أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 14:11
المحور:
الادب والفن
من أجل وطن
. . نسجت القصيدة
وأرقت دماك غزيرا
ترتديه دفئا من برد الشتاء
وطاعون بيعة الاصدقاء
- كنتُ تقول ليأتي صلاة
او وردة في فم العابسين
القادمين من المعركة الباهتة
حيث رفعت السقوف عاليا
وبنيت سماء لمن سيأتي بعدك
- انهم خذلوك
، كثيرا ما خذلوك -
حتى تركوك في اول الحلم
، في منتصف الطريق
عالقا بين انشودتك والمقبرة
وحين تملصت عن طريق المخبرين
وهربت نحو ارض بديلة
صرخت في وطنٍ
كان لا يسمع غير صدى نفسه
فوجدت نفسك كأنك لم تكن هنا
لا يتذكرك أحد
حتى الأزمنة لم تسجل لك هروبا
في المرافئ والحدود
، لم تسجل لك وجودا او غياب
وحين عدت
لم تعد هناك قصيدة تتذكرك
وعنك اضاعت الشوارع ملمحها
والأزقة العتيقة باعدت بين سيقانها
وغسلت ما تبقى من طفولتك
. . بمياه آسنة
حتى ملاعب الطفولة
احالته مواقف للسيارات الفارهة
ونساك الأصدقاء
فبقيت تئن بلا لحن
تنزف عذابا حتى تنسى نفسك
في مرآة من الغياب
لم تجد سوى ظل لك
في وطنٍ يفتقد هويته
بين بشر يلوكون حكايا البطولة والنميمة
ويصحون على فقدان الذاكرة
الآن،
انت في المسافة بين اسمك والمنفى
وتعلم أن الحروف قد هاجرت
تخاف أن تذكر بما كنت عليه
كل شيء يكشف عورة تاريخ
بلد عشقته فجلدك في الحضور والغياب
فيه البيوت تخاف اطلالة النوافذ
والمدن تخلع وجوهها قبل النوم
حتى الظلال
صارت التفكير مرات قبل أن تتبعك
اتراني ما زلت أنا
أم صرت ذاكرة لا تطأ المكان
أضحك كمن عرف متأخرا
أن البطولة وجه آخر من النسيان
وأن من صرخوا وطن
ناموا عرايا في المنافي
وتحت خرسانات آيلة للسقوط
. . على رؤوسهم
وعلى دموع تمطرهم بالضياع
فرحت تكتب على جدار قديم :
هنا مر شاعر
حمل في حقيبته وطنا
حتى ثقل الحلم عليه
فغاب في فرط حنين
- من الابتلاء -
ثم مضى في طريق
لا يعرف انه دعاه
بل لأنه لا يملك سواه
مضى يفتش عن ظله
في خرائط لم تعترف به
ليقول في نفسه :
لأكن أنا البتول
او المسيح المصلوب لغايته
حتى وإن كان الوطن وهما
فدونه لما قامت القصيدة
ولا كان للوجود معنى
واعرف أني حين أغمض عيني
أن الهزيمة لن تبعني أي سر
، لن تنسيني صوتي
ليصبح ذاكرة فرط وجع لا ينتهي
لوطن وجدته دوما ناقصا
ممزقا في أتون مؤقتة
تناديني كلما عفر وجهي التراب
مقاوما وحشتي
محاولا الانسحاب
أنساه . . قبل ان يبتليني
. . من جديد
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟