|
|
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (12)
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 22:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحنفاء قبل الإسلام من المعلوم أن الوجود الاجتماعي في كل عصر تاريخي للبشر هو الذي يحدد وعيهم الاجتماعي، وبالتالي فإن أصول دين محمد (العقائد والأسس) ومبادئه (العبادات والمعاملات) لم تكن أبداً بمعزل عن الوضع الديني السائد في زمانه، بل هي نابعة منه وله. يلخص د. جواد علي في كتابه الرائع والشامل: "المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" الوضع الديني للعرب قبل الإسلام بالقول: "كانت العرب في الجاهلية على أديان ومذاهب: كان منهم من آمن بالله، وآمن بالتوحيد، وكان منهم من آمن بالله، وتعبد الأصنام؛ إذ زعموا أنها تقربهم إليه. وكان منهم من تعبد للأصنام، زاعمين أنها تنفع وتضر، وأنها هي الضارة النافعة. وكان منهم من دان باليهودية والنصرانية، ومنهم من دان بالمجوسية، ومنهم من توقف، فلم يعتقد بشيء، ومنهم من تزندق، ومنهم من آمن بتحكم الآلهة في الإنسان في هذه الحياة، وببطلان كل شيء بعد الموت، فلا حساب ولا نشر ولا كتاب، ولا كل شيء مما جاء في الإسلام عن يوم الدين. ومذهب أهل الأخبار، أن العرب كانوا على دين واحد، هو دين إبراهيم، دين الحنيفية ودين التوحيد. الدين الذي بعث بأمر الله من جديد، فتجسد وتمثل في الإسلام. وكان العرب مثل غيرهم، قد ضلوا الطريق، وعموا عن الحق، وغووا بعبادتهم الأصنام. حببها لهم الشيطان، ومن اتبع هواه من العرب، وعلى رأسهم ناشر عبادة الأصنام في جزيرة العرب: "عمرو بن لحي". وذهب "رينان" Renan إلى أن العرب هم مثل سائر الساميين الآخرين موحدون بطبعهم، وأن ديانتهم هي من ديانات التوحيد. وهو رأي يخالفه فيه نفر من المستشرقين. وقد أقام "رينان" نظريته هذه في ظهور عقيدة التوحيد عند الساميين من دراسته للآلهة التي تعبد لها الساميون، ومن وجود أصل كلمة "أل" "إيل" في لهجاتهم، فادعى أن الشعوب السامية كانت تتعبد لإله واحد هو "أل" "إيل" الذي تحرف اسمه بين هذه اللهجات، فدعي بأسماء أبعدته عن الأصل، غير أن أصلها كلها هو إله واحد، هو الإله "أل" "إيل". المصدر: https://shamela.ws/book/7299/3524#p1 نلاحظ مدى الموضوعية وتوخي الدقة العلمية في النص أعلاه الذي يميز بوضوح بين مختلف أنواع العبادات الدينية التي وجدت عند العرب قيل الإسلام. ومن ضمن هذا هو تمييزه بين المؤمنين بالله من الموحدين من جهة، وبين المؤمنين بالله ويتعبدون الأصنام لزعمهم أنها تقربهم إليه (وهو ما كانت أغلب القبائل العربية في زمن محمد عليه)، من جهة أخرى. كما أنه يميِّز بدقة بين المعتنقين للديانات اليهودية والنصرانية والمجوسية من العرب وبين المعتنقين لـ "دين ابراهيم: دين الحنيفية ودين التوحيد الذي يقول الإخباريون أن العرب القدماء كانوا يؤمنون به". عرفت كل الشعوب أفراداً آمنوا روحياً بوجود إله علوي كلي القدرة، ولكنهم لم يؤمنوا بشعائر أي دين منظم بعينه، ولا انضموا إليه ولا مارسوا تقاليده- ببساطة لأن الإيمان بإله علوي لا يستلزم ولا يعني وجوب وجود وممارسة المؤمن به شعائر دين منظم ولا الإيمان بالأنبياء المرسلين. وقد عرفت القبائل العربية قبل الإسلام شخصيات بعدد أصابع اليدين من هؤلاء الرجال وأسموهم بـ "الأحناف"، الذين يعرفهم د. جواد علي بالقول: " وعندي أن الحنفاء جماعة سخرت من عبادة الأصنام، وثارت عليها وعلى المثل الأخلاقية التي كانت سائدة في ذلك الزمن، ودعت إلى إصلاحات واسعة في الحياة وإلى محاربة الأمراض الاجتماعية العددية التي كانت متفشية في ذلك العهد، دعاها إلى ذلك ما رأته في قومها من إغراق في عبادة الأصنام ومن أسفاف في شرب الخمر ولعب الميسر وما شاكل ذلك من أمور مضرة، فرفعت صوتها كما يرفع المصلحون صوتهم في كل زمن ينادون بالإصلاح، وقد أثارت دعوتهم هذه المحافظين وأصحاب الجاه والنفوذ وسدنة الأوثان شأن كل دعوة إصلاحية. ويجوز أن يكون من بين هؤلاء من مال إلى النصرانية، غير أننا لا نستطيع أن نقول أنهم كانوا نصارى أو يهودًا، أنما أستطيع أن أشبه دعوة هؤلاء بدعوة الذين دعوا إلى عبادة الإله رب السماء "ذو سموى" أو عبادة الرحمن في اليمن، متأثرين بمبادئ التوحيد التي حملتها اليهودية والنصرانية إلى اليمن. ولكنهم لم يكونوا أنفسهم يهودًا أو نصارى، إنما هم أصحاب ديانة من ديانات التوحيد. ولا يعني قولي هذا أن الحنفاء كانوا على رأي واحد ودين واحد كالذي يفهم مثلًا من قولنا يهودي ونصراني ويهود ونصارى، بمعنى أنهم كانوا طائفة معينة تسير على شريعة ثابتة كالذي ذهب "شبرنكر" إليه. إنما كان أولئك الأحناف نفرًا من قبائل متفرقة لم تجمع بينهم رابطة، إنما اتفقت فكرتهم في رفض عبادة الأصنام وفي الدعوة إلى الإصلاح. وهذا المعنى واضح في آيات القرآن الكريم التي أشارت إلى الحنفاء." المصدر: https://shamela.ws/book/7299/4015#p1 ومن هؤلاء الأحناف الذين حفظ لنا التاريخ العربي أسماؤهم وسيرهم وأشعارهم: "ورقة بن نوفل"، إبن عم السيدة خديجة زوجة محمد. وهو أحد من اختارهم خادم الفاتيكان اودون لافونين لمهمة "تلقين" محمد الخرافية التعاليم المسيحية. ما هو منهجه المتبع في اختيار الرجالات من العرب وغيرهم لهذه المهمة؟ المنهج واضح وليس بجديد – يعود إلى يوحنا الدمشقي (676-749م): يختار من يتوهم أنه مسيحي ممن عايشوا محمد (مثل سلمان الفارسي وزيد بن ثابت)، ويسطر فبركة كون هذا الشخص هو الذي "لقن" محمد دينه، دون أيما سند تاريخي، بل وعلى نحو تنفيه تماماً الأدلة التاريخية الموثوقة، ودون إدراك واقع أن الإسلام دين عربي مختلف تماماً عن المسيحية التي ولدت في بيئة يهودية مختلفة بزمانها ومكانها وتركيبتها الاقصتاجتماسية والثقافية عن البيئة الدينية التي ولد فيها الإسلام والتي فصلها لنا الأستاذ الدكتور جواد علي في نصه المقتبس أعلاه. ولكون الديانتان اليهودية والمسيحية تنتميان لثقافة دينية واحدة، لذا نجد أن مجمع هيبو (393 م) وقرطاج (397 م) المسيحيين قد أقرا رسميًا الكتب السبعة والعشرين للعهد الجديد إلى جانب العهد اليهودي القديم باعتبارها تؤلفان بمجموعها "الكتاب المقدس المسيحي" المعتمد. وبالطبع، يستحيل على حاخامات اليهود والنصارى إلحاق القران بكتبهما المقدسة، ببساطة لأنه يحول كل أتباعهم إلى مسلمين! إذن، وفق د. جواد علي، فإن الحنيفيين: "لم يكونوا أنفسهم يهودًا أو نصارى، إنما هم أصحاب ديانة من ديانات التوحيد". يأتي أسياد خادم الفاتيكان أودون لافونتين قيقرأون في تاريخ الطبري (على سبيل المثال لا الحصر) هذه الجملة:” .. وكان ورقة قد تنصر ، وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة والإنجيل ” ( تاريخ الطبرى 2/ 302) فيقفزون صائحين: "يوريكا! وجدتها! هذا النصراني هو الذي علَّم محمدا الإسلام"، كما لو كان الإسلام نسخة من الديانة المسيحية واليهودية وليس – مثلما هو في واقع الحال – ضدهما عند كل مفصل عقائدي أساسي. ومن المعلوم أن خدم الفاتيكان المأجورين هم – باعترافهم – "في مهمة صعبة" غير مقدسة لا تتطلب منهم اثبات ما يقولون. أنهم يعادون القانون العلمي-القانوني الذي يقول: البيِّنة على مَن إدعى. مثل هؤلاء الملفقين المجندين للحرب الخطابية بلا حدود لا يسألون الأسئلة العلمية التي يتثبت منها ويحقق مصادرها الموثوقة علماء التاريخ: ما دام ورقة قد تنصر، فمتى كان ذلك؟ وكيف كان؟ ومن دعاه إلى الدخول فى النصرانية ؟ وفى أى الديار تنصر؟ وماذا قال الذين أدخلهم بالنصرانية عنه؟ وكيف علَّم محمد عكس دينه النصراني وقد مات بعد التبليغ وقبل البعثة التي استمرت 23 سنة؟ وعندما لا يجد أدلة تاريخية شافية تقدم الإجابة التي يمكن الإستناد عليها على كل هذه الأسئلة المهمة، فعليه أن يعود لمراجعة تفسيره لكلمة "تنصر" فسيجد أنها كانت تستخدم أيضاً عند الكتاب العرب بمعنى "التفقه بأركان الدين النصراني" وليس الانضمام له لعدم وجوده أصلاً في مكة زمن الرسول. ثم يفتش المؤرخ المحايد عما يقوله ورقة عن نفسه بنفسه. لماذا؟ لأن ما يقوله الشخص عن نفسه أرجح دليلاً عند المؤرخين عما يقول سواه عنه، وإن كان كلا القولان معتبرين. أدناه نص إحدى قصائده: أتبكر أم أنتَ العشيةَ رائحُ *** وفي الصَدرِ من إضمارك الحزنَ قادح لفُرقةِ قومٍ لا أحب فراقهم *** كأنَّك عنهم بعد يومين نازحُ وأخبار صِدقٍ خبِّرت عن محمد *** يُخبّرها عنه إذا غابَ ناصحُ فتاكِ التي وجَّهتِ يا خيرَ حُرَّةٍ *** بغورٍ وبالنجدين حيثُ الصحاصحُ إلى سوقِ بُصرى في الركاب التي*** غدت وهُنَّ من الاحمال قعص دوالح فخبرنا عن كلِّ خير بعلمهِ *** وللحقِّ أبوابٌ لهن مفاتحُ بأن ابنَ عبد اللَه أحمد مرسلٌ *** إلى كلِّ من ضُمَّت عليه الأباطحُ وظنّي به أن سوف يُبعث صادقاً *** كما أرسلَ العبدانِ هودٌ وصالحُ وموسى وإبراهيمُ حتى يُرى له *** بهاءٌ ومنشورٌ من الذكر واضحُ ويتبعه حيّا لؤيٍّ جماعة *** شبابهُم والأِيبون الجحاجحُ فإن أبقَ حتى يدركَ الناسَ دهرهُ*** فإنّي به مُستبشرُ الودِّ فارحُ وإلا فإني يا خديجةُ فاعلمي عن *** أرضكِ في الأرضِ العريضةِ سائحُ المصدر: https://www.aldiwan.net/poem115687.html في النص أعلاه- الذي يخاطب فيه إبنة عمه السيدة خديجة زوجة محمد - يذكر ورقة من الأنبياء: صالح وهود وموسى وابراهيم، ولا يذكر سيدنا المسيح، لماذا؟ لكون ورقة حنفياً، مثلما قال أستاذنا الجليل د. جواد علي، وليس يهودياً ولا نصرانياً. هل يعرف اليهود والنصارى النبيين صالح وهود؟ بالطبع لا، لكونهما نبيين عربيين وليسا يهوديين. وهو يسمي محمداً بالنبي "المرسل"، ومن المعلوم أن المسيحية لا تقبل بالأنبياء بعد المسيح. أما اسطورة ما يسمى بالراهب بحيرى، فهي أسخف وأشد لا معقولية من أن تناقش. أحيل القارئات والقراء الكرام إلى ما تقوله الوكيبيديا عنها، على هذا الرابط: https://en.wikipedia.org/wiki/Bahira "وقد رفض بعض نقاد الحديث المسلمين في العصور الوسطى جميع القصص ووجود بحيرة باعتبارها تلفيقات، وكان من بينهم الذهبي، الذي زعم: أين كان أبو بكر [أثناء رحلة محمد المزعومة مع أبي طالب ]؟ كان عمره 10 سنوات فقط، أي أصغر من رسول الله بسنتين ونصف. وأين كان بلال خلال هذه الفترة؟ لم يشتره أبو بكر إلا بناءً على طلب النبي عندما كان النبي يبلغ من العمر 40 عامًا - ولم يكن بلال قد ولد في تلك المرحلة! وعلاوة على ذلك، إذا كانت سحابة قد ألقت بظلها على [محمد]، فكيف يمكن أن يتحرك ظل الشجرة [أسفله]، لأن ظل السحابة سيغطي ظل الشجرة التي كان يستريح تحتها؟ كما أننا لم نلاحظ أي حالة لتذكير النبي لأبي طالب بكلام الراهب، ولا ذكرته قريش له، ولم يروي أحد من هؤلاء الشيوخ القصة، على الرغم من سعيهم الدؤوب وطلبهم لقصة مثل هذه. لو حدث الحدث بالفعل، لكان قد نال شعبية هائلة بينهم. علاوة على ذلك، كان النبي سيظل مدركًا لنبوته، وبالتالي، لما ساورته الشكوك حول نزول الوحي عليه أول مرة في غار حراء . كما لم يكن هناك ما يدعوه للقلق بشأن سلامته العقلية وقربه من خديجة ، ولما صعد قمم الجبال ليلقي بنفسه منها. لو كان أبو طالب قلقًا على حياة النبي لدرجة أنه أعاده إلى مكة، فكيف كان ليرضى لاحقًا بالسماح له بالسفر إلى الشام للتجارة نيابة عن خديجة؟ بعد دراستها لمادة بحيرة، توصلت المؤرخة باتريشيا كرون إلى استنتاج مفاده أن "ما تقدمه المصادر هو خمس عشرة رواية خيالية لحدث لم يقع قط". كما وصف المؤرخ ريتشارد أ. غابرييل قصص بحيرة بأنها "غير تاريخية". ويعتبر المستشرق دبليو. إم. وات الرواية الإسلامية لبحيرة "مجرد قصة"، "قائمة على أفكار بدائية"، وهي من النوع الذي "يتوقع المرء أن يجده بين الناس الذين يعتبرون كل كتابة أشبه بالسحر". ويعتبر المؤرخ ماكسيم رودنسون أن دوافع تأليف قصص بحيرة تبريرية. وقد أعرب المؤرخ ألفورد ت. ويلش عن وجهة نظر مماثلة. " انتهى نص الوكيبيديا عن حقيقة هذه الاسطورة الدينية التي تتوفر عند المسلمين واليهود والنصارى عدة نسخ مثيرة للشفقة منها بلغاتهم تخص كل دين منهم، ونسخة كل دين تهاجم الدينين المنافسين لهما. ولد الدين تحت أجنحة ضعف البشر المظلومين في مجتمعاتهم الطبقية حيث تتهددهم الكوارث الداخلية والخارجية من كل نوع. ولكون المجتمعات الطبقية لا تعيش إلا على إدامة ظلم الأقوياء، يتطلع الضعفاء لقوى فوقبشرية خارقة توفر لهم الملاذ الآمن والخلاص السرمدي والبلسم لجراحهم والترياق لآلامهم. وجود الدين - وليد الضعف البشري – هو الدليل على عجز المجتمعات عن خلق جنتهما الإيجابية الفعلية على الأرض، وهو العجز الذي يُبدد سلبياً بتخيل وجود جنة ما موهومة خارج الأرض. ولأن الأوهام عندما تتحول إلى ايديوجيا جماهيرية صليبية توفر قوة اجتماعية طاغية، فقد تكفلت الامبراطوريات عبر التاريخ بوضع الأديان تحت أجنحة وصايتها الاقتصاجتماسية بغية استثمارها لإدامة هيمنها الداخلية على مجتماعاتها وتوحيده تحت راية جنة موهومة، ومن ثم توجيه دفة قوتها السياعسكرية هذه إلى الخارج، الى الحرب الصليبية التي هي الراية والسمّاعة لكل الشعارات المزيفة لحروب التوسع الخارجي والضم عبر التاريخ. ولكون الدين ليس حكراً على مجتمع واحد وامبراطورية واحدة، تتناسل الأديان تحت ظلال كل ألامبراطوريات وينأجج الصراع السياسي-الإقتصادي في ملاعب حروب الهيمنة الخارحية. وهذه الحروب تحتاج حتماً لتبرير صليبي يكسبها الشرعية الزائفة، الأمر الذي يستوجب تسعير العداء بين الشعوب بتلفيق نصوص أدب "المناهضة الدينية" كصراع خطابي يوازي الصراع التناحري، فيهاجم بقوة المعتقدات أو العقائد أو الممارسات الدينية الداخلية والخارجية المنافسة، بهدف إقناع الجماهير بصحة هويتها الدينية الموهومة، ودحض المعارضين في إطار الدفاع عن مزاعم "الحقيقة" غير الموجودة أصلاً. وهذا الصراع الخطابي – مثل الصراع الحربي – هو صراع تصفيري يتجاوز أبسط وكل القوانين الانسانية والاعراف والمثل الأخلاقية بتسخيره كل الاستراتيجيات "الحربية" للبلاغة وأهمها تلفيق السرديات لخلق تاريخ إتهامي مزيف يراد منه تشويه سمعة المعارضين، وتبرير جرائم تقتيلهم وابادتهم، مثلما يفعل الكيان الصهيوني الارهابي الداعشي اليوم لابادة الشعب الفلسطيني الضعيف الأعزل برمي ارهابه ودعشنته عليهم. وطوال تاريخها، فقد هيمنت مؤسسة الفاتيكان على احتكار دور البطولة الدموية القذر للغاية لنفسها في إشعال فتيل الحروب الصليبة العسكرية والخطابية التي لا تحصى ولا تعد ضد المسلمبن في أرجاء الشرق الأدنى كلها بين عامي 1095 و1303؛ ومن بعدها ضد الإصلاح البروتستانتي، مما ساهم في نشوب الحروب الدينية المسيحية-المسيحية واسعة النطاق التي عمت جميع أنحاء أوروبا طوال القترة 1414- 1712. وخلال الفترة الأخيرة، وبعدها، عانقت مؤسسة الفاتيكان حروب الأستيطان والإستعمار الجديد الأوربي المتواصل إلى اليوم. ومن عام 1917 وحتى عام 1991 لعبت هذه المؤسسة بالتعاون مع الدوائر التآمرية لدكتاتورية راس المال الغربية أقذر الأدوار الدعائية والتخريبية في محاربة الشيوعية في كل أرجاء العالم، وفي أوربا والأمريكتين خصوصاً. واليوم، في عصر الانفجار السكاني للمسلمين وتغلغلهم السلمي بين ظهراني شعوب الغرب والأمريكتين، نهضت الحاجة الملحة لتأجيج أوار الحرب الخطابية ضد الإسلام؛ ومن ضمن الحملات الشعواء لهذه الحرب القذرة، جندت مؤسسة الفاتيكان بالتعاون مع السي آي أي والأم آي فايف وسكس والموساد وووو خدم الفاتيكان كل من الأمي في التاريخ أودون لافونتين وربيبي البابا فرنسيس: القس الكاثوليكي الفرنسي إدوار ماري والمشرف على أطروحته للدكتوراه رولان مينرات، رئيس أساقفة ديجون، وعضو "مجمع العقيدة والإيمان" للفاتيكان. وفي عصر انحطاط دكتاتورية رأس المال للغرب، لم تستطع مؤسسة الفاتيكان وأعوانها العثور على من هو أذكى وأقدر من هؤلاء العصابيين الثلاثة ممن اكتفوا باعادة لوك سلح سابقيهم أصحاب القلم الحربي المسيحي من يوحنا الدمشقي إلى اليوم، فانتجوا ما أسموه بـ "التاريخ الخفي للاسلام" المثير للحزن والشفقة. والغريب بالنسبة لهذا الثلاثي فإن المتعة الحقيقية لا توجد في إثبات أطروحاتهم لمعرفتهم بعدم وجود جملة صحيحة واحدة فيها، بل أن المتعة تكمن في الشقلبانيات والحنقبازيات والبهلوانيات الممتدة على طول وعرض خطابهم اللاتاريخي المزور والمصمم خصيصاً لدغدغة عواطف الجهلة من الأغبياء المتمطرفين. متى ينهض ثوار العالم لكنس الفاتيكان ومن مثله وأمثاله من المؤسسات الدينية تحت يافطة كل وأي مسمى الخادمة للامبرالية والصهيونية الخطرة على مستقبل الشعوب والمهددة بإفناء كل البشر، ومعها كل ملوك العالم لتتحرر البشرية من شرورهم المستطيرة ؟ إن الغد لناظره قريب. تمت.
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (11)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (10)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (9)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (8)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (7)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (6)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (5)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (4)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (3)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (2)
-
عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)
-
الحلم بالجمال السامي لدى الشاعرة ديلان تمّي: تعليق وترجمة
-
-ألصابئون في القرآن الكريم- للأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللط
...
-
عربة حكومة ولاية بَتّيخ
-
ما قُربَ الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (2-2)
-
ما قرب الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (1-2)
-
إعلان وفاة
-
الدرس الأول للعام الدراسي الجديد
-
ملاحظات عن اشتراكية الصين (7-7)
-
ملاحظات عن اشتراكية الصين (6)
المزيد.....
-
ميلانشون يواجه اتهامات بالتواطؤ مع الإسلاميين في البرلمان ال
...
-
هل يتذرع بعض السياسيين الفرنسيين بالدفاع عن العلمانية وقيم ا
...
-
مسيحيو سوريا.. شهادات عن جرائم مروّعة
-
معرض دولي -100 مغارة ميلاد في الفاتيكان- يعرض مغارات ميلاد م
...
-
تقرير ألماني: المسلمون والسود يواجهون تمييزا ممنهجا في السكن
...
-
تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بي
...
-
الجامعة الإسلامية بغزة: من مخيم للنازحين إلى منارة علم رغم ا
...
-
إمام رقمي، أفاتار المسيح، روبوت بوذي، بوتات دردشة دينية: هل
...
-
تصعيد غير مسبوق.. تكساس وفلوريدا تقودان حملة تجريم الإخوان
-
الإخوان المسلمون: عودة الجدل العالمي في ظل تحولات إقليمية ود
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|