أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام حسين لم يكن عميلاً














المزيد.....

صدام حسين لم يكن عميلاً


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يا صاحبي ... صدام حسين لم يكن عميلاً*

يا صديقي الاعلامي المعروف ..
مثلك أنا أكره صدام حسين, لكن علينا أن نكون موضوعيين ومحقّين حينما نتحدث عنه. سأقول لك: بغض النظر عما إذا صدام عميلاً أمريكياً أم لا, لكن المنشور الذي وجدته على صفحتك أعطاني فكرة أنك لا تقف ولو للحظة لمراجعة ما تنشره في معرض الهجوم على صدام وشتمه.
فيلمك المصور يظهر فيه مهرج أمريكي (جون بيركنز) يروي قصة توظيف صدام من قبل المخابرات المركزية مدعياً أن تلك المخابرات هي التي أوعزت لصدام أن يكون على رأس فريق اغتيال عبدالكريم قاسم عام 1959 في رأس القرية.
لمعلوماتك كان صدام حينها ما زال يافعاً ولم يكن سوى نصيراً مبتدئاً في الحزب, ولو نزعت نظارتك المعتمة و (غَوْغَلْتَ) عينيك قليلاً لعرفت من هو الذي قاد تلك المحاولة وما هي صلتها بحزب البعث, وماذا كان سر العداء بين عبدالكريم قاسم والبعث. ولعرفت أيضاً أن صدام قد أختير من قبل قيادة الحزب في آخر لحظة حينما انسحب أحد أعضاء فرقة التنفيذ وصار لازماً البحث عن بديل له, وكان مهمة صدام حسين ثانوية وهي حماية فرقة التنفيذ حين انسحابها من موقع العملية
إن إستعجال العداء بأي ثمن ونشر المعلومات دون تفحصها ولو قليلاً إنما يصب في صالح من تتحدث ضده, وربما سيحسبك الناس من أنصار صدام الأذكياء الذين يدبلجون القصص من أجل أن يراجع الناس بأثر رجعي كل ما يقوله عنه أعداؤه.
لقد كنت أنت من أنصار النظام الحالي الذي أتت به الدبابة الأمريكية فلماذا تهاجم صدام كونه عميلاً لأمريكا بالشكل الذي يأكل كثيراً من جرفك ولا يبقي لك ميناءً ترسو على رصيفه.
ندري بأن أمريكا قد تخلت عن بعض حلفائها مثل شاه إيران لكن نهاية صدام تؤكد على أنه لم يكن كما تدعي, إذ ليس من المعقول أن تلجأ أمريكا إلى وضع خاتمة لأحد (عملائها) كما فعلت مع صدام حينما قتلته وقبلها قتلت أولاده وأخوته إلى بقية القصة المعروفة.
يوم سقط الشاه كتبت مقالة فكرية عن سبب السقوط في صحيفة الثورة العراقية قلت فيها أن أمريكا كانت قد تخلت عنه, لكنها لم تكن هي التي اسقطته, وقد فعلت ذلك لأن اللحظة التاريخية الإيرانية لم تعد من صنعها, أما المعسكر الفرنسي الذي استضاف الخميني بعد مغادرته العراق فلأن المعسكر الغربي قد رأى أن المجموعة اليسارية الإيرانية والإتحاد السوفيتي ابان اشتداد الحرب الباردة هما المؤهلان لتصدر الموقف في إيران ولذلك رأى الغرب من جانبه أن البديل الإسلامي هو الذي سينقذ إيران من التهاوي في أحضان اليسار والحركة الوطنية. لذا فإن أمر القربى الإيرانية-الغربية هنا يدخل في مساحة التخادم وليس في مساحة العمالة.
أنت كنت في أمريكا وتعرف كيف أن الإعلام هناك لا تفوته شاردة أو واردة, فهل تتصور أن قصة (عمالة) صدام حسين لأمريكا سوف تترك لهذا المهرج فرصة أن يجعل منها عرضاً تهريجياً من الدرجة الممتازة..
بهذه الطريقة سوف تحرمنا من فرصة مراجعة تاريخنا بالطريقة التي تساعدنا على التعرف على اسرار عثراتنا الذاتية بعد أن نلقيها دون تفكير على الغرب ومؤامرته وعملائه.
هل تتذكر الرواية المزعومة لخالد عبدالناصر إبن الرئيس جمال عبدالناصر التي قالوا أنه ذكر فيها أنه كان جالساً في غرفة مدير مكتب عبدالناصر الاستاذ مجيد فريد ورأى صدام حسين في نفس الغرفة ثم إذا بباب غرفة الرئيس تفتح ليظهر عبدالناصر ممسكاً بيد بوش الأب حينما كان مديراً للمخابرات الأمريكية المركزية وكيف أن عبدالناصر أمسك بيد صدام لكي يعرفه على بوش الأب قائلاً: هذا رجلكم في العراق.
قلت في معرض ردي أن تلك الرواية كانت تسئ حقاً لعبدالناصر قبل أن تسيء لصدام. فهل كان خالد غبياً إلى الدرجة التي لا يفهم فيها أن قول أبيه ذاك يعني أن أباه نفسه كان عميلاً.
يا سيدي .. إن لم تكن لدينا القدرة على توثيق الموقف فلنستعمل العقل والمنطق, وها هي المكتبات العربية أمامك فاعثر لنا عن ذلك الكتاب الوثيقة وسنكون لك شاكرين.
لقد كان صدام ظاهرة تمثل الجنوح الثوري, وربما الجنون الثوري الذي لم يكن يميز بين الوطن والذات, وهو داء مرحلة الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات والتسعينات, وإلى جوارنا فإن أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي كانت قد دخلت قبلنا تلك المرحلة بإمتياز, ولا تنسى الشوفينية الإيطالية والنازية الألمانية.
وفي كل معاركه بدت تلك المعارك بالنسبة لصدام وكأنها عملية ثأر لذات جريحة وطفولة محرومة منتهكة, وبلا شك أن طفولة كهذه لم يكن مقدراً لها تنتج لنا إنساناً سوياً.
وربما لو أنه كان عميلاً لكان أفضل للعراق والمنطقة من كونه ثورياً كارهاً لكل من حوله وجاعلاً كل حياته عملية ثأر, وحتى بأثر رجعي, من البيئة والمحيط والناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* https://youtu.be/8dNJlYAI2Ag



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر كأديب والشاعر كإنسان
- (الحرام الحرام) و(الحرام الحلال)
- بين الدولة المدنية والدولة العلمانية
- حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد ...
- مقالة من سبعة سطور .. (العراقي السوري .. الصورة والمرآة)
- طوفان الأقصى وما أدراك ما طوفان الأقصى
- العقائدي السايكوباث
- الطائفية التقدمية
- أصحاب الحناجر المريضة
- الدولة المدنية والدولة العًلمانية
- ماسك والإسلام
- زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان
- العقاري في خدمة السياسي وليس العكس
- وطني حبيبي الوطن الأكبر
- إن هما اجتمعا معا خربا معاً
- في ضيافة المدافع / بغداد الأنبار رايح جاي (2)
- في ضيافة المدافع ... من بغداد إلى الأنبار رايح جاي
- ترامب في الحالتين
- دمشق - بغداد ... رايح جاي
- لحين يثبت العكس


المزيد.....




- سموتريتش لنتنياهو: لن أسمح باتفاق جزئي.. ومن الحماقة تخفيف ا ...
- الدفاع الألمانية: كييف ستسلم أولى أنظمة الصواريخ البعيدة الم ...
- -ابتعد أيها الخاسر-.. قراءة شفاه تكشف ما دار بين ماكرون وزوج ...
- الخارجية الإيرانية تنفي مزاعم لـ-رويترز- حول احتمال تعليق ال ...
- وزير الخارجية الإيطالي: على أوكرانيا استخدام أسلحتنا داخل أر ...
- مراسلنا في لبنان: قوة إسرائيلية تتوغل جنوبي البلاد والجيش ال ...
- السنغال.. طرد السفير الإسرائيلي من حرم جامعة في دكار وسط هتا ...
- هل باتت تسوية النزاع الأوكراني قريبة؟
- حماس: توصلنا لاتفاق مع ويتكوف على اتفاق لوقف إطلاق النار
- فيديو.. السقا يؤكد انفصاله عن زوجته


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - صدام حسين لم يكن عميلاً