أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - منع الغذاء ونشر الأمراض في مقدمة أساليب الإبادة الجماعية















المزيد.....

منع الغذاء ونشر الأمراض في مقدمة أساليب الإبادة الجماعية


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب فلسطيني
شعب بأكمله يوضع تحت المطر بلا مأوى بلا تدفئة وبنقص في الغذاء، إذا لم يكن هذا يسمى «إبادة جماعية»، فماذا يسمى إذاً؟. في ظل حالة غزة هذه، احيّت الأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ ديسمبر الذكرى العاشرة لليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة، قامت بتنظيم فعاليات مهمة أبدعتها لتخدم أهدافها، فهل ساهمت في وقف حرب الإبادة الجارية حالياً في غزة؟. بدأت الاحتفالات والنشاطات وانتهت، وما زال الشعب الفلسطيني يتعرض لإجراءات إسرائيلية مصنفة في إطار الإبادة الجماعية، وبدعم مطلق، وتواطؤ وشراكة كاملة في الجريمة من خلال تزويد جيش الاحتلال بالأسلحة الفتاكة، وتأمين الغطاء السياسي لهذه الجريمة من قبل الولايات المتحدة التي ترفع شعارات حقوق الإنسان، وتعتبر جرائم الإبادة في غزة دفاعاً عن النفس.
كما جرى في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر إحياء مناسبة الذكرى الـ 77 لإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تتزامن الذكرى مع معاناة ما لا يقل عن مليون فلسطيني في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال، من البرد والجوع بسبب استخدام إسرائيل المتعمد الدواء والغذاء والكساء والسكن كسلاح حرب ضد الشعب الذي تحتله.
وبينما كانت الأمم المتحدة تحيي المناسبتين، -في يومين متتاليين « ربما لإعطاء كل منهما دفعة قوة للآخر»-، كانت إسرائيل تغلق المعابر، وتحدّ من إدخال المساعدات من خيام وكرنفالات، مانعة الفلسطينيين من مأوى مناسب، وراحت تتغول على بيوت الفلسطينيين، بالاستمرار بتفجير ما تبقى منها سالماً أو شبه صالح للسكن، في المنطقة خلف الخط الأصفر، بينما مخيمات غزة تغرق بمياه الأمطار، وتبات العائلات في العراء، ويموت الأطفال من البرد، وتترافق أمراض الشتاء مع نقص في الغذاء والدواء، فيصبح السكان جاهزين للموت بالبنادق أو المرض، في تكرار لنموذج إبادة «الهنود الحمر» من خلال طرق مختلفة من بينها وأشدها فتكاً نقل الأمراض المعدية، ينتشر الوباء بينهم فتتم إبادتهم تماماً.
وصمة عار على جبين الإنسانية وعلى جبين الأمم المتحدة التي أقرت هاتين المناسبة لتكونا محطتي استذكار ضحايا الابادة الجماعية بالاكتفاء بإصدار البيانات التي لم تمنع استمرار حرب الابادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد أهالي غزة، ولا تمنع الإفلات من العقاب.
في 26 شباط / فبراير2024، أصدرت كل من هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، بياناً أعلنتا فيه أن إسرائيل فشلت في الامتثال لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير/كانون الثاني بمنع الإبادة الجماعية من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة. وخلص تقرير صادر عن منظمة اللاجئين الدولية إلى أن إسرائيل «أعاقت بشكل مستمر ودون أساس عمليات المساعدة داخل غزة».
في 16 يناير/كانون الثاني 2024، اتهم خبراء الأمم المتحدة إسرائيل بتدمير النظام الغذائي في غزة. وتدمير القطاع الصحي بمبانيه، واستهداف العاملين فيه، أكثر من 1000 من العاملين في المجال الصحي، قد قتلهم الجيش الإسرائيلي، بينما هناك حوالي 300 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، وراء القضبان في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما دمّر جيش الاحتلال نظام الصرف الصحي، مما تسبب بتلوث المياه الجوفية وجعلها غير صالحة للشرب تنقل الأمراض والأوبئة.
في 4 نوفمبر، قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في المياه وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروجو إنه بناء على المادة 7 من نظام روما الأساسي، الذي يعتبر «الحرمان من الحصول على الغذاء أو الدواء، من بين أمور أخرى شكلاً من أشكال الإبادة، حتى لو لم تكن هناك نية واضحة، تظهر البيانات أن الحرب تتجه نحو الإبادة الجماعية».
تقول المؤرخة ميلاني تانييليان إن «الموت جوعاً والمجاعة والحصار يجب أن تكون في المقدمة كأساليب الإبادة الجماعية إلى جانب القصف الجماعي». مشيرةً إلى عدم تجاهل أشكال العنف الأقل إثارة في تدمير السكان، ومسلطة الضوء على العديد من عمليات الإبادة الجماعية الأخرى حيث تم استخدام المجاعة والجوع كوسيلة للتدمير.
وحتى ديسمبر/كانون الأول 2023، برنامج الأغذية العالمي مع الأمم المتحدة حذرا من تضاؤل الإمدادات الغذائية في غزة، وأفادا أن أكثر من نصف سكان غزة «يتضورون جوعاً»، وأن أكثر من تسعة من كل عشرة لا يأكلون كل يوم، و48% يعانون من «الجوع الشديد». ووجدت هيومن رايتس ووتش أن إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حرب من خلال حرمانها عمداً من الوصول إلى الغذاء والماء. في 16 كانون الثاني/ يناير2024، اتهم خبراء الأمم المتحدة إسرائيل بـتدمير النظام الغذائي في غزة واستخدام الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
وقال أستاذ القانون ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إن إسرائيل مذنبة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لأن «إسرائيل أعلنت نيتها تدمير الشعب الفلسطيني، كلياً أو جزئياً، لمجرد كونه فلسطينياً». ولأن «إسرائيل كانت تحرم الفلسطينيين من الغذاء عن طريق وقف المساعدات الإنسانية وتدمّر عمداً سفن الصيد الصغيرة والدفيئات والبساتين في غزة... لم نر قط سكاناً مدنيين يُجبرون على الجوع بهذه السرعة وبمثل هذه السرعة الكاملة، وهذا هو الإجماع بين خبراء المجاعة، فإسرائيل لا تستهدف المدنيين فحسب، بل تحاول تدمير مستقبل الشعب الفلسطيني من خلال إيذاء أطفالهم».
إلى جانب التحكم بإمدادات الغذاء، يعتبر علماء القانون استهداف البنية التحتية الصحية والعاملين في القطاع الطبي في غزة، يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، حيث أدت إجراءات سلطات الاحتلال في غزة إلى انهيار نظام الرعاية الصحية تماماً، وبسبب نفاد الوقود بدأت المشافي في إغلاق أبوابها عندما انقطعت الكهرباء عن المستشفيات تماماً بحلول 23 أكتوبر/تشرين الأول، مات العديد من الأطفال الخدج في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة. وقتلت الغارات الجوية الإسرائيلية العديد من الطواقم الطبية، ودُمّرت سيارات الإسعاف والمؤسسات الصحية والمقرات الطبية والمستشفيات. وأفادت التقارير أن العشرات من سيارات الإسعاف والمرافق الطبية قد تضررت أو دمرت، بما في ذلك استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف.
وقالت تلالينج موفوكينج، المقررة الأممية المعنية بالصحة: إن «الوضع في غزة يتعارض تماماً مع الحق في الصحة». وأن الاحتلال الإسرائيلي أعلن حرباً بلا هوادة على النظام الصحي في غزة، بعدما قصف مستشفيات ودمّرت، بما في ذلك مستشفى مخصص لعلاج الأطفال، حيث تم تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في قطاع غزة بالكامل». وقالت موفوكينج إن إسرائيل لم ترد على المخاوف التي أثارتها بشأن الوضع. لكنها قالت إنه من الواضح أن إسرائيل «تقتل وتسبب ضرراً لا يمكن إصلاحها ضد المدنيين الفلسطينيين ,,, وإنهم أيضا يفرضون عن علم وقصد المجاعة وسوء التغذية والجفاف لفترات طويلة».
ومازالت حكومات العالم تلتزم الصمت تجاه المجازر الإسرائيلية خوفاً من تهمة معاداة السامية، وما تزال محكمة الجنايات الدولية عاجزة عن جلب مجرمي الحرب للمحاكمة بموجب نظام روما الأساسي.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد السياسي لزيارة البابا ليو الرابع عشر إلى لبنان
- وقف إطلاق النار، كذب ونظرية جنون
- القرار الأممي 2803 وحق تقرير المصير
- قدرات واشنطن على إلزام نتنياهو
- في الضفة حرب على الزيتون وقاطفي الزيتون
- «مسرحية رجل السلام»
- بين مفهومي التخريب والإرهاب في الصراع الشرق أوسطي
- العودة وخيار الموت أو الرحيل
- قوة التفاوض
- غزة من الملكية الفردية إلى الوصاية الدولية
- جدل حول الاعتراف بدولة فلسطين
- الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين
- تغيير اسم الوزارة
- إفلاس السياسة الألمانية
- الأمم المتحدة : تفشي حالة المجاعة في قطاع غزة
- «E1» خطة سموتريتش لمحو الدولة الفلسطينية
- «إسرائيل الكبرى»
- استعدادات لانتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد
- في زمن الدم والحصار والجوع… هل الانتخابات أولوية؟
- مؤتمر دعم «حل الدولتين»


المزيد.....




- لقطات ترصد ما حدث.. إطلاق نار في شاطئ بوندي بسيدني
- في أولى ليالي -حانوكا-.. السلطات الأسترالية تصف إطلاق نار سي ...
- أول تعليق من حماس على مقتل القيادي البارز رائد سعد وآخرين في ...
- الإرادة أقوى من الإعاقة: قصص تمكين ونجاح من مصر إلى الكونغو ...
- اشتباكات لليوم الثاني.. ما الذي يحدث في القيروان؟
- واشنطن بوست تنتج برامج بودكاست بالذكاء الاصطناعي مليئة بالأخ ...
- مساع منذ 10 أعوام.. هكذا يطوّع نتنياهو الصحافة في إسرائيل
- واشنطن بوست: أوروبا في حالة ذعر من تقلص عدد سكانها
- رائد سعد.. واضع خطة -سور أريحا- التي هزمت فرقة غزة الإسرائيل ...
- أشبه بكنغر صغير.. كيف عاد هذا الحيوان من حافة الانقراض في أس ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - منع الغذاء ونشر الأمراض في مقدمة أساليب الإبادة الجماعية