أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما بعد تموز 1958 .. هذا ما حدث (2)














المزيد.....

ما بعد تموز 1958 .. هذا ما حدث (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقاً لم يكن من العدل أن يباشر القوميون والبعثيون وعبدالسلام عارف, الذي كان يتصدر زعامتهم, صراع النقائض مع زعيم الإنقلاب ضد الحكم الملكي عبدالكريم قاسم الذي لم يتردد بدوره عن إزاحة صديقه ومعاونه عبدالسلام عارف عن جميع مناصبه.
إنه صراع الحتميات والعقائد الشمولية من سوّل للتيار القومي قص شريط الاختلاف والخلاف الدامي وأذِن لخصومه الشيوعيين أن ينصبوا سرادق الحرب بالضد.
إن الزعيم قاسم الذي كان وطنياً عراقياً صميمياً هو الذي أطلق شعار (الجمهورية العراقية الخالدة) لمواجهة الذين يدعون إلى إلحاق العراق كجزء من دولة الوحدة التي يقودها عبدالناصر معلناً (إننا جزء من كل ولسنا جزءاً من جزء), ويقصد بذلك أن العراق هو جزء من الأمة العربية وليس جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة التي كان يقودها عبدالناصر والتي تشكلت من وحدة سوريا ومصر.
فإذا حسبنا أن الشيوعيين هم الذين بدأوا الصدام الجسدي الدامي فإن القوميين والبعثيين هم الذين كانوا البادئين بصراع النقائض العقائدي الذي أطلق شرارة الإنفجار.
الحال إن التيار القومي يتحمل مسؤولية بدء صراع النقائض على المستوى الفكري والسياسي لكن الشيوعيين يتحملون مسؤولية نقل ذلك الصراع إلى مستوى إبادة الخصم, وسوف نرى بعد ذلك كيف اطلق البعثيون خزين الثار ضد الشيوعيين الذين لم يكونوا بعيدين أيضاً عن إشعال شرارة الإنتقام ضدهم حينما انتصروا للزعيم قاسم في اليوم الأول من الإنقلاب البعثي ولم يجنحوا للسلم أو يقفوا على الحياد مما إستدعى حسب إدعاء البعثيين إلى إصدار البيان رقم 13 الذي قال الشيوعيون عنه أنه البيان الذي دعا إلى إبادتهم.
وعلى مستوى كبير من الدقة, ورغم تفاوت التوقيتات وحساب الخسائر البشرية بلغة الأرقام, يصح أن نقول أن الاثنين يتحملان سويةً مسؤولية ذلك الصراع الدامي لأنهما كانا يؤمنان معاً بذات النظرية الشمولية التي لا تؤمن بوجود الآخر الطيب إلا إذا كان ميتاً. واجزم ان الشيوعيين ما كانوا ليرحموا البعثيين لو أنهم الذين سيطروا على نظام الحكم فها هم يستثمرون قصيدة الجواهري التي قالها لتنبيه قاسم إلى خطر الانقلاب ضد نظامه لإعادة النظام الملكي فنراهم وقد استثمروها ضد البعثيين والقوميين:
تَصّور الأمر معكوساً وخُذ مَثلاً / لِما يجرونهُ لو إنهم نصروا
تا للهِ لأقتيدَ زيدٌ بإسمِ زائدة / ولإسطلى عامرٌ والمُبتغى عُمرُ
فَضّيِقْ الحبلَ وأشدِدْ من خناقهم/ فربما كانَ في إرخائهِ ضَرَرُ
وتجربة السحل في عام 1959 تؤكد على ذلك مثلما تؤكد عليه حالات إفناء الخصوم التي درجت عليها الحكومات الشيوعية في البلدان الأوروبية الشرقية التي خضعت لها وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
أما عبدالكريم قاسم فقد كان من صالحه تغذية ذلك الصراع البعثي الشيوعي وفق مخطط إستهدف أولاً تحجيم الخصم البعثي (العاجل) بإنتظار تحجيم الخصم الشيوعي (الآجِل), حتى إذا ما إنزاح غبار المعركة عن تراجع قوة القوميين رأيناه يفتح صفحة الصراع الثانية التي تضمنت إعادة ترتيب حجوم القوى لصالح حكمه الفردي المطلق, فعفا عن البعثيين الذين حاولوا إغتياله وبدأ بعدها حملة فك عرى التحالف مع الشيوعيين, وحتى أنه بدأ بمطاردتهم وتوقيفهم وسجنهم, لكنه لم يبدِ معالجة قانونية للجرائم التي أرتكبوها وذلك بِنية عدم التفريط بصداقتهم وتأييدهم له.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تموز عام 1958 .. هذا ما حدث
- المقاطعة المشاركة
- في ضيافة المدافع .. صمت الفرسان
- لن نمسح مساوئ إيران بمساوئ إسرائيل
- بين السيء والأسوأ منه
- صدام حسين لم يكن عميلاً
- الشاعر كأديب والشاعر كإنسان
- (الحرام الحرام) و(الحرام الحلال)
- بين الدولة المدنية والدولة العلمانية
- حوار مع الأستاذ سالم مشكور فساد في النظام مقابل نظام للفساد ...
- مقالة من سبعة سطور .. (العراقي السوري .. الصورة والمرآة)
- طوفان الأقصى وما أدراك ما طوفان الأقصى
- العقائدي السايكوباث
- الطائفية التقدمية
- أصحاب الحناجر المريضة
- الدولة المدنية والدولة العًلمانية
- ماسك والإسلام
- زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان
- العقاري في خدمة السياسي وليس العكس
- وطني حبيبي الوطن الأكبر


المزيد.....




- كواحدٍ من رموزها الثقافية.. مدينة برمنغهام تعلن تفاصيل جنازة ...
- الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومص ...
- -هجمات لصالح روسيا-.. بولندا توجه تهمة الإرهاب لكولومبي محتج ...
- إسرائيل -ترفض- إعلان لندن عن اعتراف محتمل بدولة فلسطين
- محادثات أمريكية صينية -بناءة- قبيل انتهاء هدنة الرسوم وسط ته ...
- اكتئاب خلف الكاميرا.. مشاهير هوليود يروون معاركهم النفسية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل قضية نزع سلاح حزب الله
- -أنقذوا الفاشر- حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعه ...
- نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل -مؤ ...
- مقترح أوروبي لمعاقبة إسرائيل أكاديميا لانتهاكاتها في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ما بعد تموز 1958 .. هذا ما حدث (2)