رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 10:35
المحور:
المجتمع المدني
الجريمة التي تغيرت وعلينا ان نتغير معها في العقد الاخير تغير وجه الجريمة من جذوره لم يعد المجرم هو الشخص الذي يحمل السلاح او يطارد ضحيته في الشوارع بل هو شاب يجلس خلف شاشة يتنقل بين الخوادم والهواتف المشفرة ويحرك اموالا تفوق ميزانيات بعض الدول بضغطة زر ، انهم المجرمون الجدد نتاج عالم رقمي بلا حدود واقتصاد مالي شديد التشابك وتشريعات لم تعد قادرة على ملاحقة هذا التطور
المجرم الجديد لا يحتاج الى مواجهة مباشرة او ادوات مادية بل الى مهارات رقمية تشمل الاختراق التنكر تحليل البيانات صناعة هويات وهمية واستخدام الذكاء الاصطناعي لانتاج اصوات ووجوه مطابقة للحقيقة
وبدل العصابات التقليدية ظهرت شبكات اجرامية تدار ككيانات اقتصادية محترفة تتضمن فرقا تقنية ومالية ومختصة بغسيل الاموال والاحتيال وادارة عمليات عبر دول متعددة
وتتجسد خطورة هذا الجيل من المجرمين في اربعة انماط رئيسية
اولا : مهندسو الاحتيال الرقمي
يصنعون علاقات مزيفة ويستدرجون الضحايا نفسيا وعاطفيا ويستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لسرقة الاموال عبر عمليات احتيال معقدة تصل قيمتها الى ملايين الدولارات
ثانيا : مجرمو العملات المشفرة
يغسلون الاموال عبر محافظ باردة وعمليات مزج دون المرور بالنظام المصرفي مما يجعل تتبع الاموال مهمة شديدة التعقيد
ثالثا : الهاكرز والمجرمون السيبرانيون
يستهدفون المصارف شركات الطيران الوزارات البنى التحتية وانظمة التحكم هجوم سيبراني واحد قادر على تعطيل مرافق دولة كاملة
رابعا : صناعة الاتجار بالبشر الرقمية
يتم اجبار الاف الافراد على العمل في مصانع الاحتيال في دول جنوب شرق اسيا ضمن ظروف استغلال رقمي واقتصادي قاس
تكمن خطورة المجرمين الجدد في الطبيعة الحديثة للجريمة فهي منخفضة التكلفة ، عالية التأثير عابرة للحدود ، سريعة التطور ، وغير مرتبطة بمشهد مادي يمكن رصده كما في الماضي
ولهذا تواجه الدول تحديات كبيرة تشمل بطء في تحديث التشريعات ، نقص الكفاءات المتخصصة ، ضعف التعاون الدولي وتشتت قواعد البيانات
لذلك اصبح من الضروري تبني امن جديد يعتمد على قدرات سيبرانية متقدمة، وحدات متخصصة بتتبع العملات المشفرة، تحليل شبكات باستخدام البيانات الضخمة ، تحديث القوانين بما يناسب الاحتيال الرقمي ،العمل باستخبارات جنائية بمنهجية انذار مبكر لا تتجاوز اثنتين وسبعين ساعة وتعزيز الوعي المجتمعي لان المجرمين الجدد يراهنون على جهل الضحية
الخلاصة
ان مواجهة المجرمين الجدد ليست مواجهة افراد بل مواجهة منظومات معقدة تتحرك بين الواقع والفضاء الرقمي والنجاح فيها يبدأ بفهم هذا العدو الجديد والاقتناع بان الجريمة لم تعد في الشارع بل في الشبكة
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟