أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائد ماجد - العلم في منطق المظفر














المزيد.....

العلم في منطق المظفر


عائد ماجد
كاتب

(Aaid Majid)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 22:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الإسهامات الكثيرة في عالمنا العربي والإسلامي في تقديم علم المنطق هو “منطق المظفر”، الذي قدّم به الشيخ المظفر قواعد المنطق وأُسسه بشكل واسع. وإنّ الغرض من قراءة “منطق المظفر” بهذه الصيغة له غرضان: الأول هو دراسة المنطق لدى من كتبوا به، والثاني هو تشخيص الأخطاء في كتاباتهم.

وكون الشيخ المظفر يرمي في مجال العلم، وبالتحديد علم المنطق، وبما أنّ قراءتنا هذه تتمحور حول العلم في “منطق المظفر”، فعلينا أولًا معرفة أيّ علمٍ يعني المظفر عندما يذكره، فإنّ للعلم أنواعًا قسمها المظفر في هذا الكتاب، ويجب أن نبدأ حديثنا بمحور هذا العلم. فما هو محور علم المنطق في قراءتنا هذه؟ وبهذا الشأن هناك أقوال متعددة، ومنه قول إنّ محور المنطق هو “التعريف والحجة”. وأعني بالمحور ما يربط جميع المسائل ببعضها داخل المنطق، فلا يمكن لي الاستدلال عن شيء لا أعرفه أولًا، كالماء لا يمكنني الاستدلال عنه ما لم أعرف ما هو، والحجة هي الدليل المثبت لوجوده. هذا ما يبين لنا أنّ العلم منقسم إلى جانب تصوري وجانب تصديقي، فالتعريف هو المرتبط بالجانب التصوري، والحجة هي المرتبطة بالجانب التصديقي. [1][2]

ومن العلم ما لم يذكره المظفر ليبيّن كلامه في أي قسم من العلم، كالعلم الانفعالي والعلم الفعلي. المراد من العلم الفعلي هو أنه العلم الموجود قبل وجود المعلوم، والمراد من الانفعالي هو أنه العلم الموجود بعد وجود المعلوم. فعلمنا بما نقرأ الآن هو علم وُجد بعد وجود ما نقرأ، بخلاف لو كنا من كتبه، فنحن لنا علم به قبل وجوده.

ومن العلم ما ينقسم إلى علم حضوري وعلم حصولي، وهو ما كان يجب على المظفر أن يبيّنه بشكل واضح في بداية حديثه، لا في الهامش كما ذكره، وهذا ما لا يمكن لنا أن نشكّل به على الشيخ المظفر، لأنه لم يُعرض عن شرحه. والفرق بين العلم الحضوري والحصولي فرق واضح. وعلى سبيل المثال لتبيين الصورة: لو أصبت بألمٍ معين، فهذا الألم الذي فيك حاليًا هو حاضر عندك، علمك به علم حضوري، لأنه حاضر لديك وتحسّ به في هذه اللحظة. إذا ذهبت إلى الطبيب وشرحت له هذا الألم، سيكون مك صورة في ذهن الطبيب، لا حاضر عنده. في العلم الحضوري نفس الألم حاصل عندك، وفي الحصولي هو أن صورة الألم حاصلة عندك. والفرق الثاني بينهما في الوجود الذهني والوجود الخارجي، ففي العلم الحصولي كونه صورة عن الشيء، فهو إما أن يطابق الواقع أو لا يطابق، أما في الحضوري فلا يُعقل الخطأ، إما أن يكون العلم حاصلًا أو غير حاصل، فإذا حصل فهو موجود، ولا مجال للخطأ فيه، وإذا لم يحصل فلا يوجد شيء ليخطئ الإنسان فيه أو يصيب. [3]

وهذا يقودنا إلى الفرق الثالث، وهو أن الحضوري لا معنى للخطأ فيه، ولكن الحصولي فيه صحيح وخاطئ.

وهنا نأتي إلى سؤال قراءتنا هذه، وهو: كيف يحصل الإنسان على العلم؟ ومما لا شك فيه هو أن علمنا يأتي بعد وجودنا، وللإجابة عن هذا السؤال توجد العديد من النظريات، والنظرية التي يأخذ بها الشيخ المظفر هي النظرية الأرسطية التي تقول إن الإنسان يحصل على العلم أولًا من الحواس الظاهرة، فتنقل له عددًا من الانطباعات. على سبيل المثال، لو وُلد طفل، وهذا الطفل الصغير وضع يده على ثلج، سوف يحسّ بإحساسٍ معين، هو كطفل لا يعبر عنه بمصطلح، لكن هذا الشعور موجود، وهذا ما يُسمّى بالعلم الحسي، وهو بتعبير المظفر “رأس المال لجميع العلوم”، وهو علم موجود في الإنسان كما يوجد لدى غيره من الحيوانات.[4]

وبعد هذه المرحلة، عندما يضع الطفل مسميات لهذه الانطباعات ويرى صورها، ينتقل إلى مرحلة أخرى يكون فيها قادرًا على تخيلها دون وجودها أمامه وبدون النظر إليها، وهذا هو “العلم الخيالي”. ويُقصد بالخيال هنا تلك الصور الموجودة في الذهن دون وجودها أو الإحساس بها خارجيًا.

والشيخ المظفر هنا خلط بين مفهوم “المتخيلة” وبين “العلم الخيالي” في وصفه، فالعلم الخيالي ما قمنا بوصفه للتو، والمتخيلة ما وصفها الشيخ المظفر، وهي ربط صورة بصورة لاستخراج صورة أخرى بعيدة عن الواقع، كصورة الطير في مخيلتي وصورة الحصان، فأتخيل حصانًا بأجنحة أو حصانًا بريش.

وهو أيضًا ليس من المختصات بالإنسان حصرًا، فهو موجود لدى غيره من الحيوانات، فهناك حيوانات تتذكر الوجوه والأماكن التي لم ترها لسنوات. [5]

والمرحلة الثالثة هي “العلم الوهمي”، وهي مرحلة مختلف عليها عند المناطقة والفلاسفة، لكن الشيخ المظفر يذكرها، وهو العلم بمفهوم علم جزئي، كعلمنا بالخوف من الظلمة أو حب فلانٍ أفلامه، فنحن نعرف المفهوم، لكن يختلف عليه عند وضعه على شيء. والإنسان يشترك بها مع غيره من الحيوانات، لكنها آخر مرحلة يرتبط بها الحيوان مع الإنسان، فالإنسان يرقى إلى مرحلة “التعقل”. فميزة هذا العقل أنه قادر على إدراك الكليات، فكل العلوم التي سبقته علوم جزئية؛ فالحسي إحساس مادي بالشيء، والخيالي صورة عنه لا غير، والعلم الوهمي هو معرفة المفهوم على هذا الشيء فقط، أما العقل فهو إدراك الكليات، فنحن نعلم الخوف بذاته لا الخوف من خلال شيء، والإنسان يرتقي عن الحيوان بهذا. [6]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المنطق للمظفر جـ1 صـ16
[2] المنطق للمظفر جـ1 صـ25
[3] المنطق للمظفر جـ1 صـ13
[4] المصدر السابق
[5] المنطق للمظفر جـ1 صـ14
[6] المصدر السابق



#عائد_ماجد (هاشتاغ)       Aaid_Majid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة العقلية والمزدرية بين ابن رشد والغزالي
- معضلة الشر: تحليل نقدي
- جدلية الإنسان والدين: الأخلاق بين المطلق والنسبي
- واقع الحركات النسوية بين التاريخ والمجتمعات
- نقد الفلسفة اللاإنجابية عند دافيد بناتار
- الفلسفة المثالية بين أفلاطون وبركلي
- تحوّلات الحضارات تبدأ من المجتمع
- الدين عند كارل ماركس
- كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون
- كارل ماركس فيلسوف أفسده الشيوعيون فلسفياً
- الديالكتيك
- الفلسفة المادية من الجذور إلى التفرع
- نقد نظرية القيمة عند كارل ماركس


المزيد.....




- ترامب خلال لقائه ولي العهد السعودي: إيران تريد بشدة التوصل إ ...
- ترامب يرفض سؤالاً حول مقتل خاشقجي.. كيف علّق محمد بن سلمان؟ ...
- مصر: إلغاء نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في ...
- من مدينة الداخــــــلــــــــــــة من أجل الوحدة والديمقراطي ...
- منتخب العراق يهزم نظيره الإماراتي في مباراة التأهل للملحق ال ...
- تصريح صحفي صادر عن حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
- نتنياهو: مصممون على استكمال الحرب في كل الجبهات وعلى تجريد ح ...
- لا يبرحون خيامهم.. المطر والحصار يعصفان بذوي الإعاقة في غزة ...
- الاستخبارات البريطانية تحذر البرلمانيين من محاولات تجسس صيني ...
- ما السر وراء سعي روسيا لتدمير سكك الحديد الأوكرانية؟


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائد ماجد - العلم في منطق المظفر