أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - متى يقرر المتضررون مصير إغاثتهم؟!














المزيد.....

متى يقرر المتضررون مصير إغاثتهم؟!


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 17:01
المحور: المجتمع المدني
    


في كل زاوية من زوايا قطاع غزة، تتجسد قصة معاناة لا توصف، أطفال يئنون من الجوع، مرضى يصارعون الموت بلا دواء، وعائلات فقدت كل شيء، والمساعدات الإنسانية، التي كان يُفترض أن تكون شريان حياة في هذا الحصار الخانق، باتت هي نفسها رهينة لممارسات تهدد بتحويلها إلى أداة للظلم، والابتزاز والضغط والتمييز بدلاً من أن تكون جسرًا للنجاة، لقد مثل توقف تدفق هذه المساعدات، ومحاولة حصر توزيعها في يد جهة واحدة تفتقر لأبسط معايير النزاهة والكفاءة الإنسانية، ليس مجرد خلل لوجستي، بل هو جريمة بحق الإنسانية، ووصمة عار على جبين العدالة.
تخيلوا أنكم في أمس الحاجة إلى الماء، ثم يقرر من يملك البئر أن يمنع عنكم الماء، أو يجعله متاحًا فقط عبر وسيط واحد لا تثقون به، ولا يملك الخبرة في إيصال الماء للجميع، هذا هو بالضبط ما يحدث في غزة، التي تتعرض لإبادة جماعية وجوع وسوء تغذية، فالمساعدات ليست مجرد سلع؛ إنها أمل، تمثل فرصة للبقاء، إذا ما قدمت على أسس تحفظ الكرامة الإنسانية والعدالة، فعندما تتوقف وتقوم محاولات للتحكم بها ضمن سياسة تعسفية، فإنها تحول السكان من ضحايا للحصار إلى ضحايا لسياسات التوزيع الجائرة.
إن حصر توزيع المساعدات في مؤسسة واحدة تفتقر لمعايير العمل الإنساني ليس فقط غير فعال، بل هو خطير للغاية، فذلك يفتح الباب على مصراعيه للظلم والابتزاز والفساد، والتمييز، وتوجيه المساعدات بناءً على الولاءات بدلاً من الحاجة، وضمن أجندات هادفة تحقق أبعادا سياسية وتمهد لمخططات تزيد من الضغط على السكان كمقدمات للتهجير، وهنا نتساءل كيف يمكن لمؤسسة لا تملك الخبرة الميدانية، ولا تحظى بثقة المجتمع، أن تقوم بتدخلات تضمن وصول الغذاء والدواء إلى كل جائع ومريض؟ هذا التوجه لا يهدد بزيادة المعاناة فحسب، بل يقوض الثقة في العمل الإنساني برمته، ويجعل من المستحيل تحقيق العدالة في توزيع ما تبقى من أمل لإنقاذ الناس من المجاعة وسوء التغذية بل يمثل مدخلا للعنف الاجتماعي والسرقة والسطو وسلوكيات خارجة عن الاخلاق والقانون.
ما يحدث من محاولات لتمرير الشركة الامريكية لإغاثة غزة وإعطائها شرعية رغم ما صرح به مديرها التنفيذي المستقل بانها تفتقر لمعايير العمل الإنساني يثير الكثير من المخاوف لعدم الوضوح ومحاولات الالتفاف على حقوق الناس وحاجاتهم، من هنا آن الأوان لكي يرتفع صوت أهالي قطاع غزة عالياً، فمن يعاني الجوع والظلم والقهر ليسوا مجرد أرقام في تقارير الأمم المتحدة، بل هم أصحاب الحق الأصيل في تقرير مصيرهم، وفي مقدمة ذلك المشاركة في وضع الخطة والطريقة والالية المناسبة لكيفية وصول المساعدات إليهم، فمن الأجدر والأكثر عدلاً أن يكون هم دور مشارك عبر ممثليهم في المجتمع وضمن مؤسساتهم المدنية والاجتماعية ذات الكفاءة العالية، والخبرة الطويلة في العمل الإنساني، والواجب ان يكون لها دور محوري في إدارة وتوزيع المساعدات بما يحقق معايير العمل الإنساني العادل، فهذه المؤسسات، نشأت من رحم المعاناة وتعرف نبض الشارع الغزاوي واحتياجاته الحقيقية، وهي الأقدر على ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها الفعليين، بعيداً عن أي تسيس أو تمييز، فإن إشراكهم ليس مجرد مسألة كفاءة، بل هو مبدأ أساسي من مبادئ الكرامة والتمكين للمجتمع في تقرير مصيره ومستقبله، فليجوز إقصاء أصحاب الحاجة عن عملية إغاثتهم، فإن ذلك يرسخ فكرة أنهم مجرد متلقين سلبيين، وهو ما يتنافى مع كل قيم الإنسانية.
أوقفوا هذه المهزلة! فعلى كل ضمير حي في العالم، كل مواطن، كل منظمة، وكل حكومة، إلى الوقوف وقفة رجل واحد ضد هذه الممارسات الظالمة من خلال توحيد الجهود لتحقيق موقف شعبي ورسمي لرفض أي مخططات قد تمس بالإنسان وكراماته وتكون سيفا مسلطا على مستقبله وثباته على ارض وهنا يجب العمل على التالي:
1. الضغط بقوة على جميع الأطراف لضمان تدفق المساعدات غير المشروط إلى غزة، وفتح جميع المعابر.
2. رفض أي محاولات لاحتكار توزيع المساعدات، والإصرار على إشراك المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية ذات السمعة الطيبة والخبرة المثبتة.
3. دعم ومساندة المؤسسات الاهلية والمدنية في غزة الرائدة والعادلة لتكون هي الأساس في عملية تقديم المساعدات وعبر المؤسسات الأممية وخاصة وكالة الغوث الدولية، وادعموا حق سكان قطاع غزة في المشاركة الفاعلة في إدارة وتوزيع المساعدات.
4. تعزيز مبدأ الرقابة والمساءلة فيجب أن يحاسب كل من يعرقل وصول المساعدات أو يستغلها لأغراض غير إنسانية.
5. فضح كل ما يحاول ان يكون معولا يهدم به المجتمع الفلسطيني بالمشاركة في أي اليات تفتقر للإنسانية والمساعدة في تمرير مخطط احتكار المساعدات بنكهة اسرامريكية.
أخيرا: إن غزة تنزف، والعدالة تتعرض للطعن والاستهداف بدون أي حق، وهنا الصمت عليها يعني مشاركة في هذه المأساة، دعونا نرفع أصواتنا، ونعمل معاً لضمان أن تصل المساعدة إلى من يستحقها، وأن يتم ذلك بكرامة وعدالة، وأن يكون لأهل غزة الكلمة الفصل في مصير إغاثتهم.
• عضو الأمانة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الحرب في غزة على البنية الاجتماعية
- السباق مع الزمن في غزة لانقاذ ما يمكن انقاذه
- الاخصائي الاجتماعي قلب العمل الانساني
- سلامه العمال ضمان للمستقبل وتنمية المستدامة
- العمال الفلسطينيون تحت وطأة تحديات مركبة
- صرخة من غزة: عمال تحت سندان الحرب ومطرقة الحصار
- التجديد النقابي يجسد نقابات أكثر فعالية
- توحيد برامج التشغيل تحت مظلة الصندوق الفلسطيني للتشغيل
- النقابات العمالية ودورها الاغاثي
- دور النقابات العمالية في الحروب والازمات
- الحروب والتوازن الاجتماعي
- مفهوم الكرامة الانسانية والحق بالعمل
- الشباب والتحديات في المشاركة الاقتصادية
- عضوية النقابة مصدر للقوة والتأثير والمشاركة الديمقراطية
- حماية المجتمع حجر الاساس في عملية التحرر
- احتفالات العمال بدون العمال
- المراة العمل النقابي في فلسطين
- التعاون والانصاف اجمل هدية للمرأة في عيدها....
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ...
- الاضراب تكتيك وسيلة للنضال المطلبي


المزيد.....




- أحدهما أردني الجنسية.. السعودية تعلن إعدام 3 أشخاص وتكشف هوي ...
- العفو الدولية: تعليق المساعدات الأميركية يؤثر على حياة الملا ...
- الأمم المتحدة تعتزم خفض ميزانيتها 20% وإلغاء آلاف الوظائف بس ...
- -اليونيسف-: أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكولير ...
- كاكوما.. قصة مخيم لاجئين أسسه أطفال
- الأونروا: غزة أصبحت مقبرة.. مئات الآلاف يتضورون جوعا وجميع م ...
- بيان تعزية وتضامن مع الزميل هاني العسكري
- تشيلي تسحب ملحقيها العسكريين من إسرائيل بسبب الوضع الإنساني ...
- بعد دعوات لتهجيرهم من هولندا.. لاجئون سوريون: بلادنا لا تزال ...
- الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في غزة تجاوز حجم الكارثة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلامه ابو زعيتر - متى يقرر المتضررون مصير إغاثتهم؟!