أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفلة - سيرة ذاتية للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل















المزيد.....



سيرة ذاتية للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل


محمد الزهراوي أبو نوفلة

الحوار المتمدن-العدد: 7909 - 2024 / 3 / 7 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


- - - - - - - السيرة الذاتية
للشاعر المبدع الأستاذ
محمد الزهراوي
(أبو نوفل)

من إعداد الأديب الشاعر والناقد
حسن بنعبد الله / تونس
————————————————-

يقول في حقه الأديب الشاعر
مصطفى البدوي عند تكريمه في موقع
مقهى الشعراء والأدباء والفنانين :
تكريم قامة أدبية.
أستاذ وأديب وشاعر وناقد
أديب من الرعيل الأول، لحق بالزمن الجميل
وعاشره ، تعلم على يد المبدعين في صغره
ونما بين سلالة الأدب والدين، عاصر النكبات و تأثر بها ، استقى علمه من منابع العالمية لأدباء ومفكرين كبار عرب وغرببين. مما صقل موهبته وشحذ فكره
وتدفق قلمة بالأدب والشعر الجميل.
هو أيضا عضو فعال في :
مقهى الشعراء والأدباء والفنانين.
أخي وشاعرنا المبدع الأستاذ
محمد الزهراوي أبو نوفل..
الف تحية لك.

الشاعر مصطفى البدوي
پ
———————————————————————

وفي دراسة نقدية عنه لأديب تونس الشاعر
والناقد حسن بنعبد الله ما يلي..
وكأني عثرت على كنز حين تعرفت على هذا
الشاعر الإنسان المفتوح على المدى ،يوسِّعُ منها
فيكسبُ الواسع من وراء ما يبثّه يوميا في
صفحات اتحاد الأدباء الدولي وقد تعرّفتُ عليه
من خلال أشعاره التي يطلقها ـ كلمة ـ فتنساب
خريرا بديعا في سواقي الوجد والوجدان وهو
كما رأيته في هذا الانسياب " الأنسان الشفيف "
والعلامة البارزة التي تقرّبه من القلوب والاهتمام ـ
هو النابض بالحياة انطلاقا من عمره القديم
والمنتشر حداثيا بالمعنى الفصيح للكلمة ـ تجده
في ريعان قصائده أنموذجا حيّا لقيمة من مغربنا
الشقيق يُشرّف وطنه ولا تحاصره القيود
والحدود ـ كما في سيرته المشحونة بالعطاء ـ لايترك
مجالا للشك أنّ الإنسان بما يؤمن وبما يضيف
للوجود بما ملكت قدرته ونظرته
الفاصحة للواقع وللمستقبل

حسن بنعبد الله / تونس
———————————————————————

وهذه شهادة في لغة الشاعر الزهراوي (أبو نوفل)
وإبداعه الشعري وفنه للاديب والشاعر والناقد الفذ الاستاذ غازي ابو طبيخ الموسوي جاء فيها..
كلما قرأت لك قرأتك..
هذا أنت على حقيقتك، حالما كبيرا..
وصادقا حسيرا..بل..منهرقا..
مثل قنينة شمبانيا جامحة.. تندفق اندفاقا
حتى آخر مخزونات ذاكرة اللحظه..
معك يا أبها الشاعر تنسرح اللغة على إيقاع منهمر..
إيقاع يصعب إيجاد مثاله في هذا الزمان المزعوم..
إلا من عصم الله..
إنما بعد المدهش الموسيقي الهابط من رأسك على انغام..زوربا..راقصا بنوع مولوي بالغ الخصوصية
حتى تراب الحبيبة المذهله..
أما مدهشك الثاني ،فارتماء كل أدواتك في أمواه
المحبوبة الأزلية الخالده :
— المراة الارض
— والمراة التاريخ
— والمرأة الطماح الحية
الموروثة والطماح المذبوحه..
لاحدود تمنع عنك الرؤية ،رافضا،بل غير عابئ..
وكانك تعيش خارج هذا العالم،في كون فردوسي
جيشتالتي أرستقراطي ونبيل ..
برناسية الزهراوي ليست ما عرفناه عن المذهب
الإبداعي المعروف،كلا ..
إنما لا اسم غيرها يصح أن نطلقه على وجه
الإجمال،ولكنها برناسية شديدة الارتباط بك
أنت..بطبيعة فهمك الخاص..بروحك التليد
العتيد البالغ الحيوية ،والذي يتمرد على
الزمكان بكلياته وتفاصيله..
شاعر خالق لحياة شاعرية مدمجة
بالتاريخ الجميل على وجه التخصيص،
حتى إذا أراد تأن يحتج،المح...
وإذا توهج منحازا بالغ بالهيام وصرح..
أنثى الاستاذ محمد الزهراوي أبو نوفل ليست
كبقية الإناث ،لا.. إنها هن ولكن كلهن،وإنها
كلهن..وحتى هذه المحصلة استعارة وقناع
لأمة وأم وحبيبة ونموذج عبقري
لايمكن تشظيته أبدًا..
اتذكر بيتا من الشعر لزميلك في
الشاعرية ..الرومانتيكية.. اللورد بايرون..:
( ليت شفاه جميع نساء العالم تجتمع
في شفتيك لكي أقبلهما فأستريح)..
الحديث معك وعنك طويل بليل أثيل
وجميل ،ولكن..أشرق على شهرزادك
الصباح ،وسكتت عن الكلام المباح..
دمت أخًا وصديقا وزميلا حميما،والسلام..

غازي احمد أبوطبيح /العراق
————————————————-

وهذا الأستاذ الناقد شاكر ردحي يكتب :

قصيدة الشاعر الزهراوي..
نقله نوعيه كبيرة في الشعر العربي المعاصر: صورة، إيقاعا ولغة، وكثافة في التعبير، رومانسية تشفق علينا وتعيد إلى الذاكرة كبار الشعراء، في العربية وغيرها من اللغات، بودليرية في انتقالاتها، وتحمل
من هموم عشق كيتس الكثير ،
ومن صوفية وجمالية
الكثير من شعراء العربيه القدامى..
ماء المدامع نار الشوق تحدره ،
فهل سمعت بماء فاض من نار؟ !
كما يتسائل علي بن الجهم....

شاكر ردحي / العراق
———————————————————————

— النشأة :

يبداُ بكلِمةٍ ثمَّ ينسابُ…
ــ الشاعرالمغربي: " محمد الزهراوي أبو نوفل " من مواليد سنة 1944 م ـ بالريف الغربـي من شمال المغرب فـي دوار أسردون دائرة مقريصات إقليم شفشاون ولاية تطوان نشأ فـي كنف والده رحمه الله كان فلاحا وفقيها تعود منذ الصغر على رؤيته فـي بيته كمافـي بساتينه وحقوله يقضي أوقات فراغه فـي تلاوة القرآن وقراِءة الحديث ومجالسة العلماء ومن ثم كان الطريق جليا أمامه فألحقه بكتاب المسجد حيث ختم القرآن مرتين

— الدراسة :

: ثم دخل المدرسة الابتدائية التي فتحت بالبلدة على يد الاستعمار الفرنسي سنة 1955 م .. ومنها انتقل إلـى مدينة وزان حيث حصل على الشهادة الابتدائية وفـي سنة 1959 سافر إلـى مدينة تطوان العاصمة الثقافية لشمال المغرب آن ذاك فالتحق بالمعهد الأصيل كان يقضي جل أوقاتـه بعد الدرس متنقلا بين مكتباتها العامرة باحثا ومنقبا عما يصقل وجدانـه ويشبع نَهَمه المعرفـي متأملا ودارسا وبعدها ذهب إلـى مدينة الرباط العاصمة ليتخرج من معهد التربية والتكوين مدرسا للغة العربية بوزارة التربية الوطنية

— الحياة الاجتماعية والسياسية ...

— بدأ حياتـه العملية مدرسا وأثناءها عكف على دراسة الأدب برموزه التراثية والمعاصرة واتجاهاته المختلفة وأنواعه العربية والغربية والعالمية كمالم يبتعد عن الفلسفة بجميع مدارسها وعصورها كما وقف طويلا عند أعلام الصوفية وخاصة:جلال الدين الرومي وفريد الدين العطار والحلاج والنِّفَّري وابن عربي وابن الفارض وغيرهم كما قرأ أعلام الحداثة فـي الشعر والنثر:طه حسين والرافعي والعقاد ومي زيادة وجبران والسياب والبياتـي ونازك الملائكة وأدونيس وأنسي الحاج ومحمد الماغوط ومحمود درويش ومضفر النواب ومجايله من الشعراء العرب والعالم وخاصة الذين يكتبون باللغتين الفرنسية والإسبانية وما ترجم من الشعر إلـى العربية عن الإنجليزية وغيرها من لغات العالم كالشعر الألمانـي والهولندي والبرتغالـي والإفريقي والهندي فـي شخصية طاغور واليابانـي من خلال الكتب والمجلات بالإضافة إلـى قراءة الرواية والنقد..

ـ خلال هذا المسار لم يكن بمعزل عن الصراعات الإيديولوجية الفكرية والسياسية التي اجتاحت وطنه الصغير المغرب ووطننا العربـي الكبير من المحيط إلـى الخليج منذ أن زلزلت الأرض تحت أقدامنا بسبب نكسة كما يسمونها سنة 1967 وما تلاها من حروب وانقلابات وزلازل...

ــ وخلال مساره على الدرب كان ينشر إبداعاته في الصحف الوطنية والعربية ـ أعماله الابداعية :
له ثلاثة عشرة (13) مجموعة شعرية أصدرها
في كتاب : (الآثار الشعرية الكاملة)
ديوان محمد الزهراوي أبو نوفل في أربعة أجزاء.
في الأول ثلاث مجموعات هي : — حكاية نورس
— صوت النهر — السندباد..
وفـي الثانـي ثلاث مجموعات أيضا هي :
— هوادج الريح — الرسولة — كتاب الغريبة.
وفي الثالث ثلاث مجموعات هي : — الصوت والصدى — قصائد الليل — في حضرة البحر
ثم الرابع وبه أربع مجموعات هي :
— إلاك لا أرى أحدًا — حجر الشمس — سيرة الطين
— كتاب العشب
والخامس أيضا لأنه كما يقول ما زال مفتوحا
على المدى.. ولا زال يكتب وينشر أعماله
حالياً في المجلات الورقية والمواقع الألكتروني..
وخلال هذه السنة 2023 صدر له كتاب بعنوان :
قراءات ودراسات نقدية في شعر
محمد الزهراوي
(أبو نوفل)
بأقلام نخبة من النقاد والأدباء
عن مطبعة النشر النموذجي / القنيطرة
كما صدر له : ديوان شعر بعنوان
القضية - فلسطين / سنة 2023 عن
دار بلال / فأس
وسيصدر كتابا بعنوان :
رسائل حب أدبية بعطر الياسمين
بوح الحضور والغياب
مع أديبة عربية اسمها
(إكسX)
———————————————————————

هذا الشاعر المفتوح على المدى ،يوسِّعُ منها فيكسبُ الواسع من وراء ما يبثّه يوميا في صفحات اتحاد الأدباء الدولي وقد تعرّفتُ عليه من خلال أشعاره التي يطلقها ـ كلمة ـ فتنساب خريرا بديعا في سواقي الوجد والوجدان وهو كما رأيته في هذا الانسياب " الأنسان الشفيف " والعلامة البارزة التي تقرّبه من القلوب والاهتمام ـ هو النابض بالحياة انطلاقا من عمره القديم والمنتشر حداثيا بالمعنى الفصيح للكلمة ـ تجده في ريعان قصائده أنموذجا حيّا لقيمة من مغربنا الشقيق يُشرّف وطنه ولا تحاصره القيود والحدود ـ كما في سيرته المشحونة بالعطاء ـ لايترك مجالا للشك أنّ الإنسان بما يؤمن
وبما يضيف للوجود بما ملكت قدرته وعزيمته
ونظرته الفاصحة للواقع وللمستقبل

وقصيدته التي تظهر في عُريها المحتشم تقول برقّه الإحساس باللغة الشعرية المزهوة بما تحتويه من وضوح ومن سهل ممتنعٍ ومن أسلوب ممتع وكأنها سباحة في رونق مفتوح على العطور والألوان والأناقة ، وهي التي تشرح جيّدا وتذهب عميقا في النفوس ، تستحوذ على الاهتمام وتجرّ إلى انسيابها الطويل والعميق دون أن تسبِّب الملل ـ والشاعر محمد الزهراوي " أبو نوفل " يدرك أنّ في انسياب قصائده تكمن الرسالة التي يُريد توجيهها للقرّاء وللنقاد ويعطي منها الانطباع على انسياب أنفاسه الشعرية التي تخرج من الأعماق حرّة لا تحكمها القيود الخليلية ولا تلتزم بحالات التوقّف بالقافية .. بل هي الانزياح عن كلّ تقليد وهي المثابرة على التجديد والتجريد ـ يغلبّ النثريّ على تمريرها كما يراها في منجزه ـ يقول عنه الدكتور أحمد الشيخاوي في مجلة النور الألكترونية العدد 4582 /2019مايلي
ـ إن الكتابة لدى شاعر مخضرم من هذه الطينة التي ما تنفكّ تقاوم عبثية الوجود، ممارسة على إسمنتية اللحظي وجبروته وتخشّبه، شتى أشكال التمرد المشروع الدائر في خانة احتراف الممارسة الإبداعية على أنها أسلوب حياة وزيادة، لا تعاطيها على أنّها مجرد ترف، أو كماليات مسعفة في إثبات الذات وفرض الوجود ...
ــ عبرها تنجذب الذات إلى ما من شأنه ضخ دماء جديدة في عروق هذا الآني الكسيح، ضمن صياغات مدغدغة بالحضور النرجسي القوي المثقل بخطاب الفلسفي الذي قد تملأ ظلاله وتأويلاته كل هذا الفراغ الروحي، هذا الغياب المهول الذي يضاعف المعاناة ويشرعها على احتمالات جمّة، مستفزّة أو مستنفرة لتجليات القرين، بما الفعل انفلات تفبركه ترددات تيارات لاواعية، تتحقق بها ومعها مغالبة ومناطحة عالم السلبية والنقصان وهو يتجاوزنا بسائر ما يغذّيه فينا من معاول هدم تنتصر للنزعة الشيطانية والتّدميرية المنوّمة في متون إنسانيتنا الآخذة في الخفوت والتلاشي جيلا تلو جيل ...
ــ قصائد تستعير معناها من عزلة مضاعفة لذات قلقة مشكّكة، تستثمر تقنية السهل الممتنع لتدوير رسائل الشوقيات والجدليات الهوياتية والصدمات الإيديولوجية ونبش المنظومة الصوفية في الراكد على طرفي نقيض، صاعقا بمتلازمة المقدس والمدنس، وهلم جرّا.. تفعل كل ذلك محاولة تبرئة الشعر في زمن كساده، وقلب معايير الذات والغيرية والكونية، لصالح القصيدة التي لم تأخذ على عاتقها مسؤولية نجدة العالم، بقدر ما أغوتها مقامرة الانغماس في عوالم التجريد والمحاكاة التي قد يشتهي فصولها بتفاصيلها، كائن المنفى والعزلة والوجع الوجودي بجرعه الزائدة، فتوسوس له أنانيته بالتالي، محرضة إياه على الاستفادة من تعاليم الشعر وآيات فرسانه، بغية تصحيح أخطاء الحياة والوطن والتاريخ...
ـ يكاد يكون الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل شاعرا إيروتيكيا بامتياز، لولا نفحاته الذكية التي تتوّج مجمل نصوصه، حين تؤهلها لذلك البروز الواخز بروح فلسفة تتلاعب بالأيقونة المفاهيمية المترجمة لغائية الكائن من الوجود إجمالا، وتمنح الاشتغال الذهني محطات الهيمنة والنفوذ، عاكسة رؤى العقل الباطن وتصوراته للأنسان والطبيعة والكون... لنطالع هذه الشذرات المستقاة من قصائد وتدوينات فيسبوكية لصاحبنا، قبل استئناف الخوض في هذه التجربة المنذورة للخطاب الفلسفي المعني بمستويات الغياب الذي تختلط في زواياه الممسوسة بعتمة الذات والكائن والحياة، أوراق القول الشعري، وتسترسل مرثاة الجنس البشري المطعون بمثالب وتشوّهات راهن بات يتجاوزنا فوق
ما نستوعب ونطيق….

في حضْرَة البَحر
———————-

يَجيء من كُلِّ صَوْبٍ
شَريداً مِثْل ذِئْب
اَلْقرَنْفُلُ والرّياحينُ في عَيْنَيْه
أُسَمّيهِ مَنْفى
وبحْثاً عَنْ نَسْمَةٍ
يَرى ما أراه ها الصّباحُ
يَلوحُ كَحَقْلِ حِنْطَةٍ
بِأُلْفَةٍ يُلَوِّحُ لي في موْكِبِ عُرْسٍ
بِيَدِهِ الْمَعْروقَةِ
مرْحى أيُّها المسْتَحيلُ
يَلوحُ أضْواءً في الْمَرافِئ لِيأخُذَ
بِأيْدينا وَيُغنّي ، يَنْحَني
لِلْمارّينَ ثَمَراً ها الْمُدْلِجُ
الْمُكابِرُ مَوْصوفٌ بِالصّبرِ الْمُرّ
هذا الحُضورُ لَهُ في كُلِّ كّفٍّ حَجَر
وحِرْتُ في معانيه
إذ يَزْدَحِمُ الْفَضاءُ بِهِ
في كُلِّ رِحابِ الْكَيْنونَةِ لَهُ
حُضنُ امْرأةٍ شاسِعة
في كُلّ سماءٍ
فَوْقَنا وفي أرْضٍ
تحْتَنا يَمْشي مَحْفوفاً بِالزُّرِقَة
في فِتْيَةٍ عَشِقوا
وَرَتْلٍ مِنَ النّوارِسِ
ها هُوَ هُنا إبْريقُ
شايٍ يَنْشُجُ
وَنَهْرٌ يَصْطَخِبُ
أيا يوسُفُ
يا أحِبَ الْجُبّ
أنا هُنا
يا غَيْمَ الْحُزْن
هذا السّهْلُ
الْمُكلّلُ بِالْحِبْرِ
والْحُبِّ والشّجَر
لَهُ امْتِدادُ البَحر
يُحَمْحِمُ في الأحْصِنَةِ
ويَطيرُ معَ الطّيْر
هُوَ زَمانٌ أيْضاً
بِخَصْرِها
وجَدائِلِها
يَلْهَجُ
فَيُسَميها وَيَهْتاج
آهٍ أشْرِعَتي
هذا الْغامِضُ
الْمارِقُ
عِشْقُهُ أوْسَعُ
ما يَكونُ في كُلِّ
مَكانٍ لَهُ صَدىً
حَتّى في قُرى الْمَفازاتِ
هُوَ الذي قدْ رَسَمْتُ لِبِلادي
فَوُقوفاً لِلْعُشْب وُقوفاً
لِهذا النّشيدِ
لِلْوَصْلِ العَرَبِيِّ
وَلِصالِجِ أحْلامِنا
في الظُّلْمَةِ
أدْرِكْنا يا بحْراً
نشْتَهيهِ ونحْلمُ به
مَن يدُلُّهُ عليْنا
ويَدُسُّ في جيْبِهَ
عَناوينَ جُروحي؟
تعالَ يا النّهار ُفي
خَرائِطِ اللّيْل
لِلْغَضَبِ في دَمِنا تاريخٌ
وَسُيوفٌ وَ صَواهل
ها البَحْر الآخَر
هذا الذي يُعانِدُ
في اللُّجِّ الرّمْلَ
والبَحْرَ وَقَراصِنَةَ
السّاحِلِ الغَرْبِيّ
لُصوصَ الدّاخِل وَما
وَراءَ النّهر
اُنْظُروا هو نهاري
يُشْرِقُ وَنَغيب
يَنْعَصِرُ كالْغَيْمِ مِثْل وَجَعِ
أُمّي لَدى الْوِلادَةِ
فَهذا البحْرُ هُوَ
ولا أحَد غيْرُهُ عَلى
الطّريق التُّرابي
بحْرٌ يولَدُ مِن قهْرِ
شَعْبٍ أو بلد ؟

والتصوير سمةٌ مفتوحةٌ على كلِّ الأوان وفيها من أوجاع شاعرنا ما هو مألوف وقد تحدّثت قصائده بفصاحة عن جراحٍ كثيرة تصرخُ فيه وتهرب منه إلى أوسع ما يريدُ توسيعه بعقله وروحه فتستبين اللحظات النّازفة وتتعرّى شجنا وعُواءً :

عُواءُ جُرْح
—————

أنْتِ غيْمَةٌ
وأنا الرّيحُ
أمْشي إلَيْكِ
وأنْتِ مَعي
أمْشي مُحاطاً
بِكِ كالْهَواءِ
لَمْ يَعُدْ فِي
جسَدي مكانٌ
مِنْكِ شاغِرٌ
وَلِيَ فِي كُلِّ
نَأْمَةٍ مِنْكِ
مَخْدَعٌ وسَريرٌ
وأَبْهى قِلاعي!
وعِنْدَما أَهمُّ بِعُرْيِ
ساحِلِكِ الْمحْمومِ
راقِدَةً أمامي
لا أرى إلا
سَرابَكِ الأعْذَبَ
كأَنْ لَمْ تَرَكِ الْعَيْنُ
كأنّكِ نائِيَةٌ دائِماً
أوْ كأَنّني
لَن ألقاكِ أبداً!
وأخَذْتُ أعْوي
كأرْمَلَةٍ وطِفْلِها
عَلى حُلُمي
الْمَؤودِ فِي الْمَهْدِ
لَمْ تقُلْ ساقِيَةُ
الْحانِ شَيْئاً وكانَ
كُلُّ مَجْدي يا امْرأَة
أنَّني حاوَلْتُ
وما زِلْتُ أُحاوِلُ
عَسى أنَ تَرْضى
الْقَصيدَةُ أوْ تُطِلَّ
مِنَ الْخِدْرِ مَعَ
أقْمارِها الْبيضِ
مَحْلولَةَ الشّعرِ كَإِلهَةٍ
لِتَحْظى بِحُبّي
وأحلامي الملكية
وقصور آمالي
لأنك في وطني
جنتي الأخرى
وفي قرآن عشْقي
لسْتِ كَكُلِّ النساء …

وعلى امتدادِ هذه الانسيابية التي يتوخّها شاعرنا الكبير محمد الزهراوي أبونوفل ، يتراءى القاطعُ والمقطوعُ وتنشغّل القراءة بما يوجد فيهما من دلالات مرئية وأخرى مسموعة تُحيل إلى حيرة مفترقية تطرح السؤال : إلى أين يتّجِه الشاعر بشاعريته وبأهدافه وفي أيِّ قرار سيستقرّ في النهاية ؟ أم أنه لا قرار له لكي يتوقّف لكي يُقرّ بتحديد مباشرٍ للخطّْ الذي يُجبرُ النقد الأدبيّ على إتّباعه عندما يروم المسك بلحظاته النافرة والمستنفرة ـ

فتى الأسطورة..
———————

وجَعي الْمهيبُ هذا
كان وسيماً.
وكان لهُ فِتْنةُ الْمُنتظَر.
أنْظُروا الْمحاسِنَ.
ما أبْهاهُ معَ
وعْلَتهِ الْمَلكِيّة.
وما أرْوَعها معَ بعْلِها
الْكنْعانِـيِّ يَدُه فِـي
يَدِها ويَمْشيانِ
عَلى خُطا نَهار..
كان لَهُ صَهيلُ فُحولَةٍ.
هَبَّ يُغالِبُ الأنْواءَ.
واخْتَفى شِهاباً.
تتَذكّرُهُ الْمِسَلّةُ
تذْكُرهُ الْـ .. كاتِدْرالُ والْمِئْذنَة.
فَمَن نَأْتَمِنُ على هنْدسَةِ العُذوبَةِ
على مَديحِ الظّلّ
الْعالِـي عَلى الْخُمورِ
الْمُعتّقَةِ وكُنوزِ
هذا السّاحِرِ ؟ هُو الْكأْسُ فِي راحَتي
وفَتى الأسْطورَةِ.
كانَ يَرْجُمُ غِرْباناً
وكانَ غَيْماً يَصُدُّ الدّخّانَ
عنْ عُيونِ الْمَهى ويَجْنحُ لِنَزَواتِ الْخُيولِ.
مَنْ مِنّا لا يَتَهجّى هذا الْبَياضَ
هذا اللّحْنَ الْحبيبَ .. أوْ ينْساهُ ؟
ذهَبَ زاهٍ بِحَرائِقِها
وغَمّازاتِها الْخُضْرِ.
هذا ما تَبَقّى مِنْ ملاحِمِ كنْعانَ
مِن أساطيرِالإغْريقِ
ومِنْ سيرَةِ البَحْرِ
وهُو أوْسَعُ مِنَ البَرِّ والبَحْر.
عَبيرُهُ الْخُرافِـيُّ لا يَبْرَحُني
وسَوْفَ يبْقى فِـي قَلَقي طَويلاً.
دَعوا النّهْرَ يَنْحَتُ فِـيّ مَجَراهُ.
أنا بِتَعاريج مِنَ الزّمُرُّدِ..
أرْسُمهُ على الرّمْلِ.
أُبْصِرُه مَحْفوفاً بِأقْمارٍ.
صافٍ كوَجْه السّماءِ ويُزَيِّنُ
السّماءَ وأسْمَعُهُ فِـي الْوَهْمِ.
هاهُو الْحِبْرُ.. يبْتَسِمُ
وَيَنْدى حَياءً.
هذا وعْلٌ خارِجِيّْ
كانَ يَعُبُّ مِن صَهْباءِ بَيانٍ.
كان لَها أُفقاً لا يُحَدُّ
ومَنْفىً لِرُؤايَ.
هُو الدِّفْءُ.. لافِحٌ يُطَوِّقُني.
أنا لَن أبْرَحَ رَوْضةَ نارَنْج !
مِن أجْلِهِ أنْفُثُ ياسَمينَ وجْدي
وأُفَتِّشُ عنْهُ فِـي فراغٍ.
كان يَرْجُمُ غِرْباناً
وها قدْ حطَّ الرِّحالَ..
اسْتَتَبَّ فِـي الثّرى خالِداً
فـِي أبَدٍ وفـِي الشِّعْرِ والنّثْرِ
والْجَنوبِ الْعَظيمِ.
آهٍ لوْ غَضِبَ مرّةً مِنّا حَياؤُهُ
وآهٍ لوْ يَعودُ ؟ تَرَكَ الْحِصانَ وَحيداً.
وأغانٍ كَثيرَةً لِلشُّرْبِ.والْحَياةِ
وفَرّ مِن دائي وذاتِهِ
إلَـى الْمُرْتفَعاتِ.

والخاتمةُ تكون على نسق هذه الإيقاعات الجميلة وهذا الانسياب الشعريّ بكلّ ما فيه من تقاطعات وانحدارات وانسياب تعمّدت تأكيده في وجهٍ من
وجوهِ المقاربة وهو تركُ السبيل للقصائد تبلّغُ
حقيقة ما أضمرته في العنوان ـ

ونختم هذه السيرة بقصيدة لشاعرنا :
الأستاذ م . الزهراوي..
تقول حياته شعرا :

سيرَةُ الطّين..
سيرتي شعرا !
مع مر الأيام..

واسائِلَتي
عنْ ماضٍ وَلّى
وسُؤالٍ منْ
أنْتَ ؟ ذاتَ أيّامٍ
مِنْ جوعٍ وَحُزْنٍ
في التّيهِ !
سَيِّدَتي.. كوني
مُهْرَةً جامِحَةَ الأحْلامِ
في مَدى حَياتي ..
وَمِنَ الماءِ إلى
الماءِ في دُموعِ
وطَني أيّتُها
القَصيدَةُ أوْ..
حتّى ضَغائِني
وجُرْحِيَ المُهْتَرئِ.
وَإنْ أرَدْتِ سيرَةَ
مِدادِيَ سائِلَتي في
دَياجي اللّيالي..
أوْ ما رَآهُ نسْرِيَ
مِن صَفَحاتِ الجوِّ
وَقِمَمِ الجِبالِ..
وَخَطّتْهُ شُجونِيَ
بِحِبْر ألَمي..
وأنا طِفْلٌ مَهْمومٌ..
أُراوِدُ في الحُلْمِ
طائِرَةً وَرَقِيّةً ..
بِسَماءِ الحَيّ
وزُقاقِنا المُتْرِب أوْ
مُذْ كنْتُ يافِعاًَ في
وَطَني المقْتولِ..
لنْ تجِديها في
غياهِبِ الغيْبِ أوْ
سَراديبِ الظّلام ..
بلْ نقِّبي مَسْتَعينَةً
بِمِصْباحِ دْيوجينَ
وَترَيْنَها في شِعْرِيَ
عالِقةً بِوَجَعي..
وَأنا البَدَوِيُّ جِئْتُ
إلى المدينَة أسْعى
مِنْ غيْرِ قَصْدٍ
لِأنْشُرَ بَذارِيَ
في الكوْنِ بِاسْمِ
الحُبّ وَالإنْسانِ.
أوْ تعْثُرينَ عَلى
بعْضٍ مِنْها..إنْ
كانَ الأمْرُ يَعْنيكِ
ويَهُمُّكِ تاريخِيَ
الحَزين وَأنا أحْظى
بِاهْتِمامِكِ ياحَمْقاءُ ..
في الصّدى أوْ
في آثارِ أقْدامٍ ..
بِطيّاتِ الكُتبِ..
في أحْلامِ النِّساءِ
وَأحْزانِ المدُنِ
الّتي تشْهَدُ أنّني
عِشْتُ أمْشي
أحْمِلُ عالِياً كبَهْلولٍ
كوْنِيِّ ّالعِشْقِ
شُعْلَةَ الحُريّةِ..
عَلى كاهِلي حِمْلٌ
ثَقيلٌ بهِ صُرّةُ
أشْياءِ قلْبِيَ
المنْسِيَةِ..
وَهُمومُ العالَمِ
أوْ في مَنْفايَ..
في ثُمالَةِ كأْسي
بِغَيْرِ مَكانٍ..في
أحْرُفٍ سودٍ
كالغِرْبانِ أوْ..
في السّرابِ!
إذْ كانَ العُمْرُ ..
غْيْمَةً بيْضاءَ انْتهَتْ
وبدَأتُ رَحيلِيَ في
غبَشٍ مِن الظّنِّ..
وأنا مِنْ غيْرِ
أصْفادٍ إلى حيْثُ
الغَوْصُِ بَعيداً..
والغُرْبَةُ قبْرِيَ في
مَدٍّ آخَرَ لِلزّمَانِ..
أمَلاً في السّلامِ
أوِ الفِدَوْسِ المفْقودِ
لِأنّي مُنهَكٌ ..
ملَلْتُ مِنّي وَدونَ
ذَنْبٍ رَمَتْني
الحياةُ الغَنوجُ وَلا
تدْري أيْنَ ..
مِنَ اللّامَكانِ.
رَضيتُ بالحُكْمِ
ياقاضِيَ فأنْتَ منْ
أمرَ بِالنّفْيِ في
المَوْتِ أوَلا يكْفيكَ
هذا إلهي ؟!

محمد الزهرازي
أبو نوفل

شكرا ـ تظلّ نصوصك مرتبطة بالمتون ـ متون الشعر العربي الحديث وقابلة للترجمة إلى كل اللغات حيث أن علمك بالتركيب الذي يمكّن من الترجمة هو الذي يفتح أمام هذا المتاح ـ وأيضا أسلوبك في الكتابة الذي تعتمده ـ ولم أجد إلاّ النزر القليل ممن يتّبعونه يسهل أيضا القراءة والتمكن من المقاربة بيسر ــ أدام الله أنفاسك ـ X

كلمة الشاعر حسن بنعبد الله / تونس

السيرة من إعداد :
الشاعر والناقد حسن بنعبد الله
صفاقس / تونس



#محمد_الزهراوي_أبو_نوفلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت بحار.. إلى روح عبد الله راجع
- هو القادم.. وقد يأي أو لا يأتي ؟
- وجهتي وجهها..
- كلمات..
- حريق عدن..
- حذاء منتظر..
- المؤامرة..
- نسيج عربي إلى.. غزة الملحمة ومقاوميها الأشاوس
- يقول. .
- اسردون.. الشاعر الزهراوي
- معادلة مثيرة
- معاهدَة حُبّ
- حبيبي وطنٌ
- أنا مريض بِها
- اسْمَعوني
- ما القصيدة؟!
- عزف بدوي
- لعلّها.. تراني هنا
- مع الشاعرة.. رشيدة الأنصاري الزكي
- قِراءة امرَأة..


المزيد.....




- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الزهراوي أبو نوفلة - سيرة ذاتية للشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل