أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - في زمن الدم والحصار والجوع… هل الانتخابات أولوية؟














المزيد.....

في زمن الدم والحصار والجوع… هل الانتخابات أولوية؟


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 18:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


فراس صالح

■ في اللحظة التي يقف فيها الشعب الفلسطيني أمام أكثر المحطات دمويةً ووحشيةً في تاريخه الحديث، وبينما تتساقط البيوت على رؤوس ساكنيها في قطاع غزة، وتفترش مئات آلاف العائلات جوعاً وعطشاً وتشريداً، وتشتد قبضة الاحتلال في الضفة والقدس، وتُحوّل الضفة الغربية إلى أرخبيل كانتونات، تحت الهيمنة الإسرائيلية الأمنية والإستعمارية، بينما يتعرض الحلم الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة لمخاطر. تخرج الدعوة إلى تشكيل لجنة تحضيرية لانتخابات المجلس الوطني. وكأن الدم لا يعني شيئاً، وكأن صرخات الجياع والمحرومين ليست أولوية، وكأن المشروع الوطني لا يحتاج سوى إلى مساحيق التجميل السياسية.
فهل في هذا التوقيت تصبح الانتخابات ضرورة وطنية؟ أم أنها محاولة التفاف جديدة على استحقاق أعمق: إعادة بناء المنظمة على أسس ديمقراطية وتعزيز موقعها التمثيلي؟ وهل يمكن إجراء أي عملية سياسية ذات مصداقية تحت سماء المحرقة في القطاع، وتحت ظل الانقسام والاحتكار وغياب الإرادة الجامعة؟
إن المشهد لا يحتاج إلى توصيف. منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لإبادة جماعية ممنهجة، تُنفّذها آلة حرب صهيونية تسعى إلى تفريغ الأرض من سكانها، وكسر إرادتهم الوطنية.
أما في الضفة، فتزداد جرائم التهجير، ويتمدد الاستيطان والضم. في القدس، يسابق الاحتلال الزمن لحسم مصير المدينة. في الشتات، يكابد اللاجئون الإهمال والنسيان والجوع والتشريد والحرمان.
في مقابل هذا، لا تقدم القيادة الرسمية مشروعاً وطنياً جامعاً، أو استراتيجية مواجهة وطنية. وبينما يصرخ الشارع الفلسطيني بالوحدة، بالكرامة، بالخبز، تخرج القيادة بمرسوم انتخابية خالية من التوافق، خاوية من ضرورات التوافق.
صدر المرسوم في توقيتٍ مفاجئ، غير منسجم مع ضرورات المرحلة، مرسوم رئاسي لا يراعي ضرورات المرحلة، ولآلام الناس وأولوياتهم. وبدلاً من أن تٌبنى على حوار وطني شامل يضم الكل الفلسطيني، جاء المرسوم ليفرض تركيبة لجنة تحضيرية، فاقدة للتعددية السياسية وللتوازن الوطني.
تم اختزال ضرورة "الحوار الوطني" إلى مجرد مشاورات، بينما أُقصيت فصائل وازنة، وأُفرغت مفاهيم الديمقراطية والشراكة من مضمونها.
إن المجلس الوطني الفلسطيني هو أعلى سلطة تمثيلية وتشريعية للشعب الفلسطيني، يجب أن يكون التعبير الأسمى عن وحدة الشعب، وعن طموحه في الحرية والإستقلال والعودة. ولكن اللجنة التحضيرية التي شُكّلت، في ظل غياب حوار جامع، ووسط حرائق الدم والدمار، لا تلبي ضرورات انتخاب مجلس وطني جامع.
إن أي عملية انتخابية تتطلب شروطاً أولية: الشفافية، التعددية، والشراكة الوطنية. فهل تتوفر هذه الشروط اليوم؟
الأهم من ذلك، ما هو الهدف الحقيقي من هذه الانتخابات؟ هل هي بناء مؤسسة وطنية جامعة؟ أم هندسة مجلس جديد على مقاس التزامات السلطة باتفاقات أوسلو؟
ما نحتاجه اليوم دعوة صادقة وشجاعة لحوار وطني شامل، يضع الأساس لإعادة بناء المنظمة على قاعدة تمثيل شامل وديمقراطية حقيقية. حوار يسبق أي خطوة إجرائية، ويؤسس لوحدة الصف، ويقطع مع التفرد والانقسام. الأولوية الآن هي وقف الحرب، وحماية الشعب■



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر دعم «حل الدولتين»
- ضم الضفة الفلسطينية وفرض السيادة عليها
- إدانات وتنديد وتستمر حرب التجويع
- خريطة الانسحاب
- تغيير ملامح المخيمات
- بين اقتراح العفو القضائي عن نتنياهو، وترشيح ترامب لنيل جائزة ...
- حروب إسرائيل ونبوءات المسيحية الصهيونية
- يوم ما بين إعلان ترامب تدخله بالحرب وإعلانه وقفها
- غزة والحرب الإيرانية الإسرائيلية
- هل تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الاس ...
- رد قوي أم حاسم؟.
- عيد الأضحى وأصول الوساطة
- التجويع في خطة الإبادة الجماعية
- مفاوضات أم مناورات؟.
- سحب السلاح الفلسطيني
- أمن إسرائيل بالاعتماد على الذات
- أربعة قمم عربية وقمة مصغرة تشاورية
- ماذا لو؟. سنرى ما سيحدث
- في الذكرى الـ«77» للنكبة، صراع قومي أم ديني؟.
- بناء الجسور لا الجدران، صنع السلام لا العدوان، الرحمة لا الإ ...


المزيد.....




- السيدة الأولى للعراق تأخذ كاميرا CNN بجولة في منزل طفولتها.. ...
- التهريب عبر القنال الإنجليزي.. تحقيق لبي بي سي يكشف عن عصابة ...
- هل يرضخ حزب الله لقرار حكومة لبنان بنزع سلاحه؟ وما خياراته؟ ...
- زوجة رئيس كوريا الجنوبية المعزول تمثل للتحقيق في قضايا فساد ...
- لماذا إعادة احتلال قطاع غزة -فخ إستراتيجي-؟ خبير عسكري يجيب ...
- غزة.. صوت الجوع يصرخ من عظام الطفلة مريم
- صحيفة إسبانية: الكارثة الإنسانية في السودان تتفاقم في ظل انت ...
- تفاصيل لخطة احتلال غزة ومئات القادة الإسرائيليين السابقين يح ...
- عضو بالكنيست يدعو لإزالة قبر الشهيد عز الدين القسام من حيفا ...
- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - في زمن الدم والحصار والجوع… هل الانتخابات أولوية؟