أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - بريطانيا: ملاذ الإخوان وسط تباين غربي يهدد التحالف الأنجلو-أمريكي














المزيد.....

بريطانيا: ملاذ الإخوان وسط تباين غربي يهدد التحالف الأنجلو-أمريكي


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتفرّد بريطانيا بتساهلها النسبي مع تنظيم الإخوان المسلمين مقارنة بدول الحلف الغربي الأخرى؛ فهي لم تصنّفه منظمة إرهابية، بل اعتبرته فقط مؤشراً محتملاً على التطرف بعد مراجعة حكومية عام 2015، رغم وجود توصيات بتقييم أكثر تشدداً.
يُنظر إلى بريطانيا منذ عقود كـ"ملاذ آمن" لأنشطة التنظيم، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من فرنسا التي ترى فيها "نقطة أمامية" لفروع الإخوان الشرق أوسطية. وتفيد تقارير فرنسية حديثة (2025) بأن نفوذ الإخوان يمتد إلى المدارس، الحكومات المحلية، والمؤسسات الاجتماعية.

هذا التساهل يتجلى أيضاً في تغلغل أيديولوجي داخل الجامعات، الجمعيات الخيرية، والأندية الرياضية، حيث يدير الإخوان شبكات اجتماعية مؤثرة في الجاليات المسلمة، ما يعيق جهود مكافحة التطرف.

موقف الولايات المتحدة: تحول تصعيدي

أمرت إدارة الرئيس ترامب في نوفمبر 2025 بتصنيف فروع الإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية، ما يفتح الباب لعقوبات مالية واسعة وتقييد حركة أعضائها، مع التركيز على دعمهم المزعوم لحماس ودورهم في تهديد الاستقرار الإقليمي.

هذا القرار يمثل تحوّلاً جذرياً عن التمييز السابق بين "الإسلام السياسي" والإرهاب، وجاء بدعم من حلفاء واشنطن الخليجيين مثل السعودية والإمارات، ما يثير أسئلة حول إمكانية ممارسة ضغوط أمريكية على بريطانيا لتغيير موقفها.

حتى ديسمبر 2025 ما تزال لندن ترفض الحظر، معتبرة أن المراقبة كافية، وهو ما يعمّق التباين مع واشنطن.

مواقف الاتحاد الأوروبي: تنوّع وقلق متزايد

لا يوجد في الاتحاد الأوروبي تصنيف موحّد للإخوان كتنظيم إرهابي بسبب الاختلافات القانونية. ومع ذلك، اتخذت بعض الدول خطوات واضحة:

النمسا حظرت رموز التنظيم عام 2021.

فرنسا أصدرت تقارير موسعة حول "الدخولية" الإسلامية بوصفها تهديداً للتماسك الاجتماعي والعلمانية.

ألمانيا تفضل المراقبة الاستخباراتية الدقيقة على الحظر، معتبرة أن الإخوان تحدٍّ للديمقراطية العلمانية رغم عدم تورطهم المباشر بالإرهاب على أراضيها.


وتتكرر التحذيرات الأوروبية من تساهل بريطانيا، بينما ترى فرنسا تحديداً أن الإخوان يتمتعون بعلاقات وثيقة مع مؤسسات بريطانية، ما يعيد إلى السطح هواجس تاريخية تعود إلى التنافس الاستعماري القديم.

الأسباب الرئيسية للتفرد البريطاني: تاريخ ومصالح معقّدة

يعود الموقف البريطاني إلى التركيز على عدم وجود أدلة على إرهاب مباشر داخل أراضيها، مع تبني سياسة مراقبة مستمرة دون حظر شامل، رغم ضغوط حلفائها الشرق أوسطيين مثل الإمارات ومصر.

وتكشف مؤشرات تاريخية عن جذور أعمق للعلاقة؛ فبريطانيا دعمت الإخوان سراً منذ عام 1941 كأداة سياسية في مواجهة أنظمة مثل نظام جمال عبد الناصر. وقد أصبحت لاحقاً مقراً دولياً للتنظيم، مع وجود أصول مالية ضخمة في بنوكها، وإمبراطورية عقارية قطرية تُقدّر بمئات الملايين.

كما تتحصّن أموال مرتبطة بحماس جزئياً داخل بريطانيا، إلى جانب اتهامات بتوفير ملاذ لتمويلها، وهو ما يرسّخ فكرة تداخل المصالح المالية والاستراتيجية.

يمتد النفوذ كذلك إلى صناعة خطاب "الإسلام السياسي" في بريطانيا، حيث يُتهم الإخوان بتقديم خطاب معتدل يخفي طبقات أعمق من التطرف.

تداعيات التباين الغربي: هزة أنجلو-أمريكية محتملة؟

التباين بين تشدد واشنطن ومرونة لندن يثير أسئلة حول استقرار الحلف الغربي، خاصة العلاقة الأنجلو-أمريكية التي شهدت أصلاً تنافساً تاريخياً في الشرق الأوسط، حيث استخدمت بريطانيا الإخوان كورقة ضغط ضد النفوذ الأمريكي الصاعد في الخمسينيات.

قد يؤدي هذا التباين إلى تعقيد التعاون في مكافحة الإرهاب، إذ تتهم واشنطن وأطراف أوروبية بريطانيا بأنها توفر ملاذاً لتمويلات مرتبطة بالإخوان وحماس، مما يضعف الضغط على حلفاء الخليج.

وفي أوروبا، ترى فرنسا وألمانيا أن استقلالية بريطانيا بعد البريكست تدفعها إلى تعظيم مصالحها الاقتصادية المرتبطة بالقطريين والإخوان، وذلك على حساب التنسيق الغربي.

حتى الآن لا مؤشرات على "هزة" عميقة، لكن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتصاعدة قد تفرض مراجعة بريطانية لاحقة، خاصة مع تنامي خطاب متشدد داخلياً ضد الجماعات الإسلامية.

خاتمة

يمثل الموقف البريطاني المتساهل تجاه الإخوان حالة فريدة تقف عند تقاطع التاريخ، المصالح المالية، والاستراتيجية. ويهدد هذا التفرد بتوسيع الفجوة داخل الجبهة الغربية في مواجهة تحديات التطرف والإرهاب خلال عام 2025.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بدأ ينفذ صبر اليهود الإسرائيليين في الهرم السياسي الأمريك ...
- انتفاضة التقدميين: بيرني ساندرز ونادي القتال يقودان التمرد ا ...
- نسبه المعوزين للطعام في الولايات المتحده تتخطى ١٢، ...
- إيران تستعد لليوم الأسود: الرسالة التي لا تريد تل أبيب سماعه ...
- نداء إلى الشيوعيين العراقيين..استفيقوا ..أنها مجرد كبوه
- تعافي اقتصاد إسرائيل وانكماش الاقتصاد الإيراني: مقارنة بين ق ...
- اليمين الأمريكي كوابح اليمين الإسرائيلي: الإسلام السياسي وال ...
- اقتصاد الأنقاض: كيف تعيد حماس إنتاج نفوذها من باطن رخام غزة
- اليسار في الكيانات الكونفدرالية العراقية: مواطن القوة واسترا ...
- الاقتصاد الرقمي وحملة الإنفاق العسكري: حين تتحوّل التكنولوجي ...
- حين تصير الذاكرة صلاةً
- الوصاية المائية التركية: اتفاقية التعاون أم شرعنة الخضوع؟
- العراق بين الفدرالية المشوهة والكونفدرالية الممكنة (امتداد ل ...
- حين يصبح الكيان سجنًا للوطن: دعوة إلى الكونفدرالية العراقية
- انتخابات على ضفاف دجلة... ودجلة يحتضر
- مقاطعة الدم: لماذا يجب أن تقاطع النساء صناديق القتلة
- العودة إلى الواقع — التنظيم المباشر كأساس للثورة
- تعيين مبعوث خاص إلى العراق: قراءة في الدلالات السياسية والبر ...
- الرقمنة بين سلطة العنف وسلطة الجماهير – مفارقة التوظيف التقن ...
- بين التفاؤل اليساري والصرامة الماركسية قراءة في احتجاجات جيل ...


المزيد.....




- الحوثيون يفرجون عن بحّارة سفينة -إترنيتي سي- بعد أشهر من احت ...
- مجلس التعاون الخليجي يطالب بإنهاء حصار غزة، ويدين الهجمات ال ...
- في وقت حسّاس جدا.. ما المتوقع من زيارة بوتين إلى الهند؟
- الكنيست يوافق بالقراءة الأولى على اعتماد خطة ترامب بشأن غزة ...
- العثور على مقبرة جماعية بريف حلب السورية
- فشل جولة جديدة من المحادثات بين أفغانستان وباكستان
- 160 منشورا في 5 ساعات.. عن ماذا تحدث ترامب؟ مجلة تايم تجيب
- دلالات افتتاح أكبر قنصلية أميركية في العالم بأربيل
- أحمد الطيبي: إسرائيل تأثرت سلبا بطوفان الأقصى ومجتمعها تفكك ...
- محللون: إسرائيل تتنكر لخطة ترامب وتحاول تفريغ غزة من سكانها ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - بريطانيا: ملاذ الإخوان وسط تباين غربي يهدد التحالف الأنجلو-أمريكي