أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - الذكرى السنوية الأولى لرحيل الصديق المرحوم عبد الجواد توفيق زيادة (أبو الأديب) بقلم: سامي إبراهيم فودة














المزيد.....

الذكرى السنوية الأولى لرحيل الصديق المرحوم عبد الجواد توفيق زيادة (أبو الأديب) بقلم: سامي إبراهيم فودة


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 00:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


يمر عامٌ كامل على الرحيل الموجع لصديقٍ عزيزٍ على القلب، رجلٍ كان حضوره دفئًا وغيابه ثِقلاً لا يُحتمل. في الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحوم عبد الجواد توفيق زيادة (أبو الأديب)، نستعيد ملامحه، نبله، سيرته التي تفوح منها رائحة الإنسانية، ونقف أمام إرثه الذي تركه في قلوب الناس قبل مؤسسات المجتمع. لم يكن عبد الجواد مجرد اسم، بل كان قصة كفاح وإنسانية ووطنية يحق لنا أن نرويها جيلاً بعد جيل.

وُلد عبد الجواد في مخيم جباليا للاجئين بتاريخ 23/11/1970 لأسرة فلسطينية مهجّرة من قرية سمسم قضاء غزة. عاش رحلة اللجوء بكل ما تحمل من ألم وتشرد، فجعل منها وقودًا لشخصيته الصلبة ودافعًا للتمسك بهويته والانحياز لقضايا شعبه. ومنذ طفولته، كان يحمل قلبًا أكبر من عمره، وروحًا تتسع لكل من حوله.

تدرج في مسيرته التعليمية بين مدارس وكالة الغوث بمخيم جباليا حتى أنهى الثانوية العامة، ثم واصل طريق المعرفة في جامعة الأزهر بغزة ليتخرج بشهادة البكالوريوس في التنمية الاجتماعية والعلوم السياسية. ورغم أن حلمه الأول كان دراسة الطب، إلا أن القدر ساقه إلى ميدانٍ آخر ليكون طبيبًا للقلوب والهموم، معالجًا لجراح المجتمع عبر العمل المجتمعي والنقابي.

سطع نجم أبو الأديب في عمله داخل جمعية الحياة والأمل، حيث تولّى رئاسة مجلس إدارتها، واستطاع أن يحوّلها إلى نموذج يُحتذى به في تقديم الخدمات التنموية والإنسانية في قطاع غزة. ساهم في التخطيط لبرامج دعم نفسي واجتماعي، وتنمية الشباب، وتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، فكانت بصمته حاضرة في كل مشروع يخفّف عن الناس ويمنحهم بارقة أمل. بفضل جهوده حصلت الجمعية على دعم وتمويلات لمشاريع غيّرت حياة الكثير من الأسر الفقيرة والهشة، خصوصًا في أحلك الظروف التي مرّ بها قطاع غزة.

لم يكن عبد الجواد قائدًا إداريًا فقط، بل كان إنسانًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى. متواضعًا، قريبًا من الناس، محبًا للعطاء، حاضرًا في كل مناسبة وطنية واجتماعية. كتب مقالاتٍ مهمة حول معاناة شعبه وقضاياه، وكان صوته صادقًا نابعًا من التجربة والمعايشة. أما علاقته مع الناس، فكانت تُبنى على الاحترام والمحبة، وكان يُجيد الإصغاء لهموم الآخرين كأنه بلا هموم، رغم أن قلبه كان يحمل جبالًا من المسؤوليات.

وفي الأربعاء 16/1/2024 توقف نبضه، وغاب جسده عن الحياة، لكن روحه بقيت بيننا، حاضرة في كل مشروع خيري، وفي كل يد امتدت لمساعدة محتاج، وفي كل ذكرى طيبة تركها في قلوبنا.

أجمل ما قيل عنه

"صديقنا عاش لحياته كأنه يعيش أبدًا، وعمل لآخرته كأنه يموت غدًا، كان يستمع لهموم الآخرين كأنه ليس لديه هموم، وبينما كان يحمل همومًا ثقيلة كالجبال كان أجمل وأكرم من يمكن أن تقابل."
في ختام سطور مقالي:

رحمك الله يا عبد الجواد زيادة (أبو الأديب)…
لم تكن إنسانًا عابرًا في حياتنا، بل كنت أثرًا خالدًا، وذكرى طيبة تُروى، ونموذجًا يُحتذى به في العطاء والإنسانية والالتزام الوطني. ستظل سيرتك منارةً للأجيال القادمة، يستلهمون منها معنى الإخلاص والعمل من أجل الإنسان والوطن.

نسأل الله أن يسكنك فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر على فقدك، وأن يجعل أعمالك صدقة جارية تُضيء قبرك كما أنارت حياتنا.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان غزة السينمائي للأطفال… نافذة أمل وسط الركام
- -الشمال… بين العزّ والجرح-
- صرخات تمرّد خلف الأسلاك… حكاية الأسرى بين عتمة العذابات وضوء ...
- لا تجعلوا الله شمّاعة لفشل البشر… كفى تضليلاً للناس
- قصيدة لأهل الشمال
- «البندقية المتآكلة والقيادة المكشوفة: قراءة استراتيجية لمستق ...
- «السلاح المتآكل والقيادة المكشوفة: قراءة استراتيجية لمستقبل ...
- قصيدة زهراء… زهرةُ السَّماء
- الجزائر وفلسطين… حكاية تاريخ لا تنكسر وإرادة لا تُساوَم
- -ارتفاع أسعار العطور في غزة: بين الجشع وغياب الرقابة
- قصيدة : أنين الخيام في شتاء الوطن
- تقرير خاص يكتبه: سامي إبراهيم فودة سوق سوداء تستغل حاجة النا ...
- غزة… خيامٌ تقاوم العاصفة وقلوبٌ تصمد رغم الخذلان
- المنفى بعد الحرية... وصمة العار على جبين العروبة
- قانون الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين... وصمة عار على جبين ال ...
- ياسر عرفات... القائد الذي لم يرحل والرمز الذي يسكن الذاكرة ا ...
- -حماس والمستوطنات: لعبة جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني-
- نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين
- قصيدة: -نوفمبران… من الأوراس إلى القدس-
- أمريكا… الشريك الكامل في جريمة إبادة غزة


المزيد.....




- أسرة عبدالحليم حافظ تطالب بمنع عرض حفل يحمل اسمه في الكويت
- -دخول قوات يمنية إلى مناطق سيطرة الحوثيين-.. هذه حقيقة الفيد ...
- وجهة نظر ألمانية: واشنطن تخلت عن أوروبا وعليها الاعتماد على ...
- الكشري والبشت والقفطان في قائمة التراث العالمي اللامادي
- اليمن : ماذا عن خطر التقسيم ؟
- مشعل: غزة قدمت ما عليها ولدينا تصور لسلاح المقاومة
- خالد مشعل يكشف لـ-موازين- إستراتيجية غزة القادمة وخيارات الم ...
- محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
- سوريا تطالب بوقف خروقات إسرائيل وساعر يستبعد اتفاقا قريبا
- السيول تفاقم معاناة 250 ألف أسرة فلسطينية في غزة


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - الذكرى السنوية الأولى لرحيل الصديق المرحوم عبد الجواد توفيق زيادة (أبو الأديب) بقلم: سامي إبراهيم فودة