نداء من اجل حماية الهوية الرقمية للانسان

الشرقي لبريز
ناشط حقوقي اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)

الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 09:38
المحور: حقوق الانسان
    

الشرقي لبريز: عضو الهيأة التنفيذية لجمعية الدفاع عن حقوق الانسان

يبدو انه صار لازاما على المنتظم الحقوقي الدولي سن تشريعات لحماية الهوية الرقمية، تضمن للمواطن الملكية الكاملة لصورته وصوته وبيانات جسده، في زمن يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يخلق نسخة طبق الأصل من الشخص.
وتستمد ضرورة اصدار هذه التشريعات ملحاحيتها من انتشار ظاهرة "الديب فيك (Deepfakes)" هذه التقنية التى تُمكّن من إنشاء مقاطع وصور رقمية واقعية جداً لأشخاص لم يقوموا بالافعال التى تظهر في مقاطع صوتية او فيديوهات، وقد استُخدمت هذه التقنية في السنوات الأخيرة في الاحتيال المالي، ونشر الأخبار الكاذبة...، بل وحتى في إنتاج محتويات إباحية غير مرخصة لأشخاص حقيقيين وهم في الاصل لا علاقة لهم بها.
بل ان الاستنساخ بالذكاء الاصطناعي، يمكنه ان يمس الثقافة والفكر والفن و العلم .. مما يعني ان الحضارات لم تبقى بمنأى عن هذا الخطر الذي يهدد الهوية الرقمية للانسان و محتواها . من تم وجب الاسراع في سن تشريعات تجرم هذا الفعل، وحماية الهوية الرقمية للانسان يعني حماية حقوق الافراد و الشعوب من التزوير والافتراء . و ان الامر هنا لم يعد يقتصر عن الأحياء، بل حتى الفاعلون في كل مختلف الفعل الانساني من الأموات . و لا يقتصر أيضا الضرر على الاشخاص او الجماعات او ذوي حقوق المتوفون من المتضررين من الزيف و التصوير و النساس بالهوية الرقمية بل كل انسان تمكن من كشف الفعل ، حيث تصبح النيابة العامة هي محركة المتابعة بناء على أية شكاية من أي جهة أو من تلقاء نفسها .
ان سن تشريعات تهدف الى حماية الهوية الإنسانية من الاستنساخ الرقمي في زمن تتسارع فيه قدرات الذكاء الاصطناعي على تقليد البشر بدقة مذهلة، تشريعات تجرم استخدام ملامح شخص أو صوته أو هيئته دون موافقة صريحة منه، من طرف شركة أو نظام ذكاء اصطناعي، يقتضي الضرورة القصوى، وذلك لان الإنسان ليس مجرد بيانات رقمية قابلة للنسخ، بل كيان يستحق حماية قانونية كاملة لجوهره وهويته.
وقد افادت بيانات الاتحاد الأوروبي إلى أن عدد المقاطع الزائفة التي تُنتج بالذكاء الاصطناعي تضاعف أكثر من 15 مرة منذ عام 2019، وهو ما جعل مسألة حماية الهوية الرقمية أولوية تشريعية في الدول الأوروبية.
جدير بالذكر ان الدنمارك أول دولة تطرح ملكية السمات الشخصية كحق قانوني يُعامل كحق ملكية فكرية، شبيه بحقوق المؤلف والعلامات التجارية.

#الشرقي_عبد_السلام_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل