أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - عُدْوان أمبريالي مستمر على أمريكا الجنوبية















المزيد.....

عُدْوان أمبريالي مستمر على أمريكا الجنوبية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استهدفت الصواريخ الأمريكية قوارب الصّيْد في منطقة الكاريبي مطلع أيلول/سبتمبر 2025 وقتلت الأسلحة الأمريكية كادحين يعملون في البحر لإعالة أسرهم، وتذرّعت الولايات المتحدة بأنها "عملية لمكافحة المخدرات"، بهدف التقليل من بشاعة العدوان واغتيال البشر، بمن فيهم النّاجين من القصف الأول، والذين كانوا يكافحون للبقاء على قيد الحياة، وفنّد صيادون محليون وأقارب الضّحايا من فنزويلا وترينيداد المزاعم الأمريكية، ووصف خبراء الأمم المتحدة عمليات القتل بأنها "خارجة عن القانون"، ومع ذلك، تمسكت إدارة دونالد ترامب بروايتها، مصرّةً على أن هؤلاء الرجال كانوا "إرهابيين ومُهَرِّبِي مخدرات".
عزّزت الولايات المتحدة هيمنتها على العالم منذ انهيار منافسها الإتحاد السوفييتي، فكان العدوان على العراق ويوغسلافيا على المستوى الخارجي، أما على المستوى الدّاخلي فبدأت التّضْيِيقَات على الحريات والإعلام، وزادت التضييقات مع تفجيرات أيلول/سبتمبر 2001 واحتلال أفغانستان قبل احتلال العراق وإقرار قوانين قمعية عديدة، أهمها باتريوت أكت، والتعريف الفضفاض ل"الإرهاب" و "المُقاتلين الأعداء" الذين لا تنطبق عليهم اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن أسرى الحرب، وتمارس الإمبريالية الأمريكية منذ حوالي ربع قرن الحرب الدّائمة، وتضم القصف عن بعد والإغتيال بواسطة الطائرات المسيّرة في باكستان واليمن والصومال، وبعد القضاء على الدّولة والجيش في العراق وتقسيمه إلى ثلاث مناطق وإلى طوائف ( كبديل للوطن الواحد الذي يجمع المواطنين) انطلقت مرحلة تفتيت البلدان التي لا تخضع أنظمتها بشكل كامل فكان تدمير ليبيا، وسوريا وزيادة القواعد العسكرية في العراق بذريعة محاربة الإرهاب، وقصف إيران خلال شهر حزيران/يونيو 2025 واليوم تتحرّش الولايات المتحدة بمجموعة من بلدان أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي: فنزويلا وكولومبيا وهندوراس وبنما ( لاستعادة الهيمنة المطلقة على قناة بنما)، مع ازدياد نفوذ الرئيس ( السلطة التنفيذية) وتقلّص رقابة نواب الكونغرس، بحجة "إن قصف مجموعات الجريمة المُنظّمة وتهريب المخدرات والمجموعات الإرهابية هي جزء من نزاع مسلح قائم، وليس حربًا جديدة، وبالتالي لا تتطلب تفويضًا من الكونغرس"، وبمجرد أن يصنف الرئيس ( القائد الأعلى للقوات المسلحة) مجموعةً ما كمنظمة إرهابية أجنبية، تصبح هدفًا عسكريًا مشروعًا، ومبررا لحروب لا تخضع لأي قاعدة ولأي ضوابط دولية أو محلية، ولذلك اعتبر الرئيس دونالد ترامب قوارب الصيادين من فنزويلا وترينيداد تشكّل تهديدًا كبيرًا يُبرّر الدفاع عن النفس ( تماما كما يدافع الكيان الصهيوني عن النفس في فلسطين المحتلة) رغم غياب أي تهديد فعلي، في غياب "جماعات مسلحة منظمة تسعى لقتل أمريكيين"، وفق موقع "وول ستريت جورنال" وموقع "واشنطن بوست" ( 10 كانون الأول/ديسمبر 2025)، ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف "التهديد" المزعوم ك"أعمال عدائية" ليُبرّر عدم تفعيل قانون صلاحيات الحرب، لأن أفراد الجيش الأمريكي لم يتعرضوا للخطر قط، مما يُصَنِّفُ عمليات القصف في بحر الكاريبي في خانة "الإعدام خارج إطار القانون" وفق تقرير الأمم المتحدة...

تَحْديث "مبدأ مونرو"
ترأس جيمس مونرو الولايات المتحدة من سنة 1817 إلى سنة 1825 وأعلن سنة 1823 "إن أمريكا الجنوبية حديقة خلفية للولايات المتحدة التي ترفض أي تدخّل أوروبي في شؤونها"، وتم وصف محتوى هذه الرسالة ب"عقيدة ( أو مبدأ) مونرو" التي تُبرّر الهيمنة الأمريكية والتدخّل الأمريكي المستمر في شؤون أمريكا الجنوبية، وأعاد الرئيس دونالد ترامب إحياء هذا المفهوم وتوسيعه فيما سُمِّيَ "ملحق ترامب" الذي أعاد صياغة مبدأ مونرو ليعتبر نصف الكرة الغربي "محيطًا دفاعيًا" للولايات المتحدة، مما يبرر زيادة العمليات العسكرية "لمكافحة المخدرات ولوقف الهجرة"، لتصبح أمريكا الجنوبية "منطقة أمنية" أمريكية، وبذلك أصبحت فنزويلا ( على سبيل الذّكر، لا الحَصْر) واحتياطيها النفطي الضخم ومعادنها الأرضية النادرة هدفًا، من خلال الحِصار والحَظْر والعقوبات ونشر الأخبار الزائفة، لإنهاك البلاد وإحداث تذمّر شعبي داخلي، قبل قصف قوارب الصيادين في مياهها الإقليمية، باستغلال منظومة القوانين التي أقرّها الكونغرس الأمريكي بعد تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر 2001، والتي تسمح بتوسع نطاق الحرب دون موافقة الكونغرس، خصوصًا في أمريكا الجنوبية، "السّاحة الخَلْفِيّة للمصالح الأمريكية"، وتوسّع مجال استخدام القوة المُسلّحة، خلال الرئاسة الثانية لدونالد ترامب، ليشمل "مكافحة الإرهاب وتجارة المُخدّرات " داخل حدود الولايات المتحدة، لتبرير حملات القمع ضد المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق المهاجرين والمُعارضين للعدوان الصهيوني وللسياسات العدوانية الأمريكية، وتعتبر الإدارة الأمريكية إن نشاط المنظمات الإنسانية والحقوقية "مُعادٍ لأمريكا"...
تتردّد الولايات المتحدة في خوض حرب واسعة ضد فنزويلا لسبَبَيْن رئيسِيّيْن: مُعارضة شعبية للإمبريالية الأمريكية في فنزويلا، ومعارضة داخلية أمريكية، فقد أظْهَر استطلاع رأي أجْرَتْهُ شبكة سي بي إس نيوز إن 70% من الأمريكيين يُعارضون أي هجوم عسكري أمريكي على فنزويلا التي "لا تُشكّل أي تهديد للولايات المتحدة"، ومع ذلك يستمر الحشد العسكري الأمريكي الإستفزازي في منطقة الكاريبي وإعلان إغلاق المجال الجوي الفنزويلي، لصرف الأنظار عن المشاكل الدّاخلية الأمريكية من ارتفاع الأسعار بفعل الرسوم الجمركية والحرب التجارية وملفات إبستين، وتراجع شعبية ترامب وشعاره "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد"، كما ظَهَر زَيْفُ شعاره "أمريكا أولاً" وزيف وَعْدِهِ "بعدم إطلاق حروب جديدة"، لكن عدوانه على فنزويلا الذي أدّى إلى قتل ما لا يقل عن 87 شخصًا حتى يوم السادس من كانون الأول/ديسمبر 2025، وإطلاق يد المخابرات المركزية الأمريكية لتنفيذ عمليات سرية لزعزعة استقرار فنزويلا ( موقع صحيفة نيويورك تايمز 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) هو بداية حرب جديدة أدانتها الأمم المتحدة باعتبارها غير مُبرّرة وأدانت الإغتيالات باعتبارها "عمليات إعدام خارج نطاق القضاء"...

سياسات عدوانية مستمرة منذ بداية القرن الواحد والعشرين
تمتلك الولايات المتحدة أكثر من ثمانمائة قاعدة عسكرية وتجوب حاملات الطائرات والغواصات والأساطيل الحربية بِحار ومُحيطات العالم وهمّشت الأمم المتحدة وأصبحت تُطلق الحروب والحصار وحَظْر المجال الجوي للدّول ( منذ العراق سنة 1991 إلى فنزويلا سنة 2025) وهو عمل حربي غير قانوني سواء على مستوى القانون الدّولي أو القانون الأمريكي الذي يفرض تفويضًا من الكونغرس، واعتمدت إدارة دونالد ترامب، كما إدارة جورج بوش، إصْدار تقارير كاذبة، بدون أي دعائم، عن أسلحة الدّمار الشامل ودعم الإرهاب وتصدير المخدّرات إلى الولايات المتحدة، وللمفارقة، تزامن اتهام فنزويلا ب"إغراق الولايات المتحدة بالمخدّرات" ( التي لا توجد في فنزويلا أصلا) مع إصداره عَفْوًا رئاسيا على الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، أحد أكبر تجار مخدّر الكوكايين، والذي أصدر القضاء الأمريكي ضدّه حكما بالسجن 45 عاماً، سنة 2024، مما يُفنّد مزاعم دونالد ترامب ب"مكافحة المخدّرات"...
تُعتَبَرُ الحملات ضدّ المهاجرين ومعظمهم من أمريكا الجنوبية، والتحرش بالأنظمة التقدّمية استمرارًا لمبدأ مونرو باعتبار أمريكا الجنوبية "فناءً خَلْفِيًّا للولايات المتحدة"، مجال نفوذ حصري أمريكي، لتبرير الإنقلابات والتحريض ضدّ الأنظمة التقدمية والتدخل المباشر في شؤون هذه البلدان، سواء من خلال الحرب الإقتصادية ( الحَظْر والحصار ) المستمرة من أكثر من عقْدَيْن ضد فنزويلا وأكثر من ستة عُقود ضدّ كوبا، أو من خلال التّشويه الإعلامي، قبل استخدام القوة العسكرية التي يُعارضها 70% من الشعب الأمريكي...

استراتيجية الأمن القومي الأمريكي والتحرش بفنزويلا وهندوراس
أرسلت حكومة دونالد ترامب وثيقة "استراتيجية الأمن القومي" (وثيقة تحدد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، ويرسلها الجهاز التنفيذي دوريًا إلى الكونغرس) بتاريخ الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2025، وأكّدت الوثيقة "إن نصف الكرة الغربي يُعتبر أولوية قصوى لأمريكا" كما أكّدت على "وقف الهجرة ومكافحة إرهابيي المخدرات، وضمان هيمنة الولايات المتحدة" من خلال "ملحق ترامب لمبدأ مونرو" الذي ورد ذكره في فقرة سابقة، واستعرضت الوثيقة الأنشطة الأمريكية المُعادية في فنزويلا وهندوراس "لتحقيق الأهداف الأمريكية في أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي ( وتتضمن هذه الأهداف "ضمان المصالح الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية وضمان بقاء نصف الكرة الغربي مستقرًا نسبيًا ويتمتع بحكم رشيد بما يكفي لمنع الهجرة الجماعية إلى الولايات المتحدة وردعها، وردع الإرهابيين وعصابات تجار المخدرات، وكل المنظمات الإجرامية العابرة للحدود (لكي يبقى) نصف الكرة الأرضية الغربي خاليًا من التوغل الأجنبي العدائي أو امتلاك الأصول الرئيسية... سنؤكد وننفذ ملحق ترامب لمبدأ مونرو"، أي ممارسة الولايات المتحدة دور الشرطي الذي يستخدم العصا الغليظة ( كما قال الرئيس ثيودور روزفلت سنة 1904) لإصلاح الأوضاع السياسية والإقتصادية في الدول المستهدفة..."
تُوضّح هذه الوثيقة أسباب وأهداف محاصرة فنزويلا، والتّدخّل في سير الإنتخابات في هندوراس، واستنفار القواعد العسكرية الأمريكية في المناطق القريبة من كولومبيا وفنزويلا التي تمتلك أكبر مخزون من النفط الخام في العالم، فضلا عن مخزون الذهب والفحم والنحاس والحديد والكولتان والنيكل والماس، وسبق أن حاولت الولايات المتحدة، منذ 1999، استبدال حكومة فنزويلا بحكومة موالية لها، من خلال تنظيم الإنقلابات ( 2002) وتمويل منظمات مشبوهة وبعض حركات المعارضة التي لم تُعمّر طويلا لأنها مُصطَنعة ولا تتمتع بجذور ولا قاعدة شعبية في فنزويلا، وصادرت الولايات المتحدة أصول فنزويلا في الخارج وعقوبات اقتصادية خانقة منذ 2015، ولما فشلت الإمبريالية الأمريكية في الإطاحة بالنظام، غيرت أساليبها وبدأت في استخدام القوة العسكرية المباشرة...
في هندوراس، أزاحت الولايات المتحدة بالقوة سنة 2009 الرئيس مانويل زيلايا عندما كان في الخارج، وتم منعه من العودة إلى بلاده، لأن برنامجه يتضمن إنشاء جمعية تأسيسية ورفع الأجور وإصلاح زراعي وتوزيع الأراضي على صغار الفلاحين، وبعد إزاحته نصبت الولايات المتحدة – بواسطة الجيش – رئيسا من "الحزب الوطني"، من سنة 2010 إلى سنة 2022، وكانت الإنتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2013 و 2017 مزوّرة – بدعم أمريكي - مكنت خوان أورلاندو هيرنانديز ثم شيومارا كاسترو (الحزب الحر ) من الفوز بمنصب الرئاسة، وَجَرت الإنتخابات الرئاسية والتشريعية يوم الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وكانت التكهنات واستطلاعات الرأي تتوقع فوز ريكسي مونكادا، مرشحة حزب التجديد والحرية (الحزب الحر)، لكن كان مرشح الحزب الوطني، نصري أسفورا، متقدمًا على منافسه سلفادور نصر الله، مرشح الحزب الليبرالي، وكانت ريكسي مونكادا مُرشّحة لخلافة زعيمة حزبها ( الحزب الحر) شيومارا كاسترو، وقبل الإنتخابات نشرت الولايات المتحدة سُفُنًا حربيةً قرب هندوراس قبل التوجّه إلى فنزويلا، ولمّحت بعض وسائل الإعلام إلى وجود مخطط لعرقلة عملية الإنتخابات ( رفض آلاف الناخبين بسبب "خطأ تقني" ) وفرز الأصوات في حال ظهور مؤشرات على فوز مرشح يساري أو إصلاحي، وأفرجت الولايات المتحدة، قبل فترة قصيرة من تاريخ الإنتخابات عن خوان أورلاندو هيرنانديز، الرئيس السابق لهندوراس عن الحزب الوطني، من سجن أمريكي، وأبقت في السّجن على أخيه توني، المحكوم بنفس التّهمة، وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يفضل مرشح الحزب الوطني ( نصري أسفورا) "لأنني أستطيع العمل معه لمحاربة الشيوعيين المتورطين في تجارة المخدرات"ن في حين تُشير كافة الوثائق القضائية الأمريكية إلى "العلاقة التكافلية بين الحزب الوطني وتجارة المخدرات".

عينات من التّدخل الإمبريالي الأمريكي في أمريكا الجنوبية
نشرت صحيفة "كلاريداد" (بورتوريكو) دراسة بتاريخ الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2025، عن " بعض المغامرات الأمريكية في المنطقة"، حيث تمثل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا بعض العقبات التي تعترض المخططات التّوسّعية الأمريكية، فاستخدمت الحصار الإقتصادي والحملات الإعلامية والتّدخل في سير الإنتخابات الدّاخلية والتهديد العسكري للسيطرة على جميع بلدان أمريكا الجنوبية وثرواتها وممراتها المائية ومواقعها الإستراتيجية، وأعلن دونالد ترامب، قبل بضعة أيام من انتخابات الأرجنتين ( 26 تشرين الأول/اكتوبر 2025) إقراض الحكومة عشرين مليار دولارا لمساعدتها على التغلب على الأزمات، وتمكّن بذلك حزب الرئيس اليميني المتطرف "خافيير ميلي" من الفوز في مناطق رئيسية خلال انتخابات التجديد النصفي، ونفذت الولايات المتحدة "انقلابا انتخابيا" في هندوراس لصدّ الباب أمام حكومةٍ تقدمية، منذ انقلاب سنة 2009 الذي أطاح بالرئيس التقدمي المنتخب مانويل زيلايا، ودعمت الولايات المتحدة ( بل نَصّبت) الرؤساء الذين تداولوا على منصب الرئاسة، بمن فيهم خوان أورلاندو هيرنانديز الذي حكم القضاء بسجنه 45 سنة بتهمة المتاجرة بالمخدرات وعفا عنه ترامب بعد عام واحد وتميّز حزبه الوطني بالفساد والتلاعب بنتائج الإنتخابات وتحولت هندوراس خلال فترة رئاسته إلى دولة مخدّرات...
أسفرت انتخابات 2021 عن فوز شيومارا كاسترو التي لم تتمكن حكومتها من تحقيق سوى جزء من أهدافها التقدمية، بسبب استمرار نفوذ الفاسدين المدعومين من الإمبريالية الأمريكية، سواء في صفوف الجيش أو القضاء أو الحزْبَيْن اليمينِيّيْن التقليديّيْن، الحزب الليبرالي والحزب الوطني، ويُمثل نصري أسفورا ( الحزب الوطني) خليفة خوان أورلاندو هيرنانديز، المجرم الذي شمله عَفْو ترامب مؤخرًا، وليس من باب الصّدفة تزامن انتخابات هندوراس ( 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) مع وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية إلى ومع تصريح دونالد ترامب إن فوز مرشح تقدّمي في هندوراس يُعادل "سيطرة نيكولاس مادورو - الرئيس الفنزويلي - على منطقة الكاريبي لتلتحق هندوراس بصف الدّول الشيوعية: فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا... لا يمكنني العمل مع مونكادا والشيوعيين"، ولذلك افتعلت الولايات المتحدة الأعطال الفنية وعرقلة عمليات الفرز و"ضياع" آلاف السّجلاّت، مما جعل بعثة المراقبة الدولية التابعة للجمعية الأمريكية للحقوقيين تُعلن "إن تدخّل ترامب قد وضع شرعية العملية الديمقراطية في أزمة"، وفق موقع صحيفة "غارديان" بتاريخ السادس من كانون الأول/ديسمبر 2025 وذكرت ريكسي مونكادا في مقابلة مع قناة "تيليسور" قبل الإنتخابات إنه تم تحذير أعداد كبيرة من بين 2,5 مليون هندوراسي ( بواسطة الرسائل القصيرة على هواتفهم ) يتلقون تحويلات مالية من أفراد عائلاتهم في الولايات المتحدة، من أنهم لن يتلقوا مستحقاتهم لشهر كانون الأول/ديسمبر في حال فوز حزبها، مما بث الخوف لدى عائلات المهاجرين، لأن التحويلات المالية تمثل حوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي لهندوراس، واتهمت ريكسي مونكادا بعثات مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الدول الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بالتواطؤ مع دونالد ترامب الذي أعاد التّأكيد على "مبدأ مونرو" قُبيل الإنتخابات، وعلى ضرورة الهيمنة على أمريكا الجنوبية كجزء من الفضاء الأمني للولايات المتحدة، وفق موقع صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ السادس من كانون الأول/ديسمبر 2025...

خاتمة:
يستمر الحشد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي للشهر الخامس بهدف ترهيب فنزويلا وكولومبيا، وتغيير النظام في فنزويلا، ونشر الجيش الأمريكي نحو 20% من القوة البحرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي، ويستمر التحليق الإستفزازي للطائرات المقاتلة والقاذفات، فضلا عن التهديدات وإغلاق المجال الجوي الفنزويلي، بهدف تغيير النظام في فنزويلا، خلافًا لما يدّعيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "مكافحة عصابات المخدرات" بدليل العفو عن الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي كان يقضي عقوبة سجن لمدة 45 عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالمخدرات والأسلحة، كما تهدف الولايات المتحدة السيطرة على النفط والمعادن في فنزويلا، وكذلك إبعاد الصين وروسيا ليكون الحشد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي جزءًا من استراتيجية الإمبريالية الأمريكية لتأكيد هيمنتها على القارة الأمريكية، شمالها وجنوبها، كما تُوضّح وثيقة استراتيجية الأمن القومي 2025 التي ورد ذكرها في فقرة سابقة، ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا يوم الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2025، بعنوان " ترامب يريد رحيل رئيس فنزويلا"
لهذه الأسباب لا بد من مواجهة الإمبريالية الأمريكية التي خلّفت الدّمار حيثما حلت، منذ حرب كوريا إلى العدوان على إيران واليمن، وتُمثّل التعبئة الجماهيرية أهم وسائل التعبئة والدّعوة إلى تأميم ومصادرة مصالح الشركات متعددة الجنسيات ذات المنشأ الأمريكي ( وغيرها) وإلغاء الدّيون، ويُمثل المشهد الحالي في منطقة بحر الكاريبي تحشيدات سابقة، قبل العدوان على العراق وعلى ليبيا وغيرها من الدّول ذات السيادة التي تريد الإمبريالية إجبارها على الخضوع...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة العفو الدّولية وقضية فلسطين
- المصانعالإيديولوجية للإمبريالية الأمريكية
- الغذاء أحَدُ مُؤَشِّرات عدم المُساواة
- مُتابعات – العدد الرّابع والخمسون بعد المائة بتاريخ الثّالث ...
- صناعة الأدوية زمن العَوْلَمَة
- ليبيا في ظل الإستعمار الإيطالي
- الدُّيُون تُعَرْقِلُ التّنمية
- أفريقيا في قلب المعركة العالمية على المعادن الاستراتيجية
- مُتابعات – العدد الثالث والخمسون بعد المائة بتاريخ السّادس م ...
- بإيجاز - الغذاء والصّحّة
- مَنْ صاحِبُ القرار، الولايات المتحدة أم الكيان الصهيوني؟
- سوريا – السنة الأولى لسلطة المنظمات الإرهابية
- الإستخدام السّلْبِي ل-الذّكاء- الإصطناعي
- مُتابعات – العدد الثاني والخمسون بعد المائة بتاريخ التاسع وا ...
- انتخابات نيويورك وفوز زهران ممداني
- اقتصاد العراق بين وَفْرَة النّفط وارتفاع حجم الدُّيُون
- حركة التضامن الأوروبية مع الشعب الفلسطيني
- فلسطين - خطة استعمارية أمريكية
- مُتابعات – العدد الواحد والخمسون بعد المائة بتاريخ الثاني وا ...
- التدخلات الأمريكية في امريكا الجنوبية


المزيد.....




- السعودية.. تفاعل على مشاهد تساقط الثلوج في جبال اللوز بمنطقة ...
- -ضغوط أمريكية جدية على إسرائيل- لبدء المرحلة الثانية من وقف ...
- أوروبا تقر وقف شراء الغاز الروسي في خريف 2027 كحد أقصى
- ترامب يحاصر فنزويلا ويصنف نظامها -منظمة إرهابية أجنبية- فما ...
- كبيرة موظفي البيت الأبيض عن ترامب: لديه شخصية مدمن على الكحو ...
- صناعة السروج التقليدية.. إرث ثقافي تحفظه أيادي الحرفيين اللي ...
- هواء سام ومدن معطلة.. كيف يدفع الإيرانيون ثمن تلوث الهواء؟
- كبيرة موظفي البيت الأبيض ترسم ملامح فوضى صادمة داخله
- أوكرانيا تقصف مصفاة نفط روسية وتكثف هجماتها بالمسيّرات
- تايمز: حرب على القضبان.. روسيا تستهدف سكك حديد أوكرانيا


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - عُدْوان أمبريالي مستمر على أمريكا الجنوبية