سالم روضان الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 12:01
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
تمر ذكرى انتهاء العمليات العسكرية لتحرير الأرض العراقية التي احتلتها قوى الظلام من الدواعش والإرهابيين، وهذا اليوم عد يوماً للنصر على الإرهاب، لكن عند النظر في بداية قيام تلك العمليات سيجد انها كانت استجابة لفتوى النصر التي اطلقها سماحة اية الله العظمي السيد السيستاني دام ظله الوارف، ولهذه الفتوى عدة مزايا لا يتوفر عليها أي امر او قرار اخر، منها مكان صدورها من مرقد الامام علي بن ابي طالب (ع)، وان صاحبها من نسل الامام علي بن ابي طالب، وان اتباعها من الموالين لعلي بن ابي طالب سواء من مذهب اهل البيت او من المذاهب والديانات الأخرى، فانهم جميعاً يقرون بفضل الامام علي(ع) ولا فرق بينهم حيث تساوى الجميع بفضل الجهاد ونيل شرف الدفاع والشهادة عن الأرض والعرض والمقدسات،
ورغم الدور العظيم والكبير للمقاتلين بكل صنوفهم ومسمياتهم ،الا ان الشهداء كان لهم الدور الأكبر في تحقيق النصر العظيم والكبير، فتحررت الأرض بفضل تضحياتهم، وعادت الدولة الى نصابها الطبيعي، وجرت بعد ذلك دورتين من الانتخابات البرلمانية، الا ان طرق التحرير من الإرهاب لم يقف عند تحرير الأرض، وانما يمتد ،حتماً، الى تحرير الدولة ومواردها من قبضت الإرهاب الأخر وهو الفساد، ومن اهم أدوات القضاء على هذا الوجه الإرهابي هو صوت الحق المجلجل بوجه الفاسدين، ومقاومة كل محاولات كتم وخنق هذا الصوت، لان الإرهاب في اصله نتاج الفساد ويقترن به وجوداً وعدماً، وعلى الذين حفظت مناصبهم في الدولة والتحكم بمقدرات البلد بفضل تضحيات اهل النصر ممن لبى نداء المرجعية في الجهاد الكفائي ، ان يكونوا عوناً للجهاد في إتمام مسيرة التحرير من خلال كبح الفساد، ومنح العراقيين حقوقهم الدستورية ومنها الحق في التعبير من اجل كشف الفاسدين، والا سوف لن يمنع الفساد غضبة أبناء الفتوى من الذهاب الى تحرير الدولة من قبضة الفساد وبالوسائل الدستورية والقانونية،
ويقيناً ان أبناء النصر على الإرهاب يرخصون حياتهم عند وجوب التضحية بها من اجل اعلاء كلمة الحق لانهم توسموا بحب الامام علي (ع) وعزمهم هو عزمه فلا يرضى احدهم الا بتقديم النفيس والغالي من اجل دين الله وحب الوطن، وقد كان للشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي قصيدة يتغنى بها بالإمام علي (ع) ومنها بيت من الشعر الذي يقول فيه بان من يحب علي (ع) لا يرضى بالغنى في نيل المكاسب في الدين والدينا الا ما يعلو عليها ويتسامى بقبول الله (عز وجل) فيقول
(ومن كنت بحرا له يا علي ... لم يقبل الدر إلا كبارا)
رحم الله الشهداء وشافى وعافى الجرحى وأعاد الرشد الى من فقده واتبع سبيل الإرهاب بوجهه الاخر في الفساد والافساد.
#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟