أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - باسل محمد عبد الكريم مناضل يوقد شمعة للحرية – صورة قلمية ح١














المزيد.....

باسل محمد عبد الكريم مناضل يوقد شمعة للحرية – صورة قلمية ح١


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 21:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ستكون هذه الحلقة الأولى من سلسلة كتابات عن الكاتب والمناضل العراقي باسل محمد عبد الكريم

باسل الإنسان والكاتب لا تكاد تميزه كاتبا عن كونه إنسانا في شخصه لأنهما يذوبان سوية لعدل وكرامة إنسانية مفتقدة، أو كما أسماها باسل العدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق.
‏تعرفت عليه في مهرجان المربد في البصرة٢٠٠٥ والذي كان باسل مدعوا فيه وكان أول مهرجان مربد يعقد بعد سقوط النظام البعثي، إذ التقينا في فندق المربد في العشار، وفاجأني بزول إهداء منه كتاب : الشخصية المحمدية للشاعر معروف الرصافي ط الجمل، وكانت عليه جملة إهداء بخطه كتبها (ياسر جاسم ، أيها النهضوي المثابر، لتكن خطواتك القادمة متأنية، ومدروسة مع الإعتزاز، باسل محمد عبدالكريم) باسل الذي عرفني عليه الأستاذ الناقد والكاتب الإنساني: خالد السلطان واستمرت تلك العلاقة وكللت بلقاءات في البصرة وبغداد، وعمان وأربيل، جاء باسل في هذه الأعوام وبالتعاون مع عدد من الأصدقاء بتأسيس مركز المسلة والذي كان مقره في بغداد، وتوالت بعدها مجموعة من الفعاليات الكبيرة في مجالات عدة كان أهمها تأسيس(جماعة لا عنف العراقية) إذ كان باسل أسها وأساسها، كانت اتصالاته يومية مع أغلب المدن العراقية سيما البصرة، يتابع من خلال اتصالاته شبه اليومية الأسبوع اللاعنفي الذي كان يقام في كل مدن العراق، وفاجأني في يوم ما باتصال له يطلب مني التوجه إلى الفاو واللقاء مع جمعية الصيادين العراقية في الفاو، وتوزيع منشورات الحملة اللاعنفية، في ظرف مر به العراق بأسوء أحواله التأريخية الحديثة، وأنا هنا أتحدث عن الأعوام ٢٠٠٥٢٠٠٦٢٠٠٧، إذ كانت الحركات المسلحة منتشرة في عموم البلاد، وتعرض الناشطون من خلالها للقتل والتشريد والظلم والإستبداد كحال العراقيين، ولكن مع ذلك استمرت الحملات اللاعنفية معززة بحضوره الطاغي، وفعلا ركبنا السيارات واتجهنا نحو الفالو أقصى جنوب العراق، وكانت أول حملة تنظم في تأريخها كمدينة منذ تأسيسها حتى إن اهل الفاو هالهم منظر الحملة وتفاعلوا معها تفاعلا كبيرا خصوصا الصيادين وبشكل لافت، وانتقلت من الصيادين في الفاو إلى العمال في شركة نفط البصرة، والطلاب في معاهد البصرة وجامعتها، كانت الحملة تنفذ بأيدي شباب بسطاء يحملون معهم شعلة باسل للحرية، باسل الذي عاصر أزمان الحرب والدمار والقتل والإنهيارات المريرة، والفاشيات المستمرة، إذ كانت رسائله في حرب الثمانينات ١٩٨٠١٩٨١ وباسل جندي في الفاو أوصل صوته اللاعنفي إلى اقصى جنوب البلاد علّ هذا الصوت يقول كفى للقتل والدمار والخراب، يقول في رسائله: " هذه الرسائل هي شهادة واقعية، وتعبيرية مجتزأة من أوراق جندي مغمور في حرب مشتعلة، طيلة أكثر من ثمان سنوات، تتناوب فيها الهموم الذاتية والموضوعية، إنها شهادة لزمن مرير) (رسائل الجندي المنسية، باسل، دار كيوان، سوريا، ٢٠٢٢، ص ٥.) ولايدري باسل وربما يدري إن زمنه المرير لم يندثر، وكأنما كتاباته في الحملة اللاعنفية، التي كانت تغذي وجودنا على الأرض في كل محافظات العراق بما فيها بغداد الحبيبة، والتي كان ينشرها الأستاذ خالد السلطان في صحيفة الأخبار، كانت الكتابات تساند الحملة تحت عنوان(يوميات حملة لاعنفية) يؤرخ بها باسل مسير المجتمعات بعد التغيير في ٢٠٠٣ نحو الحرية والحكم الرشيد، كانت تلك الكتابات تتزود من رؤيته للوطن، الحرية،الموت، الإنسان، الأرض يقول باسل ( كيف يذل الإنسان، كيف يهان، كيف يحاصر، كيف يتم ابتزازه ومصادرته، كيف يتم الغاؤه وتحويله الى عدة أصفار، كيف يتحول إلى لا شيء، كي ذلك يحدث على هذه الأرض، الضيقة- الواسعة، التي تسمى الوطن، ما هو شكل الرعب الذي يحيطنا إذا وكيف تكون وحشيته وهمجيته، وصلافته،؟ كيف يكون لنا إذا الإحتفاظ بمعادلتنا متوازنة، أهو الموت، (إن كان هو الموت دوما- فهو يأتي تاليا، الحرية دائما، هي الأولى) يانيس ريتسوس- شاعر يوناني)
المدن التي ألفها باسل شابت وذابت في حروب دامية لم تختارها تلكم المدن، يقول عن البصرة التي أحبها وعشقها واصفا الحرب التي تلفها وتحزنها"ها هي البصرة، مصبوغة باللون الخاكي، شعرؤها غابوا ونخيلها الأخضر الزاهي يعيش خيبته السوداء، ليس فيها من البصرة إلا الإسم، عندما يدخلها القطار صباحا، تكون مسكونة بالفاجعة صفراء ورمادية، ما هذا الهلع، الذي رسمته زيادي القتلة، وأي التبريرات يمكن أن تزرع القناعة، بل أي قناعة تكون في غياب كل القناعات، إنها سخرية سوداء، غير إن ضحكة التأريخ ستكون مجلجلة حتما!!)
هكذا هو باسل يبحث عن صورة المدينة وكأنه يردد مع كاظم الحجاج آنذاك على الرغم من البعد الزمني في النصين:
أنا لا أرى مدينتي الآن أتذكرها فحسب
أنا لا أعيش في مدينتي الآن أسكنها فحسب
أيها البصريون احبوا مدينتكم بالأمس
احلموا بها قبل أربعين عاما أو أكثر
احلموا في النهار فالليل ما زال غير بصري
وهكذا لم ير باسل قبل أربعين سنة من هذه القصيدة البصرة لم ير نخيلها ولم ير شعراءها، وهو مع كاظم الحجاج مع بعد زمني بأربعين سنة كلاهما يرى أن ليس فيها من البصرة إلا الإسم !!!!!!



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العربية ..تعدد الإشكاليات وندرة المساءليات- ح 2
- الثقافة العربية ..تعدد الإشكاليات وندرة المساءليات ........ا ...
- ميخائيل للكاتبة العراقية فاطمة وسام
- التكنولوجيا والأخلاق - من كتاب العلاقة المحورية بين العلوم ا ...
- الوعي بمدرسة فرانكفورت الحلقة الأخيرة من كتاب الوعي بالتنوير ...
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 3 والأخير
- الدين البهائي جدل وأفكار ج 2
- الدين البهائي، جدل وأفكار- ح 1
- عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية فكرة تنويرية للدكتور رف ...
- من كتاب الوعي بالتنوير ج 2 ح 27
- مهمة المثقف تجاه القضايا المهمة في المجتمع والدين والسياسة . ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين.. .....من سلسل ...
- من المجتمع الى الشخصية وهذا خلاف ما ذهب اليه علي الوردي- من ...
- كتاب مفهوم العقل في البصرة ج 1
- التنوير ام الحداثة ام الاصلاح ... هو السبيل لنهضة حقيقية
- ادباء بصريون راحلون- ح1
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا ج2
- التكنولوجيا والارهاب - الدراسة مجتزأة من كتابي (العلاقة المح ...
- هل تهدد التكنولوجيا وضع الاخلاق عالميا؟؟؟ ج 1
- مقاربة نقدية بين البوذية والاسلام تجسد اليات تحرير الفكر رؤي ...


المزيد.....




- الحمل بأجنة متعددة.. ما مخاطره وما طرق علاجه؟
- متظاهرون من السكان الأصليين يغلقون مدخل -كوب 30- للمطالبة با ...
- اختبار -شاهد 161- العلني.. هل تبدأ إيران إعادة رسم ميزان الق ...
- في حضرة خوفو وخفرع ومنقرع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان “للأ ...
- الولايات المتحدة ودول عربية تطالب بالإسراع في تبني خطة ترامب ...
- شركتان ترجحان احتجاز إيران ناقلة نفط قبالة سواحل الإمارات وو ...
- عاجل| نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة: ويتكوف يخطط للقاء خليل ا ...
- من -سكيبيدي- إلى -6-7-.. لماذا يحير جيل ألفا آباءهم؟
- ترامب يأمر بالتحقيق في علاقات إبستين مع بيل كلينتون
- ميدفيديف ينتقد واشنطن ويتهمها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - باسل محمد عبد الكريم مناضل يوقد شمعة للحرية – صورة قلمية ح١