سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 01:24
المحور:
القضية الفلسطينية
في قلب الشتاء القارس، تتعرض غزة لمحنة لم تعرفها من قبل. أمطار لا ترحم تهطل بلا هوادة، وزوابع الرياح تعصف بما تبقى من حياةٍ يومية لهؤلاء الناس الذين حرمهم القدر من أبسط مقومات البقاء. هنا، حيث تلتقي الأرض بالمأساة، لا خيمة تحمي، ولا شادر يسد العجز، ولا بطانية تقيهم برودة الشتاء القارسة. غزة اليوم ليست مجرد مدينة؛ إنها لوحة حية للألم والمعاناة التي تحتاج إلى صرخةٍ تُسمع في كل مكان.
المقال:
في الشوارع الموحلة وتحت أطلال المنازل المدمرة، يعيش أهل غزة حياةً صعبة لا تُحتمل. الأطفال يرتجفون من البرد، والنساء والشيوخ يكافحون البقاء على قيد الحياة بلا ملابس دافئة ولا أغطية شتوية، بينما مياه الأمطار تتسلل إلى كل فجوة، تغمرهم بلا رحمة. كل سقفٍ محطم أصبح مأوىً غير متكافئ، وكل زاوية من المدينة تحولت إلى مأساة حيّة.
هذه المدينة التي عرفت الصمود، اليوم تواجه العواصف بدون حماية، ويواجه سكانها اختبارًا قاسيًا للبقاء، حيث تختلط دموعهم بمياه الأمطار، وصراخهم بالرياح العاصفة. كل لحظة تمثل معركة للبقاء، وكل يوم يمر يُضاف إلى لائحة الانكسار البشري التي لا تنتهي.
في هذه الظروف القاسية، لا تقتصر المعاناة على فقدان المأوى والدفء، بل تمتد لتشمل فقدان الأمان والأمل، فكل مطرٍ يضرب الأرض يذكّرهم بأن الحياة هنا صراع يومي، وأن دعم العالم لهم لم يعد خيارًا، بل ضرورة إنسانية عاجلة.
في ختام سطور مقالي: صرخة استغاثة:
غزة اليوم تحتاج إلى كل يدٍ رحيمة، إلى كل قلبٍ يشعر بالألم البشري، إلى كل صوتٍ قادر على إيصال صرخة الاستغاثة للعالم. فالأمطار قد تجرف الأراضي، لكنها لن تُمحى إرادة الحياة إذا استيقظت الضمائر. أهل غزة ينتظرون دعماً عاجلاً، حمايةً، دفئاً، وبصيص أمل يذكرهم بأن الإنسانية لم تنسَهم بعد.
غزة تغرق… ولن نسمح لها بالغرق وحدها.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟