أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عائد ماجد - واقع الحركات النسوية بين التاريخ والمجتمعات














المزيد.....

واقع الحركات النسوية بين التاريخ والمجتمعات


عائد ماجد
كاتب

(Aaid Majid)


الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 09:53
المحور: المجتمع المدني
    


نرجس سالم وعائد ماجد
إنّ مصطلحَ النَسويّة ،بين حقيقته وما هو متداولٌ بين الناس،هما فهمان مختلفان لا يمتُ احدهُما للأخرِ بِصلةٍ.
تُعرف (بيل هوكس) في كتابها النظرية النسوية من الهامش الى المركز، أنّها حركةٌ تهدفُ إلى الغاء التمييز والاستغلال والاضطهاد على أساس الجندر ،النَسويّة ليست ضد الرجال ولا تطمع بحسب تعريفها كحركةٍ للعدالة الاجتماعية إلى قلب هرم الاستغلال والاضطهاد بجعل النساء يمارسن الاضطهاد وجعل الرجال يتعرضون له بل أن العدالة هي خلق مجتمع لا يظلم فيه أحد ولا يستغل ولا يضطهد.
إن حركة النسويّة هي حركة ثورية، ظهرت ونشأت لعدةِ أهدافٍ ، هي تحرير المرأة من كافة أشكال العنف والسيطرة والهيمنة الذكورية التي لا ترى من المرأة إنساناً لهُ كيانهُ الخاص الذي يحترم، وله واجباتٌ وحقوق، كما عليه إذ أصبحت كائناً مهمشاً يُتمتّع به وآلة للانجاب والعمل لاغير.
ويجبُ أن نُشيرَ إلى نقطةٍ مهمةٍ هنا، هي أن الوعيَ النَسويّ ليس وليدَ لحظةٍ تاريخيةٍ معينةٍ او مرحلةٍ سياسيةٍ أو ثقافيةٍ خاصة بالغرب.
إذ من المهم أن نعلمَ أن وعيَ النساء بموقعهن الأجتماعي وحساسيتهنّ للتميّيز ،كانا حاضرين في كل مراحل التاريخ البشري، وعند غالبية المجتمعات ،وهناك الكثير من الامثلة على ذلك في التاريخ. فقد نضمت النساء مع بعضهنَّ حركاتٍ وموجاتٍ للسعي من أجل تحقيق ذواتهن والمطالبةِ بحقّهنَّ في الحياة الحرة و العيش الكريم والحق بالتعليم والعمل والإنجاز والتفكير وإتخاذ القرار بشان نفسها وحياتها أن لا تُجبر وأن لا تكون خاضعة للهيمنة الذكورية، ولاتكون بالمرتبهة الثانية دائما.

وعام 380م، بمرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس، أصبحت المسيحية ديانة الإمبراطورية الرومانية الرسمية، ومن هذه اللحظة ستصبح الكنيسة أو المسيحية المؤسسية أكبر سلطة فكرية وتشريعية في الإمبراطورية الرومانية، وفي أوروبا لقرون بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وأقصيت المرأة تماماً من أي سلطة دينية أو علمية أو سياسية، وقدّسوا دورها البيولوجي فقط على أنه الوظيفة الوحيدة التي يجب أن تنشغل بها المرأة، فلا يمكن للمرأة أن تحكم أو تمتلك مكانة دينية بما يمنحها دوراً من السلطة، باعتبارها ناقصة عقلٍ وإيمان، حتى الراهبات كنّ خاضعات للسلطة الذكورية المتمثلة بالأسقف أو القس الأعلى.

حتى النساء اللاتي حملن لقب القديسات، أو النساء اللواتي حظين بنوعٍ من التقديس، كنّ على نوعين: إمّا نساء نلن اللقب بعد إستشهادهنّ في الاضطهادات الوثنية قبل اعتناق الدولة الرومانية للمسيحية، أو نساء تم تقديسهن لأسباب أخرى مثل مونيكا أم أوغسطينوس. وفي كلتا الحالتين كنّ مجرد رموزٍ للقداسة، ولا يمتلكن سلطة كنسية فعلية. وحتى بعد قرونٍ من هذا، في الإصلاح البروتستانتي، لم يتغير الأمر، فرغم تمرّد لوثر وكالفن على البابوية، أبقوا على ذات الأمر. في تلك الفترة، في عصر النهضة، كانت هناك استثناءات لنساءٍ فكرن مثل كريستين دي بيزان، لكنه كان استثناءً نادراً، ولم يُنظر إليهنّ بجديةٍ فكرية.

حتى جاء القرن التاسع عشر بالثورة الصناعية، عندما سيطرت الرأسمالية على الدول الأوروبية الكبرى التي ازدهرت بها الصناعة مثل إنجلترا، بحيث لم تكن المرأة إلا عملاً رخيصاً في المصانع بعد تجنيد الرجال في الجيوش إبان الحرب العالمية الأولى.

أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر كانت مجتمعاً ذكورياً بالكامل، بحيث إن هذه الفكرة كانت متجذّرة في الوعي الجمعي للشعوب الأوروبية، لدرجة أنها أصبحت فكرة بديهية في المجتمع الأوروبي، ونادراً ما يشذّ البعض عن هذه الفكرة الجمعية آنذاك.

بدايات الوعي النسوي في المجتمعات الأوروبية كانت نُخبوية فكرية، عندما لاحظت الكاتبات والمفكرات القليلات آنذاك في عصر التنوير التناقض الضمني في نظريات فولتير وروسو الذين دعوا إلى تحرير البشر مستثنين المرأة. نتيجة البيئة الذكورية كانت الملاحظة الشيء الوحيد بالأمر، وحتى الاعتراضات لم تكن ذات أهمية، ولم يَدُوِّ صوتها ليسمعها المجتمع.

بداية النسوية في القرن التاسع عشر كانت نتيجة توعيةٍ اشتراكية ضد الرأسمالية، بمطالب المساواة، منها حرية المرأة في العمل السياسي وغيرها من المطالب مثل حقها في التعليم. لينشقّ التيار في النصف الأول، فبقي اشتراكياً أكثر من كونه نسوياً، نسميه اليوم النسوية الماركسية، والتيار الآخر الليبرالي هدفه الحقوق النسوية فقط. ورغم هذا الانقسام، إلا أنه لم يكن انقساماً يفتت التيار ويقسمه ويشتت قضاياه، خاصة بعد الحركات النسوية في الستينات والسبعينات، فكانت قضيته الكبرى هي حقوق المرأة.



#عائد_ماجد (هاشتاغ)       Aaid_Majid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفلسفة اللاإنجابية عند دافيد بناتار
- الفلسفة المثالية بين أفلاطون وبركلي
- تحوّلات الحضارات تبدأ من المجتمع
- الدين عند كارل ماركس
- كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون
- كارل ماركس فيلسوف أفسده الشيوعيون فلسفياً
- الديالكتيك
- الفلسفة المادية من الجذور إلى التفرع
- نقد نظرية القيمة عند كارل ماركس


المزيد.....




- عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة ترشح ترامب لجائزة نوبل للسلا ...
- بعد ترحيل 171 من المعتقلين بينهم جريتا ثونبرج.. خارجية إسرائ ...
- الأونروا: نواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة بغزة وسط الحر ...
- الصليب الأحمر: مستعدون للعمل وسيطا محايدا لإعادة الأسرى الإس ...
- اليونيسف: لا مكان آمن في غزة.. والوضع اليوم أسوأ من أي وقت م ...
- المنظمات الأهلية بغزة تحذر من تفاقم معاناة النازحين مع قرب ا ...
- المنظمات الأهلية بغزة تحذر من تفاقم معاناة النازحين مع قرب ا ...
- المعارضة الإيفوارية تندد باعتقالات قبل أسابيع من انتخابات ال ...
- المعارضة الإيفوارية تندد باعتقالات قبل أسابيع من انتخابات ال ...
- هيومن رايتس ووتش: هجمات إسرائيل حولت غزة إلى أنقاض


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عائد ماجد - واقع الحركات النسوية بين التاريخ والمجتمعات