتكم مجرد حطامٍ يحملُ ذكرياتٍ مؤلمة، فكل يومٍ يمرّ وأنتم تواجهون ويلات الحرب التي لا ترحم، وقسوة الحصار الذي يخنق الأنفاس، ومرارة الفقدان الذي يمزق القلوب، لكن! الألم الأشدّ، يا أحبابنا، هو ذاك الشعور المؤلم بالتصدع من الداخل، وأنَّ جبهتكم الداخلية، التي كانت يومًا حصنًا منيعًا لصمودكم الأسطوري، باتت اليوم مهددةً بالخطر وتنهار تباعا امام الامراض المشاكل والامراض الاجتماعية، وعجزها عن تلبية متطلبات الصمود والثبات على الارض...
فليس من الصمود أن نرى أبناءنا يجوعون، وأعينهم البريئة تتوسل لقمةً تسدّ رمقهم، ولا من الكرامة في أن تُتاجر بعض القلوب بقوت يومكم، وبآلامكم التي لا تُحتمل، فأنتم يا أهل غزة العظماء، لستم مجرد أرقامٍ جامدةٍ في نشرات الأخبار، ولا قصصًا تُروى لجمع التبرعات سرعان ما تُنسى، أنتم نبضٌ حيٌّ لا ينضب، أرواحٌ كريمةٌ تأبى الانكسار، تستحق الحياة بكرامةٍ وعزةٍ لا يُعلى عليها، إنَّ هذا الألم الذي تعيشونه، وهذا اليأس الذي يزحف بخفةٍ إلى النفوس المرهقة، هو نتاجٌ مباشر لإهمالٍ قاسٍ طال جبهتكم الداخلية، لضعفٍ قُوّضَ منعتكم، وفتّت من عزيمتكم الصادقة، فهذا الضعف هو من يعمّق أزمتكم الإنسانية والمعيشية، ويقوّض قدرتكم على الصمود الأبيّ والتكيف المرير، ويزيد من معاناتكم في وجه التحديات التي لا تتوقف.
إنَّ واجبنا اليوم، بل هو صرخةُ ضميرٍ تهزّ أركان الوجدان، أن نوقف هذا النزيف الذي يدمي القلب. أن نُعيد بناء ما تهدّم لا من حجارةٍ صماء، بل من ثقةٍ صادقة، وتماسكٍ لا يلين، وأملٍ يضيء دروب الظلام، فالأولوية القصوى الآن ليست في الشعارات الجوفاء، بل في الأفعال المخلصة التي تترجم الحب إلى واقع، فلنتحدّ، بكل ما أوتينا من قوةٍ وإخلاصٍ، لتضميد الجراح الغائرة، وتقوية العزائم التي أوشكت أن تخور وهذا يعني:
• أن توقف فورًا المتاجرة بآلامكم، بجوعكم، بفقركم المدقع، فكرامتكم، وصمودكم الأبيّ، ووجودكم على هذه الأرض المقدسة هي الأهم فوق كل اعتبار، ويجب أن تُوضع الخلافات جانبًا، وأن تُنسى مرارة الانقسام التي أرهقتكم.
• لنتوحدّ بكل جهدٍ صادق، فلا يمكن لجبهةٍ أن تصمد وتنتصر إن كانت مقسّمةً ممزقة، ولنمدّ أيدينا لبعض، لا كغرباء بل كأهل، ولنبني جسور الثقة التي تهدّمت، ولتكن غزة الحبيبة هي بوصلتنا الوحيدة التي تجمعنا وتوحد قلوبنا.
• لنجدّد الأمل بالتعاون الصادق، من الجميع، ولنعمل بجدٍّ لا يكلّ ولا يملّ من أجل توفير لقمة العيش الكريمة، لنُعد بناء بيوتكم التي دُمرت، ومستشفياتكم التي تئنّ، ومدارسكم التي تنتظر أطفالكم، لنوفر لكم الأمن والأمان، ونمدّ لكم يد العون بحبٍّ لتجدوا فرص العمل التي تُعيد لكم كرامتكم، وتعليم أبنائكم الذي ينير مستقبلهم، وعلاج مرضاكم الذي يُخفف آلامهم.
• لنصون كرامة شعبنا بأرواحنا، فكرامتكم يا أهل غزة هي جزءٌ لا يتجزأ من كرامتنا، وصمودكم العظيم هو صمودنا جميعًا، لنقف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص في وجه كل من يحاول استغلال معاناتكم، أو تهجيركم قسرًا من أرضكم الطاهرة.
يا أهل غزة الأبطال، أنتم حُماة الأرض، وأنتم منارة الصمود التي لا تنطفئ، لا تدعوا ضعف الجبهة الداخلية ينال من عزيمتكم الصلبة، لقد حان الوقت لأن نُخلص العمل، لأن نُنصت بآذانٍ صاغية لصرخة الجياع التي تمزق الفؤاد، ولنُسابق الزمن بلا كلل لحماية ما تبقى من كرامة، فأنتم تستحقون الحياة بكرامةٍ كاملة، وتستحقون أن تعيشوا بسلامٍ وأمان فوق أرضكم، مرفوعي الرأس، أعزاء، أقوياء، لا ينحني لكم جبين.
أخيرا: عندما يعاني مجتمع من أمراض اجتماعية وتحديات تنهك قواه، يجب أن يشكّل بنفسه فعلًا للمواجهة، وأن يحصّن نفسه من الهاوية والاندثار، دعونا نحصّن مجتمعنا بيدٍ واحدة وقلبٍ واحد، ليظل ثابتًا على الأرض، كالجبال الرواسي التي لا تهزّه الرياح العاتية، ولا تكسره المحن مهما عظمت، فصمودكم يا أهل غزة هو أمانتنا الأغلى، وكرامتكم هي شرفنا الذي لا يُضاهى.



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة مأساة الدمار الاقتصادي ونداء إنساني عاجل
- قراءة في اندفاع الناس على مركز المساعدات في جنوب غزة
- متى يقرر المتضررون مصير إغاثتهم؟!
- تداعيات الحرب في غزة على البنية الاجتماعية
- السباق مع الزمن في غزة لانقاذ ما يمكن انقاذه
- الاخصائي الاجتماعي قلب العمل الانساني
- سلامه العمال ضمان للمستقبل وتنمية المستدامة
- العمال الفلسطينيون تحت وطأة تحديات مركبة
- صرخة من غزة: عمال تحت سندان الحرب ومطرقة الحصار
- التجديد النقابي يجسد نقابات أكثر فعالية
- توحيد برامج التشغيل تحت مظلة الصندوق الفلسطيني للتشغيل
- النقابات العمالية ودورها الاغاثي
- دور النقابات العمالية في الحروب والازمات
- الحروب والتوازن الاجتماعي
- مفهوم الكرامة الانسانية والحق بالعمل
- الشباب والتحديات في المشاركة الاقتصادية
- عضوية النقابة مصدر للقوة والتأثير والمشاركة الديمقراطية
- حماية المجتمع حجر الاساس في عملية التحرر
- احتفالات العمال بدون العمال
- المراة العمل النقابي في فلسطين


المزيد.....




- لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟
- تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين ...
- منظمة العفو الدولية في كينيا: قتلى وجرحى في احتجاجات مناهضة ...
- الأمم المتحدة تحذر: المخدرات تتوسع والكوكايين يقود موجة جديد ...
- الاحتلال حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات لتعذيب المعتقلين
- الحياة تعود إلى طبيعتها في إسرائيل وأزمة الأسرى إلى الواجهة ...
- اعتقال 26 شخصا في الأحواز بتهمة التعاون مع إسرائيل
- الأونروا: سكان غزة مهددون بالموت عطشاً بسبب القصف الإسرائيلي ...
- اقتحامات واعتقالات بالضفة ومستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية بالأ ...
- الأونروا: الفلسطينيون في غزة مهددون بالموت عطشا


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - حان وقتُ لملمةِ الشتات! وحماية الجبهة الداخلية