أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - باسل والحب الإنساني العميق ح5














المزيد.....

باسل والحب الإنساني العميق ح5


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 01:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وفي المزامير يبتدأ باسل رحلته المؤلمة مبتهجا مرة وحزنا أخرى، فكأن كلمته هنا كما وصفها لويس ماسينيون المستشرق الفرنسي الذي أعجب به باسل أيما إعجاب" الكلمة هي حج، هي انتقال من الذات نحو الآخر، إنها دعوة شخصية حادة، دعوة ترمي إلى إخراجنا من ذاتنا، من بلدنا، من أهلنا، دعوة إلى تجاوز كل شيء نحو الحب..)) وفي رحلته في المزامير يبتدأ الألم في قلبه معتصرا وهو يشاهد الأحبة الذين دخلوا حياته يتساقطون بسبب الحروب والصراعات، (أي خجل يعتري اللحظة العارية، وأي الأصوات تختنق فيها، وأي حزن لا يتحدد، يمتد فيك ويأخذك صوب أحبة يتفرقون، دوما كحبات المطر على أرض العراق، هيهات أن يبقى للعمر محطات، كلها أقفرت، وأهلها رحلوا وما قالوا وداعا، وأنت هنا، تحسب ساعات العمر، أين الدقائق فيها والثواني وهل تصير أياما وسنينا، تعيد حسابها ثم تشطب، ثم تعيد حسابها لتشطب، ويظل العمر حساب الشطب أو شطب الحساب)) فمعادلة الحياة والموت يرافقها الزمان ونهايتها الموت معادلة عاصرها باسل في بلاده، فالمعيار الذي وضعه باسل ممتدا عبر الزمن ومكشوفا عبر تشريحه لمفهوم الجدل في الحياة والموت، هذا الجدل الذي ينم عن وعيه المتجذر في البحث عن الجمال المختفي خلف الموت.
نعم انه جمال الحبية فباسل قد أحب س التي واكبته حتى خريف عمره وما زالت وجمعته معها أياما من الغبطة والشدة والرخاء وكان نتيجتها حب مستمر باستمرار الحياة بينهما فهذه أجمل محطات العمر، فهو يبحث عنها في أي الأشكال تكون، وفي الأماكن وفي وجوه المارة الذين يتخمون شوارع بغداد، فباسل ذلك الجندي المتألم من هول ما رآه من صراع يرى قسماتها وابتسامتها متخيلة أمامه، يبحث عنها في رحلة بحث العشق والمعشوق وليس العاشق والمعشوق لأنه ليس مجرد عاشق بل هو يمارس فعل العشق ويتجسد فيه الفعل وليس الفاعل، شغفه بأن يتلمسها لأن تكون قريبة منه في لمسة نفنوف أو كتاب، في (حديقة عميقة كبئر، في رشاقة غزال مطارد، في ضحكة مليئة بالوعيد)لكنه يلمحها بين سطور الكتب التي قرأها يلمح ظلها البعيد القريب والعميق كقلب وكبير، فيهم باسل فيها هياما فهي البعيدة القريبة، يكاد إصبعه يلامس أهواء أنفاسها ويسأل( هل تكونين كبريائي المضاد وسنين العمر السخية، يكاد يهجرني حنيني، ويلبسني جفاف الصحارى، مثلما نورسة غادرت شطها وما عادت) ثم إنه يعرف اللهفة يطلقها من أسرها هائمة يود لو يحمل معها إلى محبوبته
باسل الجندي يعترف للحبيبة عبر مزموره الرابع قائلا" يقتضي لرؤيتك، أيتها المرأة، عمرا تجاوز منتصفه، وها إني أضع سنيني المتعبات بين يدية اعترافا، تجاوز شرط الزمن، وامتلك تصريح الدخول إلى أعز قلب، فكان الذي يكون دوما وليس الذي كان)فهي البنفسج الزهر الذي أمرض صاحبه ولها، ويصف بنفسجته تلك بعطر صامت كنغم شجي يسكر من يسمع ويشم ويلمس، كل شيء يتذكره باسل عبر الرائحة كأنما باسل يحيلنا لعبارة مارسيل بروست ((وحدها الرائحة والنكهة، من بين أكثر الأشياء هشاشة، تكن أيضا الأكثر حيوية ولا مادية، الأكثر مقاومة وإخلاصا، قادرة مثل الأرواح على الدوام طويلا، على التذكر، على الإنتظار، على الرجاء، بعد أن ينهار كل شيء، أن تحمل فوق ذراتها الدقيقة جدا، دون كلل أو ملل، هذا الصرح العظيم للذكرى)) أما جون بول سارتر في أحد نصوصه عن شارل بودلير، وهو من كبار الكتاب الممجدين للعطر،( أن رائحة جسم ما، هي ذلك الجسم نفسه، أي: ماهيته أو جوهره الخفي، وباختصار طبيعته المتميزة).
يقول باسل( رائحتك التي لا يعرفها غيري) فالرائحة هنا كما قال بروست الرائحة والنكهة وهل نسي باسل ذلك؟ كلا.(وعرقك الذي لا يعرف ملوحته سواي، أنت المشتهى والمنتهى والموعد الندي...).



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسل في لعبة الإنسان والمكان..... ح4
- خيال باسل الجامح!!! ح3
- باسل محمد عبدالكريم الجندي؟الإنسان ح2 صورة قلمية
- باسل محمد عبد الكريم مناضل يوقد شمعة للحرية – صورة قلمية ح&# ...
- الثقافة العربية ..تعدد الإشكاليات وندرة المساءليات- ح 2
- الثقافة العربية ..تعدد الإشكاليات وندرة المساءليات ........ا ...
- ميخائيل للكاتبة العراقية فاطمة وسام
- التكنولوجيا والأخلاق - من كتاب العلاقة المحورية بين العلوم ا ...
- الوعي بمدرسة فرانكفورت الحلقة الأخيرة من كتاب الوعي بالتنوير ...
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 3 والأخير
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 2
- الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1
- عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية فكرة تنويرية للدكتور رف ...
- من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27
- مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة . ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1


المزيد.....




- أول تعليق للبيت الأبيض على ظهور ترامب في الصور الجديدة لإبست ...
- صور جديدة من ممتلكات إبستين تظهر ترامب وكلينتون والأمير السا ...
- -التدريب الديني أولاً-.. نيويورك تايمز: الولاء يطغى على الكف ...
- ضمانات أمنية أولا.. باريس والأوروبيون يطالبون واشنطن بتعهدات ...
- ميرتس يلتقي زيلينسكي الأثنين ويبحث مع قادة أوروبيين مسار الح ...
- ترامب يعلن توسطه بعد مكالمات مع زعيمي تايلاند وكمبوديا.. وات ...
- عاجل| الخارجية الألمانية: نطالب الحكومة الإسرائيلية بالوقف ا ...
- واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على تجميد أصول روسيا لأجل -غير مسمى- ...
- الزبيدي يشيد بدور دول التحالف العربي في التصدي للإرهاب


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - باسل والحب الإنساني العميق ح5