أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة














المزيد.....

الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر دولة الاحتلال استهدافها لأبناء قيادات الصف الأول في حركة حماس خلال الحرب على غزة وخاصة في رفح على أنه على حد زعمها إنجازات عظيمة. ووفقا لما أورده الإعلام العبري فقد كان نجل القيادي غازي حمد الذي اغتيل أمس ٣٠/نوفمبر/٢٠٢٥ ضمن مجموعة المقاتلين داخل أنفاق رفح التي تتهمها دولة الاحتلال بالمشاركة في الهجوم الذي استهدف كتيبة النحال وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى وأسرى في صفوف قواتها كما أشارت إلى العثور على رشاش من نوع تافور قالت إنه يعود لقائد سرية في لواء الساحل.

وقد تحول هذا الخبر إلى مادة للتشفي والاحتفاء على المواقع الصهيونية التي وصفت تصفية عبد الله جازي حمد نجل القيادي غازي حمد بأنها إنجاز استثنائي للجيش في محاولة لإبراز نجاحات عملياتية موهومة مقابل الضغوط العسكرية والسياسية التي تواجهها دولة الشتات في حرب متشابكة وطويلة.

ووفقا لما نشرته تلك المواقع فإن من تم اغتيالهم من أبناء القيادات العليا في حركة حماس، هم همام خليل الحية نجل خليل الحية، ونعيم باسم نعيم نجل القيادي باسم نعيم، وعبد الله جازي حمد. ويؤكد الإعلام العبري دعما للرواية ذاتها أن العشرات من أبناء القيادات تم اغتيالهم في اشتباكات ميدانية، ويشدد على أن أغلب هؤلاء الأبناء من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري للحركة.

ويبدو أن دولة الاحتلال تسعى من خلال هذا الاستعراض الإعلامي إلى توجيه ضربة معنوية لحماس خاصة مع عجز الأولى عن الإعلان عن مكاسب استراتيجية واضحة على الأرض، وفي المقابل فإن حركة حماس تنظر إلى هذه الاغتيالات انها عمليات فدائية لا تؤثر في بنيتها التنظيمية أو قدرتها القتالية نظرا لاعتمادها على نظام الخلايا.
كما ان مثل هذه الاستعراضات تشكل محاولة لتجميل صورة الجيش أمام الجمهور الصهيوني، وإعادة صياغة المشهد أمامه باعتبار أن الاغتيالات تشكل "نجاحا يضرب العمق الاجتماعي للحركة ويقلل من الروح المعنوية في صفوفها".

لكن الحقيقة أنه رغم مرور أكثر من عامين على الحرب المسعورة على غزة لم تتقدم دولة الاحتلال نحو الحسم فاستهداف أبناء قيادات حركة حماس لا يعني إضعاف بنيتها العسكرية إذ أظهرت التجارب السابقة أن الحركة ذات بنى لامركزية تمكنها من تعويض الخسائر البشرية بسرعة وما شهدته ساحات القتال بعد استشهاد السنوار دليل واضح على ذلك وأن قوة الحركة تعتمد في الأساس على مقاوميها.

وفي المحصلة، إن ما يجري اليوم يعيد تلك الصورة المتكررة من التاريخ الفلسطيني، حين اعتقدت سلطات الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني أن ضرب القيادات سيقتلع الحركة الوطنية من جذورها.
فاستشهاد الشيخ عز الدين القسام في أحراش يعبد عام ١٩٣٥، كان شرارة لثورة كبرى. وفي السبعينيات والثمانينيات حين استهدفت قيادات بارزة في الداخل والخارج، استمرت فصائل المقاومة في إعادة بناء نفسها وتوسيع حضورها الشعبي. واليوم يتكرر الشيء ذاته في غزة، حيث أن الاغتيالات لن تؤول إلا إلى إعادة تشكل البنية التنظيمية لا انهيارها. وفي المقابل، تبدو محاولات استثمار هذه الضربات من قبل الاحتلال كإنجازات أشبه بتكرار إخفاقات الماضي. وأن القوة الحقيقية تكمن في استمرارية الفكرة، والمقاومة فكرة ولن تموت.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -رابين- إلى -نتنياهو-..طفولة مستباحة وسياسة لا تتغير
- قرار استملاك باحة الحرم الإبراهيمي.. مرحلة جديدة من التهويد ...
- عملية -خمسة أحجار-..ماذا تخفي؟
- مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب
- المقاطعة الأكاديمية..ما الذي فعلته غزة؟
- حفار واحد… وآلاف الشهداء ينتظرون
- المنطقة الأمريكية -الخضراء-..مشروع لن يمر
- حين تصبح الوساطة الدولية حبرا على ورق..غزة تحت القصف
- اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون ...
- توسع الاحتلال شرق غزة وفراغ الضمانات الدولية
- إعدام الأسرى..تشريع للقتل الجماعي
- مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025
- المشروع الأميركي الجديد لغزة..هل هو انتداب حديث؟
- جمعية -المجد- ورحلة -رامون- إلى جنوب إفريقيا..
- مطر يختبر الخيام.. وإرادة تهزم الغرق
- *جاجة حفرت على راسها عفرت*
- جرائم باسم -الأمن-..اغتصاب في سجون الاحتلال
- إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إ ...
- أنفاق رفح تعيد خلط أوراق الحرب على غزة
- الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.


المزيد.....




- دبلوماسية أمريكا تواجه اختبار الكرملين.. هل ستنجح في إنهاء ح ...
- ترامب يحذر إسرائيل من -عرقلة تطور سوريا- ويشيد بأحمد الشرع.. ...
- دعم أوروبي موحد لأوكرانيا قبيل زيارة مبعوث ترامب لموسكو
- -الأبد هو الآن- يحتفل بنسخته الخامسة
- البابا يصلي في لبنان من أجل السلام ويدعو قادة الطوائف إلى رف ...
- ترامب يعمّق من أزمة المصابين بالإيدز ويقذف بمصير الملايين نح ...
- القضاء الفرنسي يحكم على مغربي بالسجن ثمانية أشهر بتهمة معادا ...
- ما خلفيات ارتفاع أرباح مصنّعي السلاح في العالم وهل هو مؤشر ع ...
- ماذا نعرف عن محاكمة نتنياهو وطلب العفو من الرئيس الإسرائيلي؟ ...
- ما مدى استعداد الصحفيين الناشئين لمتطلبات المستقبل؟


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة