أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - مفاوضات أم مناورات؟.















المزيد.....

مفاوضات أم مناورات؟.


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 14:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب فلسطيني
مقترح ويتكوف أم مقترحان؟. نسخة أم نسختان؟. ويتكوف شخص واحد أم اثنان؟. ربما شخص ثالث، ومقترح ثالث، لمفاوض أميركي جديد هو رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح، على أي نسخة وافقت حماس؟ على مقترح ويتكوف الأصلي أم المزيف؟. يقول ويتكوف إنه مقترح بعد تعديلات حركة حماس.
أعلنت حركة حماس عن موافقتها على المقترح قبل الأخير لستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص إلى الشرق الأوسط، الذي ينص على وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، بينما وصفت إسرائيل هذه النسخة بأنها تخص حركة حماس وهي غير مقترح ويتكوف الذي وافقت عليه إسرائيل، ونفت إسرائيل موافقتها على هذا المقترح، والمقترح الذي وافقت عليه حماس لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية أن تقبله. ويتكوف المتماهي مع المماطلة الإسرائيلية والمصطف إلى جانب إسرائيل ووراءها وحولها، قال إنّ حماس أصابته بخيبة أمل، كونها لم توافق على مقترحه، وحمّل حركة حماس المسؤولية عن تعثر المفاوضات، فما الذي اقترحه ويتكوف على الطرفين، ووافقت عليه حماس؟. هل هو اختلافات بين حماس وإسرائيل؟. أم اختلاف ويتكوف مع نفسه؟. هل قدم نسختين مختلفتين من مقترح ويتكوف؟. هل هو فخ حاول أن يوقع حركة حماس فيه؟. قيل إن تعديلات أجريت على نسخة ويتكوف مع مفاوض أميركي آخر، هو رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح. وهو ما وافقت عليه حركة حماس بشأن وقف الحرب على قطاع غزة. أما إسرائيل فقد وافقت على مقترح المبعوث الأميركي بصيغته الأصلية، كما ادعوا.
تتمسك إسرائيل بمقترح ويتكوف «الأصلي» تطالب فيه بالإفراج عن 10 أسرى أحياء في اليوم الأول، وأن تتفاوض خلال مدة وقف إطلاق النار إذا أتم الـ60 يوماً، وتتسلم خمسة في اليوم الأول، وخمسة أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم السابع. وفي هذا تخادع إسرائيل، وتعتزم العودة إلى الحرب على غزة بعد اليوم السابع ما أن تتسلم الأسرى العشرة، إذ أن ترجمة المقترح تحمل معنى «قد» يجري البحث في مسألة إنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار. ليس في اللغة الانكليزية ما يقابل «قد»، لكن من الممكن أن تقود ترجمة الجملة إلى هذا المعنى، وهل هذا المعنى محاولة للخداع، تشبه إسقاط «ال التعريف» في قرار مجلس الأمن الدولي «242» من كلمة الأراضي في النص الإنجليزي، الأمر الذي أدى إلى غموض في تفسير القرار، حيث يمكن تفسيره على أنه لا يشترط الانسحاب من كل الأراضي المحتلة بل من بعضها، هل وراء الأكمة ما وراءها؟. وهل هناك نسخة أصلية ونسخة مزيفة؟.
بينما وافقت حماس على مقترح يقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء يتم الافراج عن خمسة منهم في اليوم الأول، وخمسة في اليوم الستين على أن تكون هناك مفاوضات جدية خلالها من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم، عدد الأسرى الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم وتوقيته ليس موضوعاً يحتمل المرونة، لكن الخلافات الأهم والأساسية بين الطرفين، هو ما يتعلق بوقف دائم للحرب. وكانت حركة حماس ترفض الصيغ الجزئية التي تقترحها إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ثم استئناف الحرب، حيث يسعى نتنياهو إلى تحقيق ما يسميه النصر النهائي الذي يضمن استعادة الأسرى والقضاء على حركة حماس أو تسليم سلاحها ونفي قادتها، وإعادة احتلال قطاع غزة، وتهجير سكانه وفق «خطة ترامب». وإزاء حرب التجويع التي تخوضها إسرائيل ضد مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وحرب الإبادة الجماعية واستشهاد العشرات كل يوم، ومعاناة النزوح وتكرار التهجير التي يتكبدها سكان غزة، أبدت حركة حماس قدراً كبيراً من المرونة في المفاوضات بقبول صيغة ضمانات معقولة لوقف الحرب نهائيّاً. وأعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
أمام هذه المرونة، وبذريعة وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء 27/5 مغادرة كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة، ويوم الخميس 29 أيار، سحب معظم فريقه التفاوضي من الدوحة، والذي يضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب نتنياهو، وهو بالأصل دون صلاحيات تخوّله اتخاذ قرارات تتعلق بإبرام صفقة، مما يدل أن نتنياهو ليس جاداً في التفاوض. مشترطاً لإنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة استعادة الأسرى، ونفي قادة حركة حماس، ونزع سلاحها، وتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان غزة، وفي خطوة مخادعة للمجتمع الدولي لإيهام العالم أن المفاوضات جارية دون توقف، وإظهار حرصه على الوصول إلى وقف للحرب الفظيعة التي أقلقت الغرب والأمم المتحدة ولاسيما قلق أمينها العام، قرر نتنياهو الإبقاء على الطواقم الفنية فقط، وأشارت مصادر إلى أن حركة حماس تلقت مقترح ويتكوف الجديد ليلة الأربعاء 28/5/2025 عبر الوسيط بشارة بحبح، وصباح يوم الخميس 29/5 ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مقترح ويتكوف الجديد يتضمن الإفراج عن 9 محتجزين إسرائيليين أحياء وجثامين 18 آخرين، على دفعتين خلال أسبوع. كما يتضمن وقفاً لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، ومفاوضات بشأن إنهاء الحرب وهذا مكمن الخلاف وعقدة المفاوضات، إضافة إلى عقدة أخرى حول خطوط انسحاب وانتشار الجيش الإسرائيلي، حيث ذُكر أن انسحاب الجيش يشمل المناطق التي احتلها منذ استئناف الحرب في آذار/ مارس، بينما في مكان آخر ذُكر أن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط انسحاب يتفق عليها، وقد يتعثر الاتفاق في هذا الجانب، ويؤدي إلى انهيار المفاوضات.
حول المقترح الذي يقضي بوقف إطلاق النار 60 يوماً، يضاف لها فترة أخرى غير محدودة يستمر خلالها وقف إطلاق النار طالما تجري المفاوضات يجوز تمديدها باتفاق الطرفين ولا ضمانات حول ذلك، حيث يحق لإسرائيل استئناف الحرب أو تمديد التفاوض، أما إدخال المساعدات فقد شهد الكثير من العقبات والمشكلات حيث تصر إسرائيل على حرب التجويع مقابل شروط سياسية وهو ما يعد جريمة حرب، تحاول إسرائيل صرف أنظار العالم عنها بإدخال كميات محدودة وغير كافية، وتفرض طرقاً غير ملائمة وغير إنسانية في وصول المساعدات إلى العائلات تسببت في الازدحام والتدافع والفوضى، وقد قتل الجيش الإسرائيلي والشركة الأمنية الأمريكية المسؤولة عن توزيع المساعدات في مراكز التوزيع والتجويع 11 جائعاً باحثاً عن الغذاء، وأصيب العشرات بإصابات مختلفة، وأصبحت المساعدات فاقدة لدورها الإنساني، ونجحت المخططات الأميركية- الإسرائيلية في جعلها جزءاً مهماً من المناورات تستخدمها اسرائيل للمساومة وتحقيق مكاسب على حساب الجوعي وآلامهم.
بعد أن تسلمت حركة حماس مقترح ويتكوف الجديد، قالت أنها تدرس المقترح بجدية ووطنية، حيث يعتقد البيت الأبيض الآن متفائلاً أنه على بعد خطوات قليلة من التوصل إلى اتفاق قد يؤدي في النهاية إلى وقف الحرب، رغم أنه سيكون مؤقتاً في البداية. في المقابل، هل ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا وقف للحرب» في خطاب متشدد على منبر الكنيست مصدراً للتشاؤم؟. قال الأميركان، ومنذ زمن وهم يقولون ومتفائلون: «خلال 24 ساعة خبر جيد»، ومضت الساعات والأيام ولا خبر، غير خبر المجازر في غزة وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى.
نقلاً عن مصادر، نقل موقع أكسيوس الأميركي تفاؤلاً أميركياً بأن المقترح الجديد لمبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يمكن أن يساعد في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس. وبث التفاؤل بهذا الشكل هو جزء من التضليل ومن نهج المناورة السياسية. وفق المصادر فإن مقترح ويتكوف الجديد لا يختلف كثيراً عن النسخ السابقة لكنه يتضمن بعض التلاعب بالكلمات. ذكرت صحيفة هآرتس نقلاً عن مصدر إسرائيلي: مقترح ويتكوف الجديد يحمل نصوصاً غير صريحة ولكن يفهم منها وقفاً دائماً لإطلاق النار وأنهاء الحرب بشكل دائم بغزة.
وأورد مراسل القناة 12 العبرية أن الرئيس ترامب سيضمن وقف إطلاق النار الدائم، لكنه لن يضمن نهاية الحرب. عدم وضوح العبارات وغياب الضمانات يهيأ للتلاعب والمناورة والتملص من الالتزامات، ويتكوف يلعب مع الجانب الإسرائيلي يقول عند فشل مقترحه، أن المفاوضات تدار دون علمه وتنسب له، أما الآن فيريد أن يدير المفاوضات بنفسه، ويتدخل في محاولات التعديل وإبداء الملاحظات، في كل ذلك، ويتكوف يخدم مصلحة نتنياهو، وبناء على ذلك ينبغي على حركة حماس إدارة المفاوضات بطريقة مختلفة بالموافقة على وقف النار المؤقت المرتبط بتسليم نصف الأسرى في اليوم الستين تحديداً، لكشف هذه المناورات وقطع الطريق عليها، وخلال الـ60 يوماً تنفيذ برامج وحشد كل دول العالم والمؤسسات الأممية بما فيها مجلس الأمن وراء تحقيق السلام العادل، وحملات جماهيرية سياسية وإعلامية تهدف إلى وقف الحرب على غزة، ومحاسبة إسرائيل على مجازرها، وتقديم مرتكبيها للمحكمة الجنائية الدولية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحب السلاح الفلسطيني
- أمن إسرائيل بالاعتماد على الذات
- أربعة قمم عربية وقمة مصغرة تشاورية
- ماذا لو؟. سنرى ما سيحدث
- في الذكرى الـ«77» للنكبة، صراع قومي أم ديني؟.
- بناء الجسور لا الجدران، صنع السلام لا العدوان، الرحمة لا الإ ...
- توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل
- «تجويع غزة» أمام «العدل الدولية»
- خذوا المناصب والمكاسب
- منصبان جديدان جداً
- ترامب بين زيارتين
- استراتيجية الأمن القومي الأميركي وعقيدة ترامب
- في يوم الأسير الفلسطيني ما دور السلطة الوطنية؟. والمحاكم الد ...
- إسرائيل الحاضر الغائب في المفاوضات الإيرانية الأميركية
- ترامب يشعل الحرب التجارية
- اعتبارات نتنياهو ودوافعه للتصعيد
- في يوم الطفل الفلسطيني
- شهور السنة ثقافة شعبية وهوية وطنية
- ترميم الجيش المرهق
- مزدوجو الجنسية وجرائم الحرب


المزيد.....




- -تُبت إلى الله-.. داعية مصري يثير التكهنات حول اعتزال المطرب ...
- طهران تهدد بالردّ الصارم على أي خطوة إسرائيلية متهورة
- جولة مفاوضات ثانية في إسطبول بين الروس والأوكرانيين
- إيران: سنرد على المقترحات الأمريكية وفق مصالحنا الوطنية والت ...
- السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
- تركيا تأمل بأن يتم في نهاية المطاف لقاء بين بوتين وزيلينسكي ...
- غروسي يؤكد دور مصر -الواضح- في محاولة تسوية الملف النووي الإ ...
- السعودية.. حجّاج من الصين ينظفون شوارع مكة المكرمة
- مباحثات أمنية بين مديري المخابرات السودانية والإثيوبية في بو ...
- مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربر ومخ ...


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - مفاوضات أم مناورات؟.