أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - كيف تصنع البيروقراطية بانتاج الاخطاء الامنية














المزيد.....

كيف تصنع البيروقراطية بانتاج الاخطاء الامنية


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 15:07
المحور: المجتمع المدني
    


البيروقراطية هي الاطار الذي يفترض انه يضمن الانضباط واستمرارية العمل وتنفيذ التعليمات ، ولكن حين ترتبط بالعمل الامني فانها قد تتحول الى مصدر خطر صامت ينتج الاخطاء الامنية بشكل تدريجي ومن دون وجود نوايا سيئة او تقصير متعمد من العاملين داخل تلك الاجهزه

‎اولا : البيروقراطية حين تنتصر على التفكير - الهيكل البيروقراطي يشجع الطاعة والانضباط ، لكنه في الوقت نفسه يضعف التفكير النقدي ويحول الموظف الامني الى منفذ للتعليمات حتى لو كانت غير دقيقة او غير قابلة للتطبيق ، وحين تتراكم هذه العقللية تصبح الاجهزه عاجزة عن كشف الخطأ قبل وقوعه ، وهنا يظهر معنى (تفاهة الشر) اذ تكفي الطاعة العمياء حتى تصدر قرارات خاطئة من دون وعي بخطورتها

‎ثانيا : طول السلسلة الادارية وتأخر القرار- العمل الامني يحتاج سرعة في الاستجابة ، اما البيروقراطية فتعمل من خلال جهات متعددة متسلسه ،وكل جهة تزيد من احتمال ضياع التفاصيل وتأخر الاجراء وقد يصبح التأخر نفسه خطأ امنيا اخطر من الخطأ التشغيلي ، مثل تأخر اصدار امر قبض او تأخر الرد على انذار او تأخر التنسيق بين الجهات مما يجعل الروتين عاملا مباشرا في خلق الاخطاء

‎ثالثا : تشتت المسؤولية وغياب المحاسبة- البيروقراطية الكلاسيكية توزع الادوار على عدد كبير من الموظفين مما يجعل المسؤولية مبهمة وغير محددة وفي القضايا الامنية ينتج عن ذلك غياب مالك للقضية وضعف في المتابعة وسهولة التهرب من تحمل النتيجة ،وبذلك يولد خطأ بلا صاحب فيبقى بلا محاسبة وبلا اصلاح ويصبح قابلا للتكرار

‎رابعا : الايمان بالنماذج الورقية- تعتمد البيروقراطية على النماذج والحقول الثابتة لكن الواقع الامني متغير ولا يمكن حصره في نمط واحد وعندما تتعامل الاجهزة الامنية بعقلية املأ الحقل فقط فانها تفقد قدرتها على قراءة السياق وتحليل السلوك المتغير للمجرمين فيظهر خطأ امني ناتج من فجوة بين العالم الحقيقي والالية الورقية

‎خامسا : ضياع المعلومات داخل التسلسل الاداري- تمر المعلومة الامنية عبر محطات عديدة وكل محطة قد تغير صياغة المعلومة او تحذف جزءا مهما او تبطئ نقلها وفي النهاية قد لا يصل الى القائد نفس ما خرج من المحقق ، وقد لا ينفذ في الميدان نفس ما تقرره القيادة وفي هذه الحالة تصبح المعلومة الامنية ضحية للتسلسل البيروقراطي لا اداة لحماية المجتمع

‎سادسا : ثقافة التغطية بدل التعلم- عندما تكون الاجهزه غارقة في الروتين ، يصبح الخطأ شيئا يجب اخفاؤه لا تحليله فتتحول المذكرات الى محاولة لتبرير القرارات لا لتفسير جذور المشكلة وبذلك تفقد المؤسسة فرصة التعلم والتحسين ويتحول الروتين الى مصنع يعيد انتاج نفس الاخطاء

‎سابعا : التركيز على ارضاء السلم الاداري - حين يستهلك الموظف جزءا كبيرا من وقته في تلبية متطلبات النماذج والنسخ الورقية وجمع التواقيع فانه يفقد تركيزه على جوهر المهمة الامنية وهي التحليل والميدان والمعلومة وفي هذه الحالة تبدأ الاخطاء الامنية بالظهور لان الطاقات تتجه الى ارضاء الروتين لا مواجهة التهديد

‎الخلاصة
تنتج البيروقراطية الاخطاء الامنية عندما تلغي التفكير وتفضل الطاعة وعندما تبطئ القرارات وتشتت المسؤولية وتركز على الورق بدل الواقع، وتحول المعلومة الامنية الى ملف يضيع بين المكاتب لا اداة لاتخاذ القرار الصحيح
هباك بعص ‎توصيات للحد من الاخطاء الامنية الناتجة من البيروقراطية
اعتماد ثقافة التفكير المسؤول بدل التنفيذ الاعمى ، ‎تقليل طبقات القرار وتسريع المسارات الحرجة ، ‎تحديد مسوؤلية واضحه لكل قضية امنية ،‎هندسة الاجراءات لتخدم الواقع لا النموذج الورقي، تطوير مسار تدفق المعلومات ليكون مباشرا وواضحا ، ‎تحويل مراجعة الاخطاء الى اداة تعلم لا اداة عقاب ،‎ربط الاداء الامني بالنتائج لا بالمراسلات الورقية



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميسان بين الفوضى والانضباط مسار استعادة الامن
- دور المسؤول بصناعة العداوات من كلمات منحازه
- مستقبل الأمن في مواجهة المجرمين الجدد
- الثقافة الشبكية ودورها في تعزيز الثقافة المهنية الشرطوية
- الأمن كمعركة داخلية دروس من أقدم ملحمة
- تزاوج الجريمة الرقمية والمالية وضرورة بناء قدرات عراقية ذكية
- ماذا تعني اتفاقية هانوي للامن العراقي
- جيل Z القوة الصامتة التي قد تغير مستقبل الانتخابات العراقية
- احزاب بلا برامج وصور تشوه الشوارع
- اثر الجريمة الرقمية العابرة للحدود على الاقتصاديات الوطنيه
- شبكات الربا تلتهم أرزاق العراقيين في الظل
- تعامل الاجهزة الامنية مع جيل زد بين التحديات والفرص
- الدكة العشائرية معول يهدم الأمن المجتمعي
- الزعيم لقب مافيوي في ثوب سياسي
- حين يتحول البوست الانتخابي إلى محكمة شعبية
- الفصل العشائري ظلم ينتهي بضرائب إضافية
- السينما الواقعية سلاح خفي في مواجهة المخدرات
- شرف الخصومة… معركة تربحها وانت مرفوع الراس
- العلاقات الوظيفية المسمومة وأثرها بتردي الأداء الوظيفي
- السلاح المنفلت عدو الأمن والاستقرار في المجتمع


المزيد.....




- صور جديدة تكشف عن فظائع التعذيب في معتقلات نظام الأسد
- الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في إقليم كردفان بالسودان
- تنبيه! تُدين حركة “لا ?يا كامپيسينا” بشدة الهجمة التي تعرضت ...
- اعتقال صوماليين في مينيابوليس وتقليص تصاريح العمل للاجئين بأ ...
- حملة مناهضة للمهاجرين تستهدف الصوماليين في مينيابوليس بعد تص ...
- تركيا تعلن عن اعتقال أكثر من 230 شخصًا بتهمة الانتماء لداعش ...
- حملة اعتقالات تستهدف مهاجرين صوماليين في مينيابوليس وتقليص م ...
- اعتقال صوماليين في مينيابوليس وتقليص تصاريح العمل للاجئين بأ ...
- حماس تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتدعو لفتح معبر رفح فورا ...
- اعتقال مواطن ومداهمات إسرائيلية في رام الله


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - كيف تصنع البيروقراطية بانتاج الاخطاء الامنية