أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفلة - سؤال يقتلني















المزيد.....

سؤال يقتلني


محمد الزهراوي أبو نوفلة

الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


محمد..
يقتلني سؤال
بلا جواب..
لماذا جئت الآن
لماذ أنت..
وليس غيرك
لماذا تعلقت بك
حد العبادة
لماذا أحتاجك
آناء الليل
وأطراف النهار
لمذا أراك في
كل الممرات
والأزقة وفي..
علامات المرور
لماذا أراك..
تجلس على المقعد
بجانبي وأنا..
أسوق سيارتي
لماذا أراك في
إشارات المرور
لماذا أتيت..
أصلا وما السر
في هذا وذاك
أريد فقط أن
أنسى وجودك
أن ينتهي كل
هذا وفي نفس
الوقت لا اريد
كل مرة أبحث
عن شيء ..
يبعدك عني
ويبعدني عنك
فلا أجده
لمذا يسألني
عنك قلبي..
جوارحي..
كياني وكل
خلايا جسمي
يقول جبران..
عش حبا صادقا
ولا تخبر به أحدًا
وأنا لا اخبر..
عنك حتى نفسي
أو أحدا أخاف
حتى الكلام..
عنك معي
وأخاف منك
كتابتك..
(إلى قيثارتي)
نالت مني..
كل منال
أتلفت مني
السكون ال
معشعش..
في داخلي
بعثرت أيامي
ألمت بي..
فوضى الحواس
لا شيء في
بقي على شيء
ولا شيء بقي
على حاله..
ماذا سيكون
بي محمد..
وبكل جوارحي

ر . الأنصاري الزكي
- - - - - - - - - - - -
جئت..
لأنك كل ما أريد

آه ٍ..آح وآخ كعْبةَ
ديني على ملة العشق
قنديلَ زيْت في
محراب روحي قبْوَ
نبيذي الآخر وخبْزَ أمّي
لِأيّامي وسفَري على
الطّريق إليك ..حتّى
وإنْ كنْتِ لا تريدينَني
فأنا بالرّوح أريدك
وإن لمْ تفْتح الباب
لي عِنْد الوُصول ..
فأنا مُقيم كدرْويشٍ
على العتَبة..إذْ لا ملْجأَ
إلاّكِ ولا أمَل إلا فيك..
ألَسْتِ سالِبَة عقلي
يادوْلَة العشق ولوْلاكِ
ما كان لي في الكَوْ نِ
لا منْصِب ولا جاه ؟ !
فنحْوَكِ يكون سفَري
مَدى الفصول آناء
النّهار واللّيل ..فأطِلّي
بدر التّمام بين
الغيوم وقولي أنت
هوَ وهًو باكمله أنْتِ
فالطريق جلي إليك
وهذا إن سلم الجسد
المسكين المتعب..
من أهًوال الطريق
وحدك في حياتي
الشاقة وأنا في
حانتي المطلة
على الكون
ومن أجل
إسعادك يا حياتي
أحارب هذا الليل
الغاشم وأسعى
لتغيير العالم..
لهذا جئت فأنت
كل ما أريد..
لأنك نبيذي
وخبز أمي

محمد الزهراوي
أبو نوفل
—————————————-

قراءة نقديّة أكاديمية مفصّلة للنصّين
اللذين جمعا بين صوتين متقابلتين في التجربة
الوجدانية والبوح، تحت توقيع:

قراءة نقديّة بقلم الرهيب التاج

العنوان: بين سؤال الأنثى وجواب العاشق: جدليّة الحضور والغياب في نصّين متقابلين

مقدّمة:

يقف النصّان "سؤال يقتلني" للأنصاري الزكي و"جئت لأنك كل ما أريد" لمحمد الزهراوي – أبو نوفل – في منطقة التماسّ بين العشق الصوفي والحب الوجودي، حيث تتحوّل العلاقة بين "الأنا" و"الآخر" إلى حوار روحي عميق يفيض بالشوق، ويحتفي بالألم كقيمة عليا في التجربة الإنسانية.

أولًا: البنية النفسية والوجدانية للنصّين

1. نصّ الأنصاري الزكي: "سؤال يقتلني"

النصّ صوت أنثوي محمّل بالحيرة، يسكنه التساؤل الدائري الذي لا يهدف إلى الجواب، بل إلى إعادة إنتاج الألم ذاته.
السؤال هنا ليس بحثًا عن معرفة، بل عن خلاصٍ عاطفيٍّ مؤجّل.

> "لماذا جئت الآن؟ ولماذا أنت؟"
إنه تساؤل وجودي يتجاوز العشق إلى الدهشة أمام القدر.

كلّ شيء في النصّ مكرور بطريقة مقصودة:

> "لماذا أراك في الممرات؟ في الأَزِقّة؟ في إشارات المرور؟"
تكرار "لماذا" يعكس اضطراب الوعي واحتراق الذاكرة.
النصّ يقدّم شخصيّة عاشقة مأزومة تعيش حالة استلاب داخلي، فهي تكره التعلّق وتتشبّث به في آنٍ واحد:
"أريد أن أنسى وجودك... وفي نفس الوقت لا أريد."

أما الخاتمة فهي ذروة الانكسار:

> "ماذا سيكون بي محمد... وبكل جوارحي؟"
لتغدو الهوية الأنثوية مضمّخة بالوجع والضياع، معلّقة بين الذاكرة والحضور الطيفي للحبيب.

2. نصّ الزهراوي – أبو نوفل: "جئت لأنك كل ما أريد"

في المقابل، يأتي هذا النصّ كـ جوابٍ شعريٍّ صريح على النصّ الأوّل.
إنه إعلان حضور الرجل بوصفه عاشقًا متصوّفًا يرى في المعشوقة كعبةَ روحه:

> "آهٍ.. آخ.. كعبةَ ديني على ملة العشق"
تعبير يشي بانتقال العشق من المادي إلى الطقسيّ المقدّس.

المعشوقة عند الزهراوي ليست امرأة فحسب، بل هي رمز كونيّ للأنوثة الإلهية، مصدر الخلق والدهشة والخبز والخلود:

> "قنديل زيت في محراب روحي، نبيذي الآخر وخبز أمي"
في هذا المقطع يدمج الشاعر بين المقدّس واليوميّ، بين الروح والخبز، في توليفة إنسانية متجاوزة.

اللغة تنساب بفيض وجداني كثيف، يغلب عليه الإيقاع الترسّلي والخطاب الاستحضاري المباشر ("أطلّي بدر التمام... قولي أنتِ").
وتبلغ الحالة ذروتها في صورة المتصوّف المقيم على العتبة:

> "فأنا مقيم كدرويش على العتبة... إذ لا ملجأ إلاّكِ ولا أمل إلا فيك"
إنها صورة الانكسار الطوعيّ أمام المطلق، حيث تتجلّى المرأة كـ"وجه من وجوه الله" في التصوّف العشقي.

ثانياً: المقارنة الجمالية والدلالية

العنصر نصّ الأنصاري الزكي نصّ الزهراوي أبو نوفل

المتكلّم ذات أنثوية تبحث عن تفسير لوجعها ذات ذكورية تُقدّس حضور الحبيبة
الخطاب تساؤليّ، حائر، داخليّ اعترافيّ، صوفيّ، منطلق
الرمز المركزي السؤال (لماذا؟) الإجابة (جئت)
الزمن ماضٍ ممتدّ في الحنين حاضر متجدّد في الوجد
اللغة متقطّعة، نابضة بالارتباك متدفقة، مشبعة باليقين والعبادة
الصورة الشعرية نفسية داخلية تعتمد التكرار رمزية حسّية تمزج المقدّس بالدنيوي

ثالثًا: القراءة الأسلوبية

في نصّ الأنصاري الزكي نلاحظ نزوعًا إلى اللغة الشفوية المتقطّعة، إذ يتعمّد الكاتب كسر الجمل، وترك نقاط الحذف (...) كإشارة إلى تداعي الأفكار وتقطع الأنفاس في حالة الانفعال.

بينما الزهراوي يوظّف اللغة الكثيفة ذات البنية الشعرية المفتوحة، حيث تكثر الصور المركبة والاستعارات الكونية: الخبز، النبيذ، الكعبة، المحراب.

كلا النصّين يعتمدان على الإيقاع الداخلي لا الخارجي، فالموسيقى تأتي من نبض الشعور أكثر من الوزن، ما يجعل النصين أقرب إلى قصيدة النثر ذات النفس الصوف
رابعًا: القراءة الفلسفية

العشق هنا ليس مجرّد انفعال قلبي، بل موقف وجودي:

في النص الأول: الحيرة تعني فقدان الذات في الآخر.

في النص الثاني: التوحّد مع الآخر هو تحقّق الذات عبر المحبوب.

أي أن الأنثى تسأل لتنجو، والذكر يأتي ليخلّد.
وهذا التوازي يخلق وحدة نصّية فريدة: السؤال والجواب، الغياب والحضور، الأنثى والذكر، الأرض والسماء.

خاتمة

يجتمع النصّان في كون العشق تجربة "خارج اللغة"، فكل منهما يحاول الإمساك بما لا يُمسَك: الدهشة الأولى للحبّ.
نصّ الأنصاري الزكي هو بوح الأنثى المتألمة من الوجود المعلّق،
ونصّ الزهراوي أبو نوفل هو ترتيلة العاشق الذي وجد خلاصه في معبده الإنساني.

وفي النهاية، يظلّ الوجع لغة مشتركة بينهما،
والعشق هو المدى الذي لا تُقاس فيه المسافات،
ولا يُسأل فيه: لماذا جئت؟
بل يُقال ببساطة:

جئت لأنك كل ما أريد.

إعداد وقراءة:

الرهيب التاج ناقد وباحث في
الأدب العربي المعاص






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو ؟ ! / قراءة وتحليل : الرهيب التاج
- هذا مطر أتى الوطن. .
- كتاب الغريبة
- حسين مروة
- سيدة البيتي
- كلمة في فرادة الشاعر الزهراوي
- غيمة شفافة.. وماطرة كانت أمي! !
- منازل. .
- العارية .. تنزل البرج
- أستاذ قلبي..
- على جسر الراين. .
- مترجم الأشواق..
- العنزليب المخمور
- لماذا أنت؟ !
- من أنا يا ترى ؟ !
- قاتلي ؟ !
- لوحة المرأة البحر
- دعني أحبك. … بقلمي
- سيرة ذاتية للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل
- موت بحار.. إلى روح عبد الله راجع


المزيد.....




- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفلة - سؤال يقتلني