أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نايف سلوم - -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: هنريكس رقم 2 ، إدانة الفلسفة















المزيد.....

-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: هنريكس رقم 2 ، إدانة الفلسفة


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 04:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عناوين أخرى: حملة النقد المطلق الثانية، "النقد" و "فيورباخ" بقلم فريدريك انجلز.
باعتبار أن الفلسفة من وجهة نظر "النقد" هي حليفة "الجمهور"، وباعتبار أن الجمهور يريد صيغاً وعبارات سحرية لكي يقرر كل شيء سلفاً، عبارات تتيح له تحطيم "النقد"، فهو يحكم عليها بالهلاك. أي بما أن النقد يعتبر الفلسفة حليف للـ "الجمهور" فهو يسعى للحكم على الفلسفة بالهلاك.
يقول انجلز: ويستسلم "النقد المطلق" ثملاً بأمجاده وانتصاراته إلى رعدات مرعبة ضد الفلسفة. إن المرجل المهبوء الذي يلهب بخاره حتى الهذيان رأس "النقد المطلق" المخمور بظفره إنما هو كتاب "فلسفة المستقبل" لفيورباخ. لقد قرأ باور مؤلف فيورباخ في شهر مارس/آذار. ونجد ثمرات هذه القراءة في المقال رقم 2 ضد الأستاذ هنريكس، الذي يثبت مقدار الجدية التي بذلت في قراءة الكتاب.
نشر فيورباخ كتابه «مبادئ فلسفة المستقبل» في عام 1843، حين كان في التاسعة والثلاثين من عمره، وكان أنجز كتابة أهم مؤلفاته، مثل «في نقد الفلسفة الهيغلية» (1839) و «جوهر المسيحية» (1841) و «الموضوعات حول إصلاح الفلسفة» (1842). وفي هذا الكتاب الذي لم يكتب فيورباخ من بعده أعمالاً كبيرة أخرى، حاول المؤلف أن يطور جملة أفكار كان سبق له أن عبر عنها في كتاب عنوانه «أفكار حول الموت والخلود»، وكذلك في «جوهر المسيحية"، لا سيما فيما يتعلق بما كان يراه من غياب أي توافق بين مفهوم الواقع وجوهر الفردية التي كانت، في نظره، تمثل جوهر الطبيعة نفسه. (إبراهيم العريس: مبادئ فلسفة المستقبل). إن نزعة فيورباخ المادية الطبيعية والتي لم تجد طريقاً للتوافق مع المادية التاريخية وفعالية الأشخاص في التاريخ سوف تترك أثراً "وضعياً" على عمل انجلز المتأخر "لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية".
إن "النقد المطلق" الذي لم يخرج قط من قفص المفهوم الهيغلي، والذي يحاول استبدال الفلسفة حليفة الجمهور، "بالغنى الحقيقي للعلاقات البشرية"، وبـ "المحتوى الهائل للتاريخ" ومعنى الانسان، يُعلن أن "لغز النظام" الهيغلي قد "عُرّي".
يقول انجلز: ولكن من هو الذي عرّى لغز النظام إذن؟ إنه فيورباخ. من هو الذي أباد ديالكتيك المفاهيم، حرب الآلهة هذه التي يعرفها الفلاسفة وحدهم؟ إنه فيورباخ
من الذي وضع "الانسان"، هذا الفرد المحسوس، مكان الحشو الكلامي القديم عن "الوعي اللامتناهي للذات" (وهذه عبارة برونو)؟ إنه فيورباخ، وفيورباخ وحده.
إن فيورباخ قد حطم هذه المقولات نفسها التي يقذفها النقد في وجهنا الآن: غنى العلاقات البشرية، ومحتوى التاريخ الهائل، صراع التاريخ، كفاح "الجمهور" ضد "الروح"، الخ.
يقول انجلز: عندما نعترف بأن الانسان هو الجوهر، والاساس لكل فعالية إنسانية، ولجميع المواقف الإنسانية، يبقى "النقد" وحده قادراً على اختراع مقولات جديدة، وإعادة تحويل الانسان، كما يفعل بالدقة، إلى مقولة وإلى مبدأ لمجموعة كاملة من المقولات، لاجئاً بذلك إلى المهرب الوحيد الذي لا يزال متبقياً أمام اللاإنسانية اللاهوتية، المطاردة والملاحقة.
يضيف انجلز: إن التاريخ لا يصنع شيئاً، "إنه لا يخوض معارك"! بل على العكس، إن الانسان، الانسان الحقيقي والحي، هو الذي يفعل كل ذلك، ويملك كل ذلك ويخوض كل تلك المعارك؛ ولنكن على ثقة، بأنه ليس "التاريخ" هو الذي يستخدم الانسان كوسيلة ليحقق-وكأنه يشكل شخصا منفصلاً -غاياته الخاصة به. إن التاريخ ليس سوى فعالية الانسان الذي يتابع غاياته الخاصة به.
وفي سياق الاعجاب بفيورباخ وتقريظه يقول انجلز: إذن كان لا يزال لدى النقد المطلق، بعد اثباتات فيورباخ العبقرية، الجرأة بأن يُقدّم لنا مرة ثانية كل هذه المبتذلات على صورة جديدة. " يعلق لينين في الدفاتر الفلسفية على هذه العبارة بالقول: نلاحظ الاعجاب الذي مازال يُكنّه ماركس وانجلز لفيورباخ، والذي لن يتأخرا في تخفيفه (وتجاوزه) في مؤلفاتهما المقبلة (الأيديولوجية الألمانية، وموضوعات عن فيورباخ). وفي هذا السياق يقول انجلز: إن ما يسم وجهة نظر "النقد المطلق" اللاهوتية، من ناحية أخرى، هو أنه بينما ابتدأ الالمان اليوم بفهم فيورباخ، واستملاك نتائجه، فإنه هو على عكس ذلك، غير قادر لأن يدرك عبارة واحدة منه بصورة صحيحة، ويستعملها بمهارة". سوف يعود انجلس لاحقاً في سنة 1883 لتقريظ "لاهوت" باور بالذات في سياق حركة تجدد نقد الدين في فرنسا وألمانيا. (راجع كراسنا: الماركسية والدين)
إن باور الذي لم يحرّك ساكناً لإثارة انحلال الفلسفة، يحذّر الذين أنهكهم السير، وتجمّدوا في مكانهم (مثل الأستاذ هنريكس) أن تفوتهم التطورات المذهلة بالقول: "سيتألم من ذلك أولئك الذين لم يتطوروا، وبالتالي الذين لا يمكنهم أن يتغيروا، حتى ولو أرادوا ذلك، وفي أفضل الأحوال، عندما سينبجس المبدأ الجديد."
إن النقطة التي يتجاوز فيها النقد حقيقة أمجاده في الحملة الأولى، هي عندما يُعرّف (يُحدد) صراع "الجمهور" (كتلة الجمهور) ضد "الروح" (الفكر الذي هو النقد نفسه) وكأنه هو "الهدف" لكل التاريخ السابق، وعندما يعلن بأن "كتلة الجمهور" هي "عدم محض" وذروة "الفقر"، وعندما يدعو "كتلة الجمهور" صراحة ب "مادة"، ويضع مقابل "المادة" "الروح"، معتبراً هذا الاخير وكأنه الحق. ومن الذي سيقول بعد ذلك أن "النقد المطلق" ليس "ألمانياً مسيحياً بالأصالة"؟ (هذه العبارة ينقلها لينين في الدفاتر الفلسفية)
يقول انجلز: وبعد أن خيضت حتى الانهاك كل المعرك التي سببها التناقض الروحاني-المادي القديم، وبعد أن تغلب فيورباخ على هذا التناقض نهائياً (؟)، فإن النقد يصنع منه (التناقض) من جديد، وعلى أسوأ صورة منفردة عقيدته الأساسية، ويمنح النصر " للروح الجرماني المسيحي" “Christian-Germanic spirit”.. (هذه العبارة الأخيرة ينقلها لينين في الدفاتر الفلسفية)
يظهر مرة ثالثة مديح فيورباخ وتقريظه من قبل انجلز. وسوف يتبين لاحقاً أن فيورباخ لم يحل هذا التناقض الروحاني-المادي القديم كما تعلن عبارة انجلز ذلك بابتهاج. لكنه أخمد الديالكتيك بين التاريخ والطبيعة؛ بين الروح والمادة. أي عطّل المشكل ولم يحله
بهذا الشكل يتقمص برونو الروح الجرماني المسيحي كـ "نقد مطلق"، ويترك "المادة" للجمهور الذي يظهر على شكل "كتلة".



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: هنريكس رقم 1
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: المسألة اليهودية رقم 1 -و ...
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: النقد النقدي المطلق
- -الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: نسق عالم -أسرار باريس-
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: السرّ كـ -سُخرية-
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات-سر الاستقامة والتقى
- -الاسرة المقدسة- ؛ تحقيقات وتعليقات - سر المجتمع المثقف
- الاسرة المقدسة؛ تحقيقات وتعليقات - سر البناء النظري
- الاسرة المقدسة؛ تحقيقات وتعليقات: النقد النقدي -بسِمات تاجر ...
- الدولة الديمقراطية العلمانية والدولة المدنية
- -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات-حاشية نقدية رقم 5
- -الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات حاشية نقدية رقم 4
- محنة الديمقراطية والوطنية في مشروع بناء الدولة العربية
- نقد فلسفة التوسير
- في مفهوم الحضارة وتطوره
- مثلث هنري كيسنجر
- العلمانية، الديمقراطية، المواطنة
- مشروع الممر الاقتصادي الهندي-الأميركي
- الدولة السورية الحديثة: تواريخ ومحطات-2
- سوريا الحديثة: ثلاثة عهود


المزيد.....




- -لا أريد سماع ذلك-.. لحظة طريفة بين ترامب والصحفيين عند سؤال ...
- -زايد ما مات دام أبو خالد حي-.. تركي آل الشيخ ينشر صورة من ل ...
- بن سلمان يزور ترامب في البيت الأبيض: قضايا ساخنة على المحك! ...
- اليابان تدعو مواطنيها في الصين للحذر وسط تصاعد التوتر مع بكي ...
- ترامب يتوعد -عصابات- الكاريبي ومادورو مستعد للقائه
- مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبات ومنازل فلسطينية في قرية با ...
- حادث غامض بخط أنابيب غاز في منطقة أومسك الروسية
- القصبة.. قلب الجزائر العاصمة ومتحفها العابر للأزمنة
- ميرا غنيم.. فتاة فلسطينية ترسم القدس وتفوز بجائزة عربية
- النواب الأميركي يصوت اليوم على الإفراج عن ملفات إبستين وترام ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نايف سلوم - -الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: هنريكس رقم 2 ، إدانة الفلسفة