رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 22:02
المحور:
المجتمع المدني
في اغلب الدوائر بالعراق يولد نوع خفي من الضجيج يشبه الهمس المعتم الذي يتسلل الى اذان رئيسها في لحظة انشغال او ضغط عمل ، فإذا لم يمتلك هذا الراس ادوات التثبت صار اسير رواية واحدة وتفسير واحد وشخص واحد يختطف نظرته ويصنع له صورة ذهنية ناقصة عن بقية العاملين الذين لا صوت لهم في تلك اللحظة
يبدأ الخلل حين يظن ان الاستماع لشخص واحد كاف لصناعة قرار او تقييم او موقف فيتشكل امامه مشهد مبتور لا يرى فيه الا ظل الاشخاص لا حقيقتهم ثم يتراكم هذا الظل حتى يصبح بديلا عن الصورة ويبدأ التعامل مع الناس على اساس ما نقل لا على اساس ما ثبت
هذه الحالة لا تنتج ظلما اداريا فقط بل تولد بيئة من الشك والانقسام وتدفع الموظفين الصادقين للانكماش كأنهم يمشون في ممر ضيق يخشون الاحتكاك بجدرانه خوفا من ان يلتقط احدهم كلمة تفسر خطأ او تنقل بسوء نية
الوشاية حين تجد اذنا سهلة تصبح سلاحا رخيصا ، لكنها مؤذية وتنتج ضحايا بلا ذنب ، سوى ان صوتهم لم يصل قبل صوت الواشي ولا احد يملك رفاهية تصحيح الانطباع الاول لان الصورة الذهنية التي تتشكل في لحظة ضعف تصبح اكثر ثباتا من الحقائق نفسها
رئيس الدائره الحصيف هو الذي يدرك ان الحقيقة لا تزور نفسها دائما وان الاستماع من طرف واحد يجعل قراره يسير على قدم واحدة لا تضمن التوازن ولا العدالة فيلجأ الى التحقق والى رؤية الصورة كاملة قبل ان يكتب حكمه على صفحة الناس وسمعتهم ومستقبلهم
ولان الدوائر والمؤسسات تنهض حين تتساوى المسافات بين العاملين ، يصبح من واجب كل مسؤول ان يعيد ضبط موازينه فلا يسمح لهمس ان يقوده ولا لرواية احادية ان تتحول الى واقع اداري يظلم ويقصي ويصنع شرخا يصعب ترميمه
فالعدالة تبدأ من اذن لا تنحاز ومن عقل لا يمنح ثقته بسهولة ومن قلب يعرف ان الكلمة حين تطلق دون تحقق قد تتحول الى حجر يسقط على رأس بريء
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟