خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 21:18
المحور:
الادب والفن
أيام
تأخذني خطواتي،
لا إلى يومٍ قديمٍ فقط،
بل إلى ظلٍّ كان يشبهني
حين كُنتُ أقبضُ على أجرةِ بقالٍ
كأنني أقبضُ على يومٍ ناقصِ الضوء.
المقاهي التي كانت تزمجرُ بالدخان
رفعتني مثل بخارٍ
وألقتني في رئةٍ
لا تزالُ ــ رغم حماقتها ــ
تبحث عن نفَسٍ
لا يُشبه الرماد.
كانت أيدي البقال
تتلطّخُ بما لا اسم له،
أردانٌ تتهالكُ على كتفين صغيرين
وسيلُ عسسٍ
يهبطُ كما لو أن الليل
يَسقطُ من نافذةٍ عاليةٍ
وينكسرُ على الرصيف.
وكنتُ أقول:
يا ليت الليلَ يأتي
أخفَّ من خُطى العسس،
أكثر صدقًا من دخانٍ يتيم،
أقربَ إلى الأرض
حين تمسُّها سنابكُ الريح
وتتركُ فوقها علامةً
تنمو مثل فاكهةٍ
تنتظر قطرةَ نور.
النهارُ الآن
يمشي في عينيَّ
كماءٍ يصعدُ في ساقِ سنبلة،
يُزيلُ الغبار
عن وجهي المتعب،
ويتركُ للضوء
فرصةً كي يعرّي الظلالَ من أردانها.
أقول:
ليت هذا الصباح
يظلُّ صباحًا،
بلا دخانٍ
ولا أكتافٍ غارقةٍ بالطين،
بلا سيولٍ تهدمُ الرحلة،
ولا ليلٍ يهبطُ
كأنه وصيّةُ قديم.
أريد يومًا
بلا حقائبَ من غبار،
بلا سلالٍ من دخان،
بلا أردانٍ
تُلبِسُنا ما لا نشتهي.
أريد صباحًا
يمشي معي،
لا أمامي ولا خلفي—
مجردُ ضوءٍ
يقترحُ حياةً أخرى
تبدأ الآن.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟