أسامة خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 13:58
المحور:
القضية الفلسطينية
الحرب بين إسرائيل وإيران قد بدأت وتصاعدت، لكن متى تنتهي الحرب؟. يقولون أن واشنطن هي من يحدد نهايتها، عبر مسار سياسي أو عبر خيار عسكري، يعود ترامب من كندا ويغادر اجتماع مجموعة السبعة، ليدعو إلى اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي الذي وجد نفسه أمام خيارين، الاستجابة لطلب اسرائيل بالتدخل، لكنه قد يخاطر بجنوده المتمركزين في المنطقة، مما يدفع باتجاه العمل بمقولة ترامب الشهيرة «أمريكا أولاً»، أما المسار الدبلوماسي فهو الخيار الأضعف، حيث يريده ترامب توقيعاً على تفكيك برنامجها النووي واستسلاماً غير مشروط، وبحسب مصادر، فإن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية ضد إيران إذا لزم الأمر، وتحدثت مصادر عن عرض ترامب مثل هذه المساعدة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إحدى محادثاته الأخيرة، وقد لمح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لاحتمال تدخل أمريكا في الصراع الإسرائيلي –الإيراني خلال مقابلة هاتفية مع قناة ABC News، الأحد 15 حزيران 2025. وبحسب ما قاله الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد للقناة «12». الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «الولايات المتحدة ستفكر في ضرب منشأة «فوردو» النووية الإيرانية تحت الأرض إذا أصبحت مثل هذه الخطوة ضرورية لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي»، وقال ترامب لشبكة ABC: «لسنا متورطين في هذا الصراع، من الممكن أن نتدخل، لكننا لم نتدخل في الوقت الحالي». ونقلاً عن مسؤول أمريكي، أن إدارة ترامب لا تفكر حالياً في الدخول في صراع، لكن الولايات المتحدة تدرس طلب إسرائيل بالتدخل، بعض النواب قدموا مشروع قانون إلى الكونغرس الأميركي يهدف إلى تقييد صلاحيات قرار الحرب، ومنع الولايات المتحدة من التورط العسكري في الحرب على إيران، باعتبار أنّ ترامب الشخص الذي سيتخذ القرار بشأن هذه الحرب، وبشأن الحرب على غزة.
لقد عُرفت تصريحات ترامب بقول الشيء ونقيضه، حتى اجتماع مجلس الأمن القومي اتسم بالغموض، ولم يعرف ما هو قرار الرئيس الأميركي حيال دخول الحرب على إيران إلى جانب إسرائيل، أم أنه يفضل الخيار السلمي، وكان ينتظر أن يُعرف بعد هذا الاجتماع قرار ترامب الذي خرج من الاجتماع ليتحدث عن الاقتصاد، ومازال ترامب يقول: أنّه «يريد نهاية مستدامة للحروب»، ولكن الجميع يرى نيران الحروب تتسع وتتصاعد.
وفيما يتعلق بمعرفة الإدارة الأميركية أمور الحرب وتفاصيلها لم يكن الهجوم مفاجئاً، إذا كان ترامب يعرف ساعة الصفر، فما هو الأمر الأكثر سرية؟. أشبع الأمر بين الطرفين دراسة وتفكيراً وتحضيراً، واعترف نتنياهو أن: «قرار تدمير برنامج إيران النووي اتخذ في أيلول/ نوفمبر 2024»، بعد وقت قصير من اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في لبنان، فحسب زعمه أن إيران ستسارع نحو امتلاك قنبلة نووية بمجرد أن تقوم إسرائيل بتدمير «أذرعها» في الإقليم. وأشار نتنياهو، إلى أنه تم تحديد موعد «نهاية أبريل 2025 لتنفيذ الهجوم»، ولم تُذكر الأسباب التي حالت دون تنفيذه في ذاك التوقيت، إذاً لم يقتصر دور تل أبيب على إبلاغ واشنطن بخططها لمهاجمة إيران قبل تنفيذها، ولا يقتصر على أبداء الرأي، بل كان قرار الحرب قراراً وتخطيطاً أميركياً، والمؤكد أن مسألة التدخل الأميركي المباشر من عدمه، قد نوقشت سابقاً، توقيته وتداعياته الإقليمية والدولية، حيث يأتي الدور الأميركي وفق تطورات ونتائج الضربة الأولى، التي رغم قوتها، إلا أن امتصاص الضربة من قبل إيران كان سريعاً ولم يتأخر الرد، وأظهر أن المعركة ستطول وخسائر المعتدي ستكون باهظة، وتعثر تحقيق أهدافها بالضربة القاضية، وقد تنقلب الأمور عكس المرجو من الحرب، فإيران قد هددت سابقاً في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم، قد تنسحب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وتوقف تعاونها مع الوكالة الدولية، وتبدأ بتصنيع قنبلة نووية، رغم أن هذه الخطوة قد تدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً إلى جانب إسرائيل.
وتحاول إسرائيل بكل السبل جر الولايات المتحدة للتدخل المباشر في الحرب، لحسمها سريعاً وتقصير أيامها، ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين، بأن تل أبيب طالبت الولايات المتحدة بعد الرد الصاروخي الإيراني مباشرة، الانضمام إلى الحرب ضد إيران، من أجل الهدف المعلن تدمير برنامجها النووي الذي لم يعد في متناول إسرائيل، أو غير المعلن لإنقاذ إسرائيل من ورطتها، وإذا لم تتدخل الولايات المتحدة تلجأ إسرائيل إلى التصعيد باستهداف مناطق مدنية ومنشآت اقتصادية للضغط على طهران لإعلان استسلامها، وإلا سيصبح أملها الوحيد في تجنب الهزيمة والخسائر الجسيمة، وفي حال وجدت الولايات المتحدة مخرجاً لأزمة إسرائيل ستعلن تل أبيب على الصعيد السياسي أنها قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، وتسببت بتأخير حصول إيران على السلاح النووي بعد أنباء عن إمكانية صدور فتوى جديدة تلغي الفتوى السابقة بتحريم امتلاك ايران سلاحاً نووياً، وتبيح ذلك، لضرورة الردع والدفاع عن الذات، وفي هذا السياق يكاد نتنياهو أن يتقمص شخصية ترامب قائلاً: «لن أتحدث نيابة عن ترمب، إنه يفعل ذلك بكل إقناع وحزم، قال إن إيران لا يمكنها امتلاك أسلحة نووية، ولا يمكنها امتلاك قدرات لتخصيب اليورانيوم». نتنياهو تحدث خائباً عن قرب مساندة أميركية، كأنه لم يسمع ترامب يقول عبارته الشهيرة «أمريكا أولاً»: وقال: أترك الموقف الأميركي للأميركيين، لقد أبلغناهم بشكل مسبق، كانوا على علم بالهجوم، ماذا سيفعلون الآن؟ أترك ذلك للرئيس دونالد ترمب، فهو يتخذ قراراته باستقلالية». ويردد ترامب إذا لم يُستهدف الأمريكيون لن تدخل واشنطن الحرب.
نجحت إسرائيل في تنفيذ الكثير من ضرباتها على إيران، لكن إسرائيل قد عجزت من الوصول إلى منشأة فوردو المحصنة جيداً على عمق 800 متراً تحت جبل يمتاز بـصلابة جيولوجية تجعل قاعاتها غير قابلة للاختراق أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة، وقد صُممت منشأة فوردو لتصمد أمام هجوم مباشر شامل، وثبت أنها أمنع من قدرات إسرائيل العسكرية على تدميرها، كما أنها محاطة بأنظمة دفاع جوي، وقد تعرضت منشأة فوردو لهجوم، لكن متحدثاً باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قال إن الأضرار محدودة. وتبدو أهميتها في أن نجاح أو فشل الهجوم الإسرائيلي على إيران تحدده هذه المنشأة، واستمرارها بتخصيب اليورانيوم بوجود عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب يسمح بإنتاج سلاح نووي محتمل، وتشير تقديرات «معهد العلوم والأمن الدولي» إلى أن منشأة «فوردو» قادرة على تحويل كامل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي قدر حجمه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيار/ مايو بـ«408» كيلوجرام، إلى يورانيوم صالح لصنع «9» قنابل نووية في غضون «3» أسابيع فقط. وأعرب داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني لدى «معهد دراسات الأمن القومي» في تل أبيب، عن اعتقاده بأن «فوردو» ستكون هدفاً صعباً من دون دعم أميركي، موضحاً أن المنشأة محصنة بشدة وتقع في عمق سحيق في جبل صلد. وقال المعهد إن إيران قد تتمكن من إنتاج أول كمية 25 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة تصلح لصنع سلاح نووي داخل منشأة فوردو في غضون يومين إلى ثلاثة فقط.
فشلت إسرائيل فطلبت مساعدة أميركية لكن «البيت الأبيض نفى رسمياً أن يكون ترامب يفكر في توجيه ضربة أمريكية، مشيراً إلى أن الوقت الحالي ليس مناسباً لشن هجوم على إيران»، ويبقى أمر التدخل الأميركي مرتهن بالظروف والتطورات، ومدى صمود طهران .
#أسامة_خليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟