محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 03:41
المحور:
قضايا ثقافية
دمشق في قصيدة بدوي الجبل "حنين الغريب" ليست مجرد مكان جغرافي، بل تتحول إلى رمز شعري متعدد الأبعاد يجمع بين الحنين، الهوية، والجمال الروحي. إليك دراسة تحليلية مركزة لهذا البعد:
---
دمشق: الرمز والحنين
1. الوطن كملاذ وجداني
يظهر حب الشاعر لدمشق كعمق شعوري متجذر:
> «و لكنّ قلبي بالشام مقيم»
دمشق هنا ليست مجرد مدينة، بل رمز للانتماء النفسي والروحاني، وملاذ للسلام الداخلي.
2. المدينة كحافظة للذكريات
كل مشهد في دمشق يحمل أثرًا ذاكرةً حية في النص:
> «خيال جلا لي الشام حتّى إذا انطوى تنازع قلبي عبرة و وجوم»
الحنين إلى دمشق يمثل الارتباط بالطفولة، بالأماكن والأشخاص، بالحنان الأولي.
3. الجمال الطبيعي والمعماري
دمشق في النص متجلية في الطبيعة والمعمار والتاريخ، ما يضيف بعدًا جماليًا للصورة الشعرية:
> «و حيّت من الرّوح الشاميّ نفحة و ولوع بأشتات الطّيوب لموم»
المدينة هنا هي فضاء للحواس، للألوان، للعطر، وللحنان الطفولي.
4. دمشق كرمز للهوية والثبات
في مواجهة الغربة، تبقى دمشق رمزًا للثبات والوفاء للذات:
> «و يا ربّ تدري الشام أنّي أحبّها و أفنى و حبّي للشام يدوم»
الشاعر يربط بين حبه للمدينة وبين حبه للحياة والهوية، فهي مصدر القوة والطمأنينة.
5. المدينة كعنصر فلسفي وجداني
دمشق تمثل فضاءً للتأمل والتفكر في معنى الغربة والحنين:
> «و كلّ مقام فيك حتى على الأذى حميد و كلّ النأي عنك ذميم»
المدينة هنا تتجاوز الحسية لتصبح رمزًا للحكمة والجمال الخالد في النص الشعري.
---
الخلاصة
دمشق في "حنين الغريب" هي رمز شامل للحياة، الجمال، والحب، والذاكرة، والهوية. إنها المكان الذي يتصل فيه الحنين بالغربة، والذكريات بالوجود، والجمال بالروحانية، ما يجعل من النص رحلة وجدانية متكاملة تتجاوز حدود الجغرافيا لتصل إلى التأمل الفلسفي والجمالي.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟