أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائد ماجد - النزعة العقلية والمزدرية بين ابن رشد والغزالي














المزيد.....

النزعة العقلية والمزدرية بين ابن رشد والغزالي


عائد ماجد
كاتب

(Aaid Majid)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 22:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل حضارة في فترة زمنية معينة، يجب أن تسود عليها نزعة تحرّك هذه الحضارة؛ فنحن نعلم أن الحضارات لا تسري على فكرة واحدة، بل على مبدأ أو نزعة عامة تسود وتروج، غالباً بصراع مع نزعة أخرى أو مبادئ أخرى. في هذا الصراع قد تموت بعض المبادئ والنزعات، في حين يعلو شأن النزعة الفائزة، لكن لدى تلك النزعات التي ماتت القدرة على العودة مجدداً، بشكل وإطار يناسب المجتمع بصورته الحديثة. ونحن رأينا هذا في أمثلة عديدة في التاريخ البشري والحضارة البشرية، مثل النزعة العقلية في أوروبا بعد أن ماتت في عصور الكنيسة، أو ما قبل عصر النهضة، لتعود بشكل جديد له جذوره التي ماتت من الإغريق والرومان، لكن بإطار يناسب وقته، لتكون هذه النزعة فيما بعد سبباً في نهوض أوروبا.

وهذه النزعة، وقبل أن تسود في أوروبا، كانت قد لاقت مكانها في العالم العربي الإسلامي، بل وكانت تتصارع مع النزعة المزدرية للعقل، وهذه الأخيرة هي التي بقيت حتى وقت قريب نسبياً من كتابتي لهذه المقالة.
حيث أن لجميعنا القدرة على رؤية هذا الصراع بخطوطه العريضة وتفاصيله، حيث إن صراعهما قد نراه جلياً بين ممثلي كلٍّ من هاتين النزعتين؛ حيث كانت النزعة العقلية التي يمثلها ابن رشد، والنزعة المزدرية التي يمثلها الغزالي. وعند إدراكنا لواقعنا الحالي، ولِما مضى، ومقارنته مع أحداث الصراع الذي دار بين النزعتين، سوف يثير هذا لدينا التساؤل: لماذا طغت نزعة الغزالي، ولم تَلقَ نزعة ابن رشد نفس الرواج، رغم أنها كانت الرائجة قبل هذا في العالم الإسلامي؟

ولنعرف إجابة هذا السؤال، علينا أن ندرك بأنها كانت سائدة في وقت قريب نسبياً من وقت حملة الغزالي عليها، أي أن العالم الإسلامي جربها وعرف ما هي. كما أن الحكم والظروف الاجتماعية آنذاك، لم تكن لتأخذ المجتمع للاستمرار بنفس النزعة التي كان عليها. وهذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي استمرت بواقع الأمة البائس، كانت سبباً في استمرار نزعة الغزالي حتى في العصر الحديث في العالم العربي.

الغزالي، بنزعته الأرستقراطية، وجد الحضن الدافئ في المجتمع الإسلامي، إضافة إلى تأييده من قبل السلطة آنذاك، فهو يُعد أول مفكر إسلامي تصدى للفلسفة بهذا الشكل.

ومن هنا، يمكن أن نستنتج أو نعرف بأن النزعة العقلية كانت موجودة قبل الغزالي، حيث كانت السائدة قبله. بل إن النزعة لم تمت بعد أن سلّ عليها الغزالي سيفه في كتابه الشهير “تهافت الفلاسفة”، الذي رد عليه ابن رشد في كتابه الشهير أيضاً “تهافت التهافت”، ليمثّلا ذروة هذا الصراع.

غير أن ابن رشد لم يلقَ نفس الحضن في المجتمع والسلطة، حيث أُمر بحرق كتبه ومصادرتها، وفُرضت العقوبات على حائزها. وهذا يُعد من الأمور المؤسفة في تاريخنا الإسلامي. لكن ابن رشد أصبح حلقة الوصل بين أوروبا القديمة، أي الإغريق والرومان، وبين أوروبا الجديدة التي تريد النهضة، حتى أن هناك بعض المفكرين الغربيين الذين يؤمنون بأن المنهج التجريبي مأخوذ من أفكار وآراء ابن رشد. وهناك بعض المفكرين الذين كانوا أقل حدة في اعتقادهم، حيث كانوا ينظرون لابن رشد على أنه شارح ممتاز لأرسطو، كالمفكر الفرنسي رينان وغيره من المفكرين.

هذا الصراع بين فكرتين، مثّل كلٌّ منهما شخصاً، يبين لنا كيف أن حركة النزعة في الحضارات قائمة على هذا الصراع، حيث تسود الفكرة التي تلائم مزاج المجتمع وهواه، وظروفه الحضارية والمحيطة به في فترة الصراع.



#عائد_ماجد (هاشتاغ)       Aaid_Majid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الشر: تحليل نقدي
- جدلية الإنسان والدين: الأخلاق بين المطلق والنسبي
- واقع الحركات النسوية بين التاريخ والمجتمعات
- نقد الفلسفة اللاإنجابية عند دافيد بناتار
- الفلسفة المثالية بين أفلاطون وبركلي
- تحوّلات الحضارات تبدأ من المجتمع
- الدين عند كارل ماركس
- كارل ماركس فيلسوفٌ أفسده الشيوعيون
- كارل ماركس فيلسوف أفسده الشيوعيون فلسفياً
- الديالكتيك
- الفلسفة المادية من الجذور إلى التفرع
- نقد نظرية القيمة عند كارل ماركس


المزيد.....




- السعودية في معرض فرانكفورت: تحد لصورة نمطية لكن بأي شكل ومحت ...
- بايرن يلحق الهزيمة الأولى بدورتموند.. ولايبزغ يرتقي للوصافة ...
- -خسرنا ثقة القطريين-...ويتكوف يشعر بـ-الخيانة- حيال هجوم إسر ...
- فايننشال تايمز: بهذا رد البرغوثي على بن غفير في فيديو المواج ...
- البرهان: مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان ويبعد أي تمرد
- الداخلية السورية تفكك خلية لتنظيم الدولة في ريف دمشق
- نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ...
- فيديو منسوب للبرهان بشأن مفاوضات تسوية النزاع بالسودان.. هذه ...
- الصليب الأحمر يسلم جثامين 15 فلسطينيًا من إسرائيل إلى غزة
- كيف يمكن للهرمونات أن تتحكّم بعقولنا؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائد ماجد - النزعة العقلية والمزدرية بين ابن رشد والغزالي