أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - هاتُوا المَغرب، هاتُوا الكأس...!!














المزيد.....

هاتُوا المَغرب، هاتُوا الكأس...!!


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


قلم: إدريس الواغيش

انتصرنا على المنتخب الأردني في مباراة مثيرة ومجنونة، ولا عجب في ذلك، لأن المغاربة أصبحوا يحبّون الانتصار، كما لو أنهم يُحبّون أنفسهم. وبين "هاتوا المغرب" و"هاتوا الكأس"، تكمن خبرات وتجارب وإصرار وبنيات تحتية وإرادات صلبة لأطراف عديدة، وأيضا لأن الانتصار أصبح عندنا، نحن المغاربة، في السنوات الأخيرة مُقدّسًا، ونحبُّه كما نحبّ الحَياة.
بدأت المقابلة بتسجيل هدف مغربي خرافي، أعادنا إلى زمن كرة القدم الذهبي مع الهنغاري بوشكاش، وبدأت معه أطوار فتنة التشويق في مقابلة انتظرنا فيها صوت صفّارة الحَكم، وكم تمنّينا لو أنه يُعلن عن نهايتها، لأنها كانت مقابلة متعبة للأعصاب، ولكنه لم يفعل إلا بعد أن عصّرت أحداث المقابلة قلوبنا وأعصابنا تعصيرًا.
الشرف ليس دائمًا في أن تنتصر أو تفوز بالكأس، سواء تعلق الأمر بكأس العرب أو بكأس قارية أو عالمية أخرى، الأهم أن تحتفظ بقيَمك الحضارية في الفوز، كما في الخسارة، وأن تكون الطريقة التي فزت بها شريفة ومقنعة، وهذا ما فعله رجال السكتيوي، كان فوزهم بكأس العرب في قطر مُقنعًا ومُبهرًا ومُشرّفًا للكرة المغربية أداء ونتيجة. ثم إنّ فوز المغاربة لم يكن مفاجئا لأحد، لأن فوزنا في السنوات الأخيرة لم يعد يقتصر على كرة القدم، ولكن أصبحنا نفوز في محافل دولية ومجالات علمية وصناعية وسياسية وفي ميادين أخرى مختلفة، وأيضا لأن الفوز أصبح ثقافة راسخة في العقلية المغربية. وليس مهمًّا كذلك دائمًا أن تنتصر، لأن الانتصارات كما الهزائم واردة جدا في الحياة، ولكن أن يكون انتصارك موجعًا لنفوس بعض النفوس الضعيفة من البشر الحقودين.
انتصاراتنا في كرة القدم لم تعد تفاجئ أحدا، انتصر شبابنا قبل ذلك في فئة أقل من عشرين (U20) عاما في الشيلي، وأصبحوا أبطالا عربا وأفارقة للعالم، وانتصر المحليون قبلهم في كينيا، وأصبحوا أبطالا للقارة الإفريقية. ولكن العجيب في هذه الانتصارات المتتابعة للمغرب في ملاعب قطر، هو أنه كان لها طعم خاص ومختلف، راهن كثير من الشباب العربي في دول الخليج والشرق الأوسط على خسارتنا، وكانوا في كل مرة ينتصر المغاربة ويخيّبون توقعاتهم ثم يفشلون. ولذلك، كانت سببا في أن حلق كثير من هؤلاء المؤثرين العرب شواربهم، حتى كاد الشباب العربي في الخليج يصبحون بلا أشناب. وحلق آخرون ذقونهم، فيما راهن بعض الشباب العربي على خسارة المنتخب المغربي، ولكنهم في الأخير، أتوا على حلق سواد شعورهم، وأصبح البياض يعلو جماجم رؤوسهم في عراء شتاء صحراء الخليج العربي. وعود على بدء، كان حلم جميع المنتخبات العربية دون استثناء، مع جماهيرها في مدرّجات ملاعب قطر، هو اللعب ضد المنتخب المغربي، حتى لو كان رديفا وثالثا أو رابعا، والانتصار عليه في ملاعب قطر، كيف لا وهو رابع العالم...!!
ولكن تصرُّف الجماهير العربية مع المغرب والمغاربة، بتلك الطريقة الرّعناء في شوارع وأزقة وأسواق الدّوحة، كانت مُصيبة وكارثة كروية عليهم. واتّضح أن تشجيعهم لفرقهم بتلك الحماسة الزائدة لم يكن حكيمًا، إذ كان فيه ضرر كرويّ كبيرٌ عليهم. وربما فيهم ينطبق المثل: "على نفسها جنت براقشُ".
بدأها عرب الخليج في" سوق واقف" بالدوحة أولا بعبارات: "هاتوا...المغرب"، وجاءهم الرد سريعًا ومُزلزلا في الملعب، وتساءل آخرون: "المغرب وينو...؟"، ولم يخطر على بالهم أنهم مطلوبون لعدالته الكروية في الميدان. ونادى بعض الأعراب المغرورين من الأردن في الأسواق، وهم يجاهرون بأصواتهم دون حياء أو خجل: "يا مغرب جَيّيك الدّوور.."، ونسوا أو تناسوا أن دور الهزيمة في النهائي سيكون عليهم، لا على غيرهم. وكان المغاربة، في كل ما ذُكر من ضجيج وجَعجعة، يشتغلون في صمت وتركيز عاليَّين، رغم سهو بعض لاعبي الدفاع المغربي في النهائي ضد الأردن. وفي الأخير، سمعنا صفارة الحكم السويدي جلين نبيرج، الذي نطق باللغة العربية ربما أول مرّة في حياته أمام سُخونة الأحداث، ونادى طارق السكتيوي: "يا عرب، اصمتوا، وهاتوا الكأس، هاتوا...".
ألف مبروك للمنتخب المغربي الرّديف لكرة القدم انتصاره على المنتخب الأردني في النهائي في مقابلة لم تكن سهلة أبدا، وهو في واقع الأمر لم يكن رديفا ولكن بطلا، وفوزه باستحقاق بكأس العرب- دورة قطر 2025م، وحظ سعيد للمنتخب الأردني الشقيق بقيادة المدرب جمال السلامي خريج المدرسة المغربية، أبان عن عناد غير عادي، ولعب مباراة نظيفة وحماسية في كرة القدم رغم ما صدر منه من سلوك غير أخلاقي مع السكتيوي، وترك يده ممدودة دون أن يبادلوه السلام، وهي حركة لا رياضية تحسب على اللاعبين والمسؤولين الأردنيّين، ونتمنى رغم ذلك حظا موفقا في كأس العالم.
حماسة اللاعبين الأردنيّين لم تكن كافية أمام إصرار المغاربة على الفوز، ولم تشفع لهم أمام خبرة المغاربة وتجربتهم. كانت رغبة حمد الله أقوى في إعادة الثقة لنفسه بعد طرده الأول، ووضع الكرة المغربية في مكانها اللائق زعيمة للعرب وفائزة بكأس العرب الثمين. وفي الأخير، خان الطموح لاعبي الأردن أمام رجالات السكتيوي وكتيبته فوق المستطيل الأخضر، واستسلموا للأمر الواقع. في المُحصّلة، قدّم مُنتخبَا المغرب والأردن مقابلة جميلة في كرة القدم، يحقّ للعرب أن يفخروا بها أمام العَجم.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان تاونات يحتفي بالشاعر إدريس الجاي
- مَعهد صُروح يُقاربُ أنسَاق الوَاغيش الأدبيّة
- برّاد شاي صَحراويّ في الڭرڭارات
- مسابقة إدريس الجاي الشعرية في نسختها الأولى
- جيلُ -زِدْ- الذي يُمثّلني
- هل كان المغرب في حاجة إلى حركة gen- z..؟
- مِنَ الكُولونيل الغُجدامي.. إلى Gen-z
- في مخاطبة حكومة-Z- الرقمية بالمغرب
- الأفضلية للحَياة في رواية -أحلام مُنكسِرَة-
- مَا فائدَة صيحَة الدّيك بعدَ طلوع الشّمس...؟
- أراك بين أصابعي
- يَومِيَاتُ مُياوم في بركان
- في محبة القصة القصيرة
- مهرجان بلقصيري للقصة يحتفي بتجربة أبو يوسف طه
- أورَاقُ الرّومي المَنسِيّة
- إسرائيل وإيران.. الموت من أجل الحياة
- فاس تحتفي بمؤسس جائزتها للثقافة والإعلام عبد السلام الزروالي ...
- حُجَا وسُوء تنظيم احتفاليَة فاس الكروية
- ملتقى فكري حول جمالية البيئة بفاس
- مهرجَان السّرد يُنهي أشغاله في أبركان


المزيد.....




- المنتج السينمائي التونسي شاكر بوعجيلة: أيام قرطاج السينمائية ...
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي بعد صراع طويل مع السرطان
- وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي
- إقبال على تعلم العربية في إسبانيا رغم العراقيل وخطاب العنصري ...
- موضة شرقية بروح أوروبيّة معاصرة.. إطلالات نانسي عجرم في كليب ...
- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - هاتُوا المَغرب، هاتُوا الكأس...!!