أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عائد ماجد - كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون














المزيد.....

كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون


عائد ماجد

الحوار المتمدن-العدد: 8458 - 2025 / 9 / 7 - 15:41
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الفيلسوف العظيم كارل ماركس لم يكن منظرًا سياسيًا في المقام الأول، بل كان أحد الفلاسفة الذين اهتموا بوضع أيديهم على مواضع الألم الإنساني، وتستطيع ملاحظة ذلك من خلال نقده للأنظمة الاقتصادية، بحيث أنه كان مؤمنًا بأن العالم يجب أن يكون أكثر عدلًا.

إن قرأت مؤلفات هذا الفيلسوف، ستجد أنه كان مفكرًا متمردًا على كل القيود، ودعني أعبّر عن ذلك بالقول إنه كان يريد تحطيم كل تلك الأصنام. والمفارقة أن الذين حملوا رايته من بعده، حوّلوه من هذا المفكر ذي الروح النقدية إلى إحدى الأيقونات التي لا يمكن المساس بها، بل إلى صنم كتلك التي سعى لتحطيمها.

بدايةً، لم يكن ماركس في حياته الفكرية منظرًا سياسيًا، بل كان في بدايته أحد تلاميذ هيجل، وكان آنذاك تائهًا في دروب المثالية، حتى خلع تلك العباءة ليرتدي عباءته التي اشتهر بها، وهي المادية التاريخية. وهنا بدأ ينقد كل شيء يراه ذا عيب – إن صحّ التعبير.

إذا قرأت مؤلفات ماركس مثل “مخطوطات 1844” أو ما يسمى “المخطوطات الاقتصادية الفلسفية”، فستجده يتحدث عن المفاهيم التي دعا إليها، لا بدافع دعم السلطة، بل لأجل الإنسان.

أما ما فعله الشيوعيون فيما بعد بكارل ماركس وبفكره، فلم يكن تجديدًا أو إحياءً له، بل كان – بمعنى الكلمة – تحنيطًا له، وتحويله إلى أيديولوجيا كتلك التي كان ينتقدها. وبالسياق التاريخي، دعونا نأخذ الجيل الأول من زعماء الفترة السوفيتية، والمتمثلين بفلاديمير لينين وجوزيف ستالين. فلينين لم يقرأ كارل ماركس كفيلسوف ومفكر، بل قرأه كمنظّر لثورة سياسية، واختزل مشروع كارل ماركس بالكامل بفكرة ديكتاتورية البروليتاريا. أما ستالين، فقد قتل ماركس الفيلسوف، بحيث حوله إلى أيقونة بيروقراطية اشتراكية قاتلة.

بإمكانك ملاحظة ذلك من خلال مقارنة بين ماركس كما هو، وبين ماركس الذي صوّره الاتحاد السوفيتي؛ فهذا الأخير أيقونة وشعار لنظام دولة بيروقراطي، والأول دعا إلى الحرية والعدالة. فبرأيك، أين هي الحرية والعدالة التي دعا لها ماركس داخل النظام السوفيتي؟

وصار نقد كارل ماركس للنظام الرأسمالي مبررًا للأنظمة البيروقراطية القمعية، وأُغلقت المصانع بوجه العمال، لا لتحريرهم، بل لربطهم بحزب الدولة الأوحد أو إله الدولة الأوحد، وصار البروليتاريا لا يملكون أي شيء، حتى صوت الاعتراض داخل هذا النظام القمعي. إذًا، أين هو نقد كارل ماركس للسلطة؟ أين هي أحلام كارل ماركس بالعدالة والحرية وإزالة القهر الإنساني؟ نعم، لقد دُفنت تحت أكوام من التقارير الحزبية والخطب الديكتاتورية.

الآن، تخيل معي لو أن كارل ماركس عاش خلال الفترة السوفيتية أو عاصرها كنظام سياسي اقتصادي، برأيك، ماذا كان سيفعل؟ سوف ينتقدها بشدة، كما انتقد برجوازية عصره. ماذا كان سيفعل لو رأى المعسكرات التي كانت تُعذّب الناس بحجة تحريرهم؟ ماذا كان سيفعل لو رأى الأسلاك الشائكة التي وُضعت فوق الجدران الخرسانية التي بُنيت باسمه؟ ماذا كان سيفعل لو وجد اسمه أيقونة للاستبداد الفكري والرقابة على الفكر؟

أنا أحد الشخصيات التي رأت كارل ماركس في بداية حياتهم كما أظهره الشيوعيون، لكنني أدركت بعد ذلك كم هو مختلف. بإمكاننا جميعًا معرفة كارل ماركس من جديد من خلال قراءته مجددًا بعيدًا عن أفواه الشيوعيين.

إعادة قراءته كإنسان، لا كأيقونة لا يمكن المساس بها.
إعادة قراءته كماركس المفكر، لا كماركس الحزب.
إعادة قراءته بالمنظور الفلسفي، لا بالمنظور الأيديولوجي.

وبذلك نُعيد هذا الفيلسوف الذي ظُلم إلى مكانه كمفكر دافع عن الحرية، لا كأيقونة للأحزاب الشمولية البيروقراطية.



#عائد_ماجد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس فيلسوف أفسده الشيوعيون فلسفياً
- الديالكتيك
- الفلسفة المادية من الجذور إلى التفرع
- نقد نظرية القيمة عند كارل ماركس


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 3 مسيرات انطلقت من اليمن ورابعة ...
- شواطئ مغلقة وبحر جائع: لماذا يبتلع بحر الإسكندرية ضيوفه كل ص ...
- ما الأهداف الاستراتيجية من وراء عملية إسرائيل العسكرية بمدين ...
- إسرائيليون يخشون أن يعرض الهجوم على مدينة غزة الرهائن للخطر ...
- ماكرون أمام تحدي إيجاد رئيس جديد للوزراء قبل يوم واحد من سقو ...
- المصور الصحافي الإيرلندي إيفور بريكيت يفوز بجائزة -فيزا دور ...
- خبير إسرائيلي: تعزيز احتلال الضفة يجري عمليا بدون إعلان رسمي ...
- فرنسا على مفترق.. إغلاق كامل وحكومة مهددة بالسقوط
- البرش: لن نغادر مستشفيات مدينة غزة ونترك المرضى
- مظاهرة في العاصمة البريطانية لندن للمطالبة بوقف فوري للحرب ع ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عائد ماجد - كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون