أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في ضيافة المدافع .. حزب البعث ومعضلة البحث عن الهوية (2)














المزيد.....

في ضيافة المدافع .. حزب البعث ومعضلة البحث عن الهوية (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب الشيوعي وليد مرحلته التاريخية, وكأي حزب آخر بأيدلوجية حديدية فهو سيكون في مواجهة حتمية مع متغيرات يفرضها التطور العلمي والإقتصادي وما يرافق ذلك من سبك لثقافة اجتماعية مرافقة, ونتيجة للصدام ما بين الأيديولوجية الحديدية الصلبة وما بين ضغظ الحاجة إلى التغيير فإن الانفجار حاصل لا محالة خاصة حينما يكون الإلتزام إلزاماً كما حدث في الدول الأوروبية التي دارت في فلك الإتحاد السوفيتي وصارت بانتظار الفرج الوطني كما حصل بعد انهيار حائط برلين وحتى قبل ذلك الإنهيار (ربيع براغ مثلاً).
في شرقنا العربي كانت التبعية لموسكو قد أدت دورها لتعطيل وشل قدرة هذه الأحزاب على محاكاة الواقع العربي والانسجام مع قضاياه الوطنية والقومية وبدت النظرية الإجتماعية لوحدها غير قادرة على البقاء بعد أن عطلت التبعية لموسكو قدرة الحزب الطبقي على التمثل للحاجات الوطنية بشكل مستقل, هنا التفوق الفكري لم يكن كافياً لإجتياز المانع السياسي (الحزب الشيوعي السوري بقيادة خالد بكداش الذي لم يمتلك قدرة الإستمرار أمام المد الناصري الصاروخي وقتها, ولم يكن تأثير موسكو غائباً فحيث توجد المصالح السوفيتية في العالم الثالث تغيب قدرة الأحزاب الشيوعية على المطاولة السياسية. طبعاً سقوط الإتحاد السوفيتي لم يحدث بمنأى عن عوزه الثقافي الذي فرضته متغيرات العصر الحديث الذي منح الرأسمالية قدرة الفوز على الشيوعية بالنقاط, أو حتى بالضربة القاضية الفنية. حزب البعث على خلاف الشيوعيين من الناحية السياسية كان وليداً منسجماً وقتها مع المخاضات القومية التي سعت بدورها إلى تبني شعارات الثورة العربية التي قادها الشريف حسين ولذا فهو كان الأقدر على محاكاة المجتمعات آنذاك
ومنذ الأيام الأولى, أي بعد انهيار حكم الزعيم عبدالكريم قاسم في الثامن من شباط عام 1963, انفجرت أزمة البحث عن الهوية وتصدع الحزب من داخله بين (يمين) جَمَع حازم جواد وطالب شبيب يؤازرهما أحمد حسن البكر رئيس الوزراء وبين (يسار) يتزعمه علي صالح السعدي ومحسن الشيخ راضي وهاني الفكيكي وحميد خلخال وآخرون يتقدمهم المقدم الطيار منذر الونداوي قائد (الحرس القومي).
أما عبدالسلام محمد عارف رئيس الجمهورية الصوري فقد كان ينتظر الفرصة لكي تسقط في فمه الثمرة الناضجة وهو مستلقٍ تحت شجرة الاختلافات المحتدمة بعد أول هزة ريح قادمة لكي يستعيد موقع الزعامة الحقيقية التي كان قد فقدها في معركته ضد عبدالكريم قاسم. لقد كانت هناك معركة ضارية بين ذئبين ما إن تَعِبا حتى تقدم إبن آوى ليستولي على الغنيمة.
ولنقف أمام المشهد التالي : حينما تم القضاء على نظام قاسم واستطيب البعثيون تصفية الشيوعيين سرعان ما تحول الحليف القومي إلى عدو. وأحسب أن ذلك ليس بالغريب على الفصيل السياسي الضبابي الهوية, فهو يوجد بوجود العدو, شيوعياً كان أو قومياَ أو قاسمياً أو ملكياً أو حتى فضائياَ من اختراعه. وحينما غاب الشيوعيون والقاسميون والملكيون كان لا بد من خلق العدو بشكل عاجل وسريع. بهذا تحول الحليف القومي إلى عدو بالسرعة التي غاب فيها العدو الشيوعي.
إن الحزب الأيدولوجي, بعثياً كان أم شيوعياً أم دينياً, هو فنان في صناعة الأعداء ووبارع ٌ في تحويل الأصدقاء إلى خصوم.
والحال أن الحزب الذي يؤمن بنظام الحتميات التاريخية يؤمن تبعاً لذلك أن التاريخ هو ملكه ولا ينافسه عليه أحد. كذلك فإن أحزاب الحتميات التاريخية لا تؤمن بوجود مبدأ الشراكة ولا تؤمن بوجود الأخر الطيب إلا إذا كان ميتاً.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضيافة المدافع .. حزب البعث ومعضلة البحث عن الهوية (1)
- الديمقراطية العراقية .. حلم أن تبيض الدجاجة أسداً
- في ضيافة المدافع .. الهزيمة في الشوش
- في ضيافة المدافع بعض من الرجال الأوفياء
- قصة مدينتين
- في غرفتي طارق عزيز .. (في ضيافة المدافع)
- ما بعد تموز 1958 .. هذا ما حدث (2)
- بعد تموز عام 1958 .. هذا ما حدث
- المقاطعة المشاركة
- في ضيافة المدافع .. صمت الفرسان
- لن نمسح مساوئ إيران بمساوئ إسرائيل
- بين السيء والأسوأ منه
- صدام حسين لم يكن عميلاً
- الشاعر كأديب والشاعر كإنسان
- (الحرام الحرام) و(الحرام الحلال)
- بين الدولة المدنية والدولة العلمانية
- حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد ...
- مقالة من سبعة سطور .. (العراقي السوري .. الصورة والمرآة)
- طوفان الأقصى وما أدراك ما طوفان الأقصى
- العقائدي السايكوباث


المزيد.....




- أسرار تقديم الهدايا: نصائح مثاليّة من مصممة شهيرة
- رئيس وزراء العراق يُعلّق على -خطأ- تصنيف حزب الله اللبناني و ...
- هل لعب -الزيّ النازي- دورًا في مراكمة ثروة -هوغو بوس-؟
- روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في طوكيو تستعرض ابتكارات تق ...
- في زيارة هي الأولى من نوعها.. وفد من مجلس الأمن في سوريا
- أبواب أمريكا المغلقة.. هل يتلاشى حلم الشباب العربي بالهجرة ب ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم -أهدافاً- لحزب الله في جنوب لبنان ويو ...
- بسبب الكيتامين.. طبيب نجم هوليوود الراحل ماثيو بيري يواجه 40 ...
- السلطات التونسية تعتقل المعارض أحمد نجيب الشابي لتنفيذ حكم ب ...
- سوريا: أول زيارة رسمية من نوعها لوفد من مجلس الأمن الدولي إل ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - في ضيافة المدافع .. حزب البعث ومعضلة البحث عن الهوية (2)