|
|
-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: المسألة اليهودية رقم 1 -وضع السؤال
نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 08:40
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
في بداية هذا الفصل يبدأ ماركس حديثه عن "الروح" على أنه رهط نقدي. والرَّهْط: العصابة من الثلاثة إلى عشرة. يقول: إن "الروح" بالتعارض مع "الجمهور" يتصرف منذ البداية بشكل نقدي، إذ يعتبر مؤلفه الخاص الضيق الأفق "المسألة اليهودية"، لبرونو بوير، كعمل مطلق، ويعتبر خصوم هذا المؤلف وحدهم كخطاة. في جوابه رقم 1 على الهجمات الموجهة ضد هذا الكتاب، لا يبدو على ملامحه حتى الشك في إمكانية وجود نواقص في مؤلفه هذا، بل إنه يدعي، على عكس ذلك، أنه امتلك دلالة "الحقيقة" "العامة" (!) المنصوص عليها في المسألة اليهودية. وبالمناسبة، تشكل هذه الأجوبة جزءاً من أعمال برنو بوير الأحدث عن المسألة اليهودية. إلا أننا نراه في الأجوبة التالية مضطراً للاعتراف بـ "بزلّاته" "إن الاستقبال الذي استقبل به عملي هو بداية، الدليل على أن الذين تكلموا حتى هذا اليوم في صالح الحرية، والذين يثابرون على ذلك مضطرون بالضبط أن يثوروا، أكثر من أي إنسان آخر، ضد "الروح"، والدفاع الذي سأخصصه لكتابي سيثبت انعدام الأفكار التام لدى "المتكلمين" باسم "الجمهور" (الاشتراكيين): الذين يعتقدون أنهم أتوا بمعارف إلهية بآرائهم العظيمة، لأنهم تدخلوا في سبيل الدفاع عن التحرر وعن عقيدة "حقوق الانسان" " وكان محتماً، بمناسبة كتاب النقد المطلق، أن يبدأ "الجمهور" بإثبات تناقضه مع "الروح"، إذ أن شرط وبرهان تناقضه مع النقد المطلق موجود فعلياً إلى حد كبير. إن جدال بعض اليهود الليبراليين (المتساهلين تجاه العقائد والاحزاب) والعقلانيين ضد "المسألة اليهودية " للسيد برونو له بالطبع معنى نقدي مختلف تماماً عن جدال الليبراليين من "نمط-الجمهور" ضد الفلسفة وجدال العقلانيين ضد شتراوس . (1) ( دافيد فريدريك شتراوس (1808-1874) فيلسوف وكاتب ألماني، أثار نشر كتابه "حياة يسوع" في طبعته الرابعة، توبنغن 1840 مناقشات حامية.) بالمناسبة، يمكن الحكم على أصالة الإشارة (الفكرة) المذكورة أعلاه، بالمقطع التالي من هيغل: "يمكننا أن نلاحظ هنا بشكل خاص شكل من الوعي السيء (وعي شقي) الذي يتمظهر في هذا النوع من البلاغة حيث الضحالة [فكر الليبراليين] تتفاخر بذاتها، وحيث يتكلم (الوعي، الشقي) في الواقع قبل كل شيء، عن الروح أكثر، حيث يمتلك كلامه روحاً أقل، ويستعمل كلمات مثل الحياة، (الخ) حيث تكون الحياة ميتة في الغالب وذابلة". يتحدث برونو عن "المتكلمين باسم الجمهور" ويقصد الاشتراكيين، وإنكارهم للجوهر وأساءتهم معاملته. ويعلق ماركس بالقول: "إنما هو نفسه (برونو)" الذي أساء للجوهر المادي للأشياء بحديثه عن روح بلا جسد. وعندما يتحدث برونو عن "حقوق الانسان" ويكتشف أنها ليست فطرية، بل تاريخية مشروطة بنمط انتاج بعينه، وبالشعارات التي طرحتها الثورة الفرنسية بخصوص "حقوق الانسان" و"حقوق المواطن"، عبر شعارها الشهير: (حرية، مساواة، أخوّة) أي حق الانسان البورجوازي في التملك الخاص لوسائل الإنتاج، وحقوقه في المشاركة السياسية. كل ذلك بعيداً عن الامتيازات العائلية والعسكرية والدينية. وأن البشر خلقوا متساوين من دون امتيازات مسبقة كما كانت النبالة الاقطاعية تفعل. يقول ماركس: وهو اكتشاف حققه الإنكليز منذ بداية القرن التاسع عشر، عدداً لا يحصى من المرات". لقد تصور فورييه في القرن التاسع عشر "فطرية" ترك الغابة والنهر كأملاك عامة لجميع السكان، بالتالي عدم شرعية وإنسانية احتكار الاقطاعيين والبورجوازيين الإنكليز من بعدهم امتلاك الغابة والنهر ومنع عموم السكان من الاستفادة منهما. يقول ماركس: يمكننا القول إن فورييه كان عبقرياً يوم أن قال بأن الصيد، والقنص، الخ من حقوق الانسان الفطرية." أما بخصوص جدال برونو ضد "فيلبسُن، وهيرش"، فإن ماركس يعلق على عدم استسلام أمثال هؤلاء (2) أمام "النقد المطلق" بالقول: "إن السيد فيلبسُن لا يقول أبداً قولاً محالاً، كما يدعي "النقد المطلق" عندما يعترض عليه بهذا الجواب: "إن بوير يتصور "دولة" من نوع خاص، دولة تكون مثالاً فلسفياً. إن السيد برونو الذي خلط بين الدولة والإنسانية، وبين حقوق الانسان والانسان، وبين التحرر السياسي والتحرر الإنساني، كان عليه بالضرورة أن يصور، أو على الأقل أن يتصور دولة من نوع خاص، دولة تكون مثالاً فلسفياً"" ويعلق برونو على هيرش بالقول: "أما كان أحرى بالمنشد [السيد هيرش] عوضاً عن أن يعذب نفسه بوضع عبارته على الورق، أن يفنّد برهاني بأن الدولة المسيحية بسبب أن لها ديانة محددة كمبدأ حيوي لا تستطيع أن تمنح أنصار ديانة أخرى معينة (اليهود) مساواة كاملة مع مختلف الطبقات التي تتألف منها" يعلق ماركس بالقول: لو أن السيد هيرش كان قد فنّد فعلاً برهان السيد برونو، لو أنه كان قد بين كما فعلوا في (الحوليات الألمانية الفرنسية) ، (3) [كما فعل ماركس] بأن دولة الطبقات الثلاث والمسيحية الحصرية ليست فقط الدولة غير الكاملة، وإنما الدولة المسيحية غير الكاملة، لكان السيد برونو قد أجاب بما يجيب به ضد التفنيد المنشور في الحوليات." ويضيف ماركس: "بصدد فرضية السيد برونو التي تقول: "لشدة ما أصر اليهود على حوافز التاريخ، فإنهم سببوا ضغطاً في الاتجاه المعاكس". يعيد السيد هيرش إلى الاذهان وهو محق بذلك تماما: "إنهم (اليهود) تدخلوا إذن بطريقة ما في صنع التاريخ. وإذا كان السيد (بوير) يؤكد ذلك بنفسه من جهة ثانية، يؤكد خطأ بأنهم (اليهود) لم يساهموا بشيء في صنع الأزمنة الحديثة البورجوازية)" ويرد السيد برونو: "إن شوكة في العين ليست لا شيء أيضاً، ولكن هل أنها تساهم، من جراء ذلك، في تطوير حسي البصري؟ إنها شوكة في عيني منذ ساعة ولادتي-واليهود بالنسبة للعالم المسيحي، شوكة من هذا النوع" وأقول: واضح من كلام برونو، أن المسألة اليهودية شكلت في العصور الوسطى وفي الأزمنة الحديثة، مع صعود البورجوازية في أوروبا الغربية مشكلاً تاريخياً ومأزقاً للعالم المسيحي الغربي. وقد جرى تصدير هذا المشكل (هذه الشوكة في العين) إلى المنطقة العربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتغرز الامبريالية الرأسمالية هذه الشوكة، ليس في عين العالم العربي، بل في قلبه، مخلفة دولة استيطان دينية يهودية عنصرية، يحتكر فيها اليهود "العمل الديمقراطي"، ويعامل فيها السكان العرب الفلسطينيين، السكان الأصليين معاملة المنبوذين المهمشين. وقد استخدم الغرب الامبريالي الرأسمالي "المسيحي-اليهودي" هذه الشوكة في العين وفي القلب، كقوة مضادة للتقدم التاريخي للعرب كأمّة. يقول برونو بوير: "إن شوكة قد توضعت في عيني ونمت، وتكونت معها ليس كشوكة عادية، بل كشوكة عجيبة، تشكل جزءاً لا يتجزأ من عيني، حتى أنها لا بد بالضرورة من أن تساهم في تطور غريب جداً لحسي البصري" يعلق ماركس على كلام برونو بالقول: "إن الشوكة "النقدية" (شوكة برونو) لا تجرح إذن "هرشنا" الأيّل الخطيب، فقد كشف النقد السابق ذكره للسيد برونو، من جهة أخرى، أهمية اليهودية، من أجل تكوين الأزمنة الحديثة ". يوجد هنا تلاعب في الألفاظ من قبل ماركس، حيث كلمة هيرش "Hirsch " الألمانية تعني شوكة، وأيّل في نفس الوقت. من هنا تجد عبارة "الغرب المسيحي-اليهودي" مسوغها في هذه التعليقات. وكان نائب من نواب الدييت (مجلس تشريعي للمقاطعات الألمانية وبعض دول أوروبا الوسطى.) قد صرح بأن التمثيل المدني لليهود، لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تختفي اليهودية ذاتها، فعلّق السيد برونو: "هذا صحيح"! وعلّق ماركس: (هذا صحيح) ولكن شريطة الاحتفاظ بالفكرة الأخرى "للنقد" التي بسطتها في كتابي“ (المسألة اليهودية)، أي أن المسيحية، هي أيضاً، يجب أن تكون قد انتهت" والكتاب الذي بسط فيه ماركس فكرة برونو باور، هو كتاب ماركس "حول المسألة اليهودية"، مقالة مطولة كتبها ماركس في خريف 1843، ونشرت لأول مرة في شهر فبراير 1844 في مجلة "الحولية الألمانية الفرنسية". وهي نقد لكتاب برونو باور "المسألة اليهودية" أو "المشكلة اليهودية" الذي نُشر سنة 1843. وقد استخدم مصطلح "المسألة اليهودية" لأول مرة في بريطانيا العظمى سنة 1750 عندما ظهرت عبارة "المسألة اليهودية" خلال مناقشات مشروع القانون اليهودي في سنة 1753 في إنكلترا على خلفية صعود القوميات المرافق لصعود البورجوازية السياسي في أوروبا الغربية، وظهور مشكل الأقليات اليهودية السياسي. وقد تمت مناقشة المسألة ثانية في فرنسا بعد الثورة الفرنسية في سنة 1789، وواصلت النقاشات سيرها حول المسألة عبر كتاب برونو باور "المسألة اليهودية" سنة 1843 والنقاشات التي اثارها. يقول ماركس: "نرى هكذا أن "النقد المطلق" في جوابه رقم واحد على الهجمات ضد (كتابه) "المسألة اليهودية"، يستمر في اعتباره إلغاء الدين أو الإلحاد وكأنه شرط المساواة المدنية. إنه في هذه المرحلة الأولى، لم ينجح إذن في إحراز نظرة أكثر عمقاً، لا عن جوهر الدولة (السياسية الحديثة) ولا عن خطأ "كتابه"(السالف الذكر)". تضرب ألمانيا منتصف القرن التاسع عشر موجة من الإلحاد ونقد الدين على نطاق واسع، خاصة في أوساط اليسار الهيغلي. يقول الياس مرقص في مقدمة ترجمته لكتاب "حول المسألة اليهودية" باور-ماركس: "الماركسية تتأسس في معارضة هيغل وفيورباخ وعلماء الاقتصاد السياسي، والشيوعية الفظة والمساواتية، وبرونو باور وماكس شترنر وبرودون في الفترة (1843-1847). هذه المعارضة هي معارضة الماركسية لمصادرها وجوارها. الماركسية تنشأ في هذه الأرض: أوروبا الغربية، "المجتمع المدني" الثورة الصناعية، الفكر البورجوازي الثوري، الفلسفة الكلاسيكية الألمانية، والهيغلية الشابة –تيار اليسار بعد هيغل-التيار الذي يضم: شتراوس وباور وروجه وماركس وانجلز وموسى هس وشترنر وآخرين. أهم عمل تاريخي لهذا اليسار الهيغلي هو نقد الدين (نقد المسيحية والاناجيل) ممثلاً في شتراوس وباور. أولاً شتراوس: حياة يسوع (1835)، الدوغماطيقا المسيحية في تطورها التاريخي وفي صراعها مع المجتمع الحديث (1841). ثم برونو باور، ذروة هذا العمل الناقد للاهوت؛ "اللاهوتي". هذا النقد الألماني يواصل عمل فرنسيي القرن الثامن عشر، ولكنه أعمق، وأكمل، وأكثر منهجية. بينهما (الفرنسيين والألمان) هيغل. نوعاً ما عمل الفرنسيين تجريح (للدين)، هيغل رد الاعتبار له، شتراوس وباور، تجريح للدين من نوع آخر، حيث العمل النقدي بات أكثر علمية وفلسفية. فيورباخ ذروته الفلسفية. كتابه "جوهر المسيحية" (1841) وبعض مؤلفاته السابقة والتالية تعيد المادية إلى سدة العرش بعد الفاصل الهيغلي (المثالي). تقيم المادية إزاء الدين (في العلاقة مع الدين)، إذن تقيمها في الأساس كمادية فلسفية. في الفلسفة فيورباخ نصف مادي (ملحد). ليس الامر كذلك بالنسبة لبرونو باور، ملحد هو أيضاً (لكنه مثالي في الفلسفة)، ناقد الاناجيل، كاشف أصول المسيحية." (حول المسألة اليهودية) تصفية ماركس الحساب مع برونو باور حوالي سنة 1845 هي تصفية حسابه مع المثالية الفلسفية لباور وآخرين، وتصفية حسابه مع فيورباخ في الفترة نفسها هي تصفية حسابه مع مادية فيورباخ المنقوصة ومع إلحاده، ومع فهمه المثالي الانتروبولوجي للتاريخ. ماركس يصفي حسابه مع المادية السابقة كلها بما فيها مادية فيورباخ الطبيعية الانثروبولوجية، ويؤسس للمادية التاريخية المناهضة للمادية الطبيعية والالحاد الفلسفي المادي والمثالي على السواء. هذه الموجة الألمانية الفرنسية من الالحاد امتدت إلى روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث أرعبت دستويفسكي بعدميتها المميتة. وقد هاجمها بشدة في روايته الأخيرة العظيمة "الأخوة كارامازوف". نرى آثار هذه الموجة من المادية الطبيعية والالحاد في كتاب لينين "المادية والمذهب النقدي التجريبي (1908)". وقد استدرك لينين ذلك في مراجعته الفلسفية الشاملة السنوات 1914-1916 والتي نتجت عنها تلخيصاته الفلسفية المسماة "دفاتر فلسفية" خاصة تلخيص منطق هيغل. وقد ترجم الياس مرقص جزء منها تحت عنوان "الدفاتر الفلسفية" في ثلاثة مجلدات. وقد لخص لينين ضمن دفاتره الفلسفية كتابنا موضع التعليق هذا "الاسرة المقدسة". يخطئ المترجم في ترجمة كلمة certainty بحيث يترجمها: "عزم"، مع أنها تعني "يقين"، بينما "عزم" تعني determination بحيث تغدو عبارة برونو بعد تصحيح الترجمة: "إن اليقين السائد في الوقت الحاضر، إنما هو اللايقين" ويعلق ماركس: " إن النقد المطلق يتبنى هذا المفهوم بطريقة "خالصة" تماماً، مذيباً ميزة الزمن المعاصر (الخصوصية) في المقولة المنطقية "اللايقين" (العمومية)، وهو تَبَنٍ خالص إلى حد أن "اللايقين" نفسه أيضاً، شانه في ذلك شأن "الوجود" و"العدم"، يشكل جزءاً من الفصل الأول من "المنطق النظري" لهيغل، فصل "الكيفية" . (4) (راجع هيغل: "موسوعة العلوم الفلسفية" الفصل السابع، التقسيم الفرعي الأول للمنطق، نظرية الوجود؛ الكيف) يقول ماركس: إن إحدى مهام "النقد المطلق" الرئيسية تكمن في وضع جميع قضايا الساعة في موضعها الصحيح. والواقع أنه لا يجيب على الأسئلة الحقيقية، بل إنه يحل محلها أسئلة مختلفة تمام الاختلاف. وكما أنه يصنع كل شيء، فإن عليه أن يصنع أسئلة الساعة، وأن يصنع منها أسئلة لنفسه، أسئلة (نقد-نقدية). فإذا ما كان موضوع البحث هو "مجموعة قوانين نابليون" فإنه قد يحاول إثبات أن المقصود على وجه الصحة هو "أسفار موسى الخمسة" . إن طرح أسئلة الساعة، بالنسبة له هو طرحها جانباً، ونقلها من مكانها على الطريقة "النقدية". وهكذا فقد شوّه "المسألة اليهودية"، بشكل يهدف إلى التخلص من دراسة التحرر السياسي المقصود في هذا الشأن والاكتفاء، خلافاً لذلك، بنقد الديانة اليهودية وبوصف الدولة الجرمانية المسيحية. في هذا السياق نذكر أنه في العام 1800 عين نابليون لجنة من أربعة قضاة متمرّسين لوضع كل القوانين المدنية الفرنسية في مجموعة واحدة. وبدأ تنفيذ هذه القوانين في 21 مارس 1804، لتعرف باسم "قانون نابليون"، بعد أن أصبح نابليون إمبراطورا لفرنسا لكن اسمها الرسمي كان القانون المدني، تمييزا له عن القانون الجنائي يهرب بوير من دراسة "التحرر السياسي" وواقع الدولة البورجوازية الحديثة نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر، إلى الالحاد و"التحرر الإنساني" من كل دين. يقول ماركس: هذه الطريقة "النقدية" هي أيضاً تكرار لخدعة لفظية نظرية. إن الفلسفة النظرية (التأملية) Speculative philosophy وبالاسم فلسفة هيغل، كانت مضطرة لترجمة جميع مشاكل الحس السليم إلى شكل العقل النظري، وتحويل المسألة الحقيقية إلى مسألة نظرية، لكي تستطيع الإجابة عليها" يقول ماركس محاكياً أسلوب الكتاب المقدس في الخطاب محاكاة ساخرة ومنتقداً برونو: "فبعد أن شوّه في فمي السؤال الذي كنت أنا عازماً على طرحه، ووضع لي كما يفعلون في التعليم المسيحي، سؤاله الخاص في فمي، كان بالإمكان طبعاً، كما هو الحال في التعليم المسيحي، أن يكون لديه جواب جاهز لكل واحد من أسئلتي" وأقول لكم بخصوص أسفار موسى الخمسة ما قلته في ديوان مبتكر سميته (ديوان الأفكار): لأن موسى "النبطي" عاش قبل خمسمائة عام من تدوين التوراة ولأن عزرا الكاتب النبي العائد من السبي البابلي كتب الكتب الخمسة المنسوبة لموسى بعد خمسة قرون كان لابد من واسطة إلهيّة تجعل ما كتبه مقبولاً هكذا أملى الروح القُدس (هَرُّوح هَقُّودِش) التوراة (تناخ) على عزرا الكاتب أما التلمود فقد دوّنه (يهوذا هنّاسي) بدايات القرن الثالث الميلادي." هوامش: 1-شتراوس: هو دافيد فريدريك شتراوس (1808-1874) فيلسوف وكاتب ألماني، أثار نشر كتابه "حياة يسوع" في طبعته الرابعة، توبنغن 1840 مناقشات حامية 2-غوستاف فيلبسُن (1814-1880): مربٍّ وناشر ألماني. وهيرش صموئيل (1809-1889): حاخام داسو، حاول في مؤلفاته أن يعطي أساساً فلسفياً للديانة اليهودية 3-"الحوليات الألمانية الفرنسية" هي مجلة نشرت في باريس من قبل كارل ماركس وأرنولد روج، تم إنشاؤها كرد فعل على الرقابة على "راينينش زايتونغ" [المجلة الرينانية]. ظهر عدد واحدة فقط، وهو عدد مزدوج، في فبراير 1844. توقف النشر بسبب اختلافات ماركس من حيث المبدأ مع كتاب البرجوازية الراديكالية (المتطرفة)، وصعوبة تهريب المجلة الدورية إلى ألمانيا 4-للمزيد، راجع هيغل: "موسوعة العلوم الفلسفية" الفصل السابع، التقسيم الفرعي الأول للمنطق، نظرية الوجود؛ الكيف.
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: النقد النقدي المطلق
-
-الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: نسق عالم -أسرار باريس-
-
-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات: السرّ كـ -سُخرية-
-
-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات-سر الاستقامة والتقى
-
-الاسرة المقدسة- ؛ تحقيقات وتعليقات - سر المجتمع المثقف
-
الاسرة المقدسة؛ تحقيقات وتعليقات - سر البناء النظري
-
الاسرة المقدسة؛ تحقيقات وتعليقات: النقد النقدي -بسِمات تاجر
...
-
الدولة الديمقراطية العلمانية والدولة المدنية
-
-الاسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات-حاشية نقدية رقم 5
-
-الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات حاشية نقدية رقم 4
-
محنة الديمقراطية والوطنية في مشروع بناء الدولة العربية
-
نقد فلسفة التوسير
-
في مفهوم الحضارة وتطوره
-
مثلث هنري كيسنجر
-
العلمانية، الديمقراطية، المواطنة
-
مشروع الممر الاقتصادي الهندي-الأميركي
-
الدولة السورية الحديثة: تواريخ ومحطات-2
-
سوريا الحديثة: ثلاثة عهود
-
الدولة السورية الحديثة تواريخ ومحطات-1
-
-الأسرة المقدسة- تحقيقات وتعليقات- ترجمة مميزة رقم 3
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي يُنهي العمل بتأشيرات الدخول المتعددة للمواط
...
-
روسيا تعلق على الإشارات -المتناقضة- لترامب بشأن التجارب النو
...
-
أحمد الشرع يتلو آية قرآنية في قمة المناخ بالبرازيل
-
هل يؤدي فوز ممداني إلى ثورة جديدة في عالم المطاعم في نيويورك
...
-
اكتشف -آيرون- الروبوت البشري الجديد من شركة -إكس بينغ- الصين
...
-
انفجارات تهز الخرطوم وعطبرة بعد إعلان الدعم السريع موافقتها
...
-
خليل الحية: طوفان الأقصى رد على تهميش قضية فلسطين وبناء شرق
...
-
الصين تعلن دخول حاملة الطائرات الثالثة -فوجيان- حيز الخدمة
-
البرازيل: الأمازون، طريق -الدمار-
-
ترامب يستقبل قادة 5 دول من آسيا الوسطى وعلى جدول الأعمال -ال
...
المزيد.....
-
قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير
...
/ رياض الشرايطي
-
نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و
...
/ زهير الخويلدي
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|