نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 02:02
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تلميحات غامضة عن السياسة، والاشتراكية، والفلسفة بقلم كارل ماركس.
دروس في السياسة نشرت في "هال" سنة 1843 في جزأين من قبل الهيغلي القديم هنريكس. ظهر التقرير عن الجزء الأول بقلم برونو باور في الكراس الأول من "ألجيمين ليتراتور زايتونغ" (الجريدة الأدبية العامّة) كانون الأول 1843. وفي المقطع المعنون هنريكس رقم 2 يتناول التقرير الجزء الثاني الذي نشره برونو باور في نيسان 1844 في الكراس الخاص من "ليتراتور زايتونغ" (الجريدة الأدبية).
ينفر النقد من كلمة "السياسة" ويتهيب لدرجة الرعب. يقول "النقد المطلق" بشخص برونو: "إن الحركات السياسية التي تحدث في عصرنا لها أي معنى آخر غير المعنى السياسي: إن لها في أعماقها معنى اجتماعيا هو، كما يعرف جميع الناس معنى تبدو أمامه جميع المصالح السياسية تافهة"
يعلق ماركس: قبل بضعة أشهر من ظهور المجلة الأدبية "النقدية"، ظهر المؤلف السياسي الخارق بقلم برونو باور: "الدولة، الدين، الحزب!"، كل الناس تعرف ذلك.
ويضيف ماركس: وإذا كان للحركات السياسية معنى اجتماعي، فكيف يمكن أن تبدو المصالح السياسية "تافهة" بنظر معناها الاجتماعي ذاته؟
إن النقد المطلق بشخص برونو والذي يتبجح بكتابه "غير السياسي" الذي كتبه قبل أربع سنوات، "كتابه الاجتماعي" والذي بقي حسب برونو مجهولا من هنريكس.
بالطبع، هذه المؤلفات ليست مطلقاً كتابات سياسية، بل هي دائماً وفي كل مكان "كتابات لاهوتية". فبرونو كان دائماً مؤرخ أديان، وهو يكتفي منذ ولادته الأدبية بكلمة "اجتماعي"، بحيث يكتفي بالكلمة!
يقول ماركس: منذ أن نشرت المؤلفات الاشتراكية في ألمانيا فكرة أن جميع الجهود وجميع الاعمال البشرية، كلها دون استثناء، تتضمن معنى اجتماعياً، فقد أصبح بإمكان السيد برونو تسمية مؤلفاته اللاهوتية أيضاً، مؤلفات اجتماعية.
لم يكن السيد هنريكس كبش فداء للحركات السياسية قبل "النقد"، بل بات الان كبش فداء للألفاظ "الهيغلية" العائدة للنقد المطلق، والتي استبقيت عمداً حتى نشر الجريدة الأدبية.
لقد أطلقوا صيغتين ضد هنريكس: فهم مرة يعتبرونه "هيغلياً محضاً" ومرتين "فيلسوفاً هيغلياً"، حتى أن السيد برونو يبتهج "أملاً" بأن الصيغ المبتذلة التي انتشرت في جميع كتب المدرسة الهيغلية (وبخاصة في كتب برونو) ستبلغ قريباً منتهى تطوافها، نظراً لحالة "الإنهاك" التي نجدها فيها في دروس الأستاذ هنريكس. إن السيد برونو ينتظر من إنهاك الأستاذ هنريكس انحلال الفلسفة الهيغلية, ويأمل هو نفسه التخلص من هذه الفلسفة!
يقول ماركس: إن "النقد المطلق (بشخص برونو) يطرح إذن أرضاً في حملته الأولى آلهته الخاصة، الآلهة التي عبدها ذلك الزمن الطويل: "السياسة"، و "الفلسفة"، معلناً أنهما صنما الأستاذ هنريكس.
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟