أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - عبد الله العروي: لماذا فشل العرب في الانتقال إلى الحداثة؟














المزيد.....

عبد الله العروي: لماذا فشل العرب في الانتقال إلى الحداثة؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 14:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُعد عبد الله العروي من أبرز المفكرين المغاربة والعرب، وقد امتاز مشروعه الفكري بالجرأة في طرح الأسئلة الصعبة، وبسعيه إلى تحرير الفكر العربي من أوهامه وتناقضاته.
أولا: التأخر التاريخي وأسبابه
يرى المفكر المغربي أن الحداثة الأوروبية مرت بعدة مراحل تاريخية، ذلك أن كل مرحلة كانت تؤسس للمرحلة التي تليها: عصر النهضة، الثورة العلمية، الثورة الصناعية، إلخ. أما العالم العربي فقد حاول أن "يقفز" فوق المراحل التاريخية، دون أن يمر بمسار مشابه من التطور والتراكم التاريخي.
فمثلاً، حاول أن يأخذ العرب الديمقراطية من الغرب، لكنهم لم يمروا أولاً بمرحلة ظهور طبقة برجوازية قوية، أو نشوء دولة حديثة بكل مؤسساتها. إن هذا الحرق للمراحل هو ما يسميه العروي "العبور القسري"، وهو سبب الفشل في تحقيق الحداثة الحقيقية. فنحن نأخذ المظاهر الخارجية للحداثة (مثل الهواتف الذكية أو السيارات) دون أن نتبنى أسسها ومقدماتها الفكرية.
وعليه، فإن الحل الذي يقدمه العروي هو العقلانية التاريخية، إذ يرى مثلا بأنه لا يمكننا أن نتبنى "دولة حديثة" بدون أن نعتمد أولاً أفكار المواطنة وحقوق الفرد التي سبقتها. كما لا يمكننا بناء اقتصاد صناعي متقدم بدون أن نمر بمرحلة التراكم الرأسمالي التي سبقتها. إن الحداثة هي عملية وصيرورة تاريخية، وليست منتجاً جاهزاً.
ثانيا: أزمة المثقف العربي
يخصص العروي جزءاً كبيراً من فكره لدور المثقف، إذ يرى أن المثقف العربي يعيش حالة من "الوعي الشقي". إنه ينظر إلى التراث العربي كشيء مقدس وكامل لا يمكن المساس به. وفي نفس الوقت، يرى الغرب كقوة عظمى، مما يجعله غير قادر على اتخاذ قرار حاسم. ومثلا، عندما يرى المثقف التقليدي الديمقراطية الغربية، يقول: "هذه فكرة أجنبية لا تناسبنا، تراثنا أفضل". لكنه في نفس الوقت، يتذمر من الحكم الاستبدادي في بلده.
وفي كتابه الشهير " الإيديولوجيا العربية المعاصرة" (1970)، حلّل العروي التيارات الفكرية العربية الحديثة (الليبرالية، القومية، الماركسية، السلفية) ورأى أنها جميعًا تعاني من مأزق عميق، وفشلت في توليد مشروع حداثي أصيل في السياق العربي:
- إن الليبرالية عند العرب لم تكن مرتبطة بتحولات اجتماعية واقتصادية، بل مجرد تقليد للنموذج الغربي.
- ركّزت القومية على الماضي واللغة والهوية أكثر من تركيزها على بناء الدولة الحديثة.
- إن الماركسية نُقلت إلى العالم العربي كشعارات مستورَدة، من دون قاعدة طبقية واضحة تُسندها.
- السلفية تسعى إلى العودة للماضي وتطبيقه بحرفيته، وهو ما يعطل التقدم.
ثالثا: الحداثة كاختيار حتمي
وتأسيسا على ما سبق، يُعتبر العروي من أشد المدافعين عن الحداثة في الفكر العربي. وهو يختلف عن مفكرين آخرين حاولوا التوفيق بين الحداثة والتراث. إن الحداثة في منظوره لا تُجَزَّأ، فإما أن تُقبل بكاملها أو تُرفض، لأنها نسق متكامل يشمل العقلانية، الفردانية، الديمقراطية، والعلم.
وبناء على ذلك، لا يمكن تحقيق التقدم بالانتقاء، أي لا يمكن أخذ التكنولوجيا الغربية ورفض قيمها الفكرية أو الاجتماعية. ولهذا، دعا المفكر المغربي إلى ما أسماه "القطيعة الإبستمولوجية" مع التراث، أي التعامل معه كموضوع للدرس العلمي، لا كمرجع للحاضر. كما اعتبر العروي أن الدولة الحديثة هي الأداة الأساسية لتحقيق التقدم في العالم العربي، فالتغيير يبدأ من السياسة والمؤسسات، وليس من الوعظ أو المبادرات الفردية.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فريدريك نيتشه: عندما تصبح الفلسفة صرخة في وجه القطيع
- كتاب -صعود وسقوط القوى العظمى-: هل تواجه أمريكا مصير الإمبرا ...
- من الإنسان العاقل إلى الإنسان الإله: رحلة العقل البشري في عي ...
- روبرت مالتوس: داعية التوازن الديمغرافي
- كتاب لماذا تفشل الأمم يجيب: لماذا ينهض البعض ويتعثر الآخرون؟
- ماكس فيبر: الرجل الذي سبر أغوار المجتمعات الحديثة
- صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات
- ميشيل فوكو: كيف نقع ضحية للسلطة دون أن نشعر بذلك؟
- حنة أرندت: الفكر الحر في مواجهة الطغيان
- الوضعية: عندما يصبح العلم الطريق الوحيد إلى المعرفة
- البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس
- العدمية: بين الفراغ الوجودي وصناعة المعنى
- من إف-22 إلى جيه-20: كيف غيّرت مقاتلات الجيل الخامس قواعد ال ...
- الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟


المزيد.....




- رغم اعتذارها.. ترامب يهدد بمقاضاة BBC وتعويض قد يصل لـ5 مليا ...
- جناح مستوحى من قصة أطفال كلاسيكية في فندق أمريكي .. كيف يبدو ...
- تقرير يكشف -أزمة- واشنطن الكبرى: لا خطة للتعامل مع إيران
- بريطانيا تجري أكبر تغيير في سياسة الهجرة واللجوء
- نتانياهو يسعى لتفويض للقوة الدولية من مجلس الأمن
- السودان: البرهان يدعو للتعبئة العامة وسط مطالب دولية بهدنة إ ...
- بريطانيا تطلق إصلاحات شاملة لسياسة اللجوء
- زيلينسكي يطالب بالمزيد من الدعم بعد استهداف روسيا شبكة السكك ...
- جنوب أفريقيا تستضيف 153 فلسطينيا من غزة حصلوا على موافقة -دو ...
- ما قصة مباراة فلسطين والباسك؟ ولماذا تفاعل معها جمهور المنصا ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - عبد الله العروي: لماذا فشل العرب في الانتقال إلى الحداثة؟