أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالك الجبوري - الإعلام العراقي بعد 2003: كيف تغيّر المجال العام؟














المزيد.....

الإعلام العراقي بعد 2003: كيف تغيّر المجال العام؟


مالك الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العراق بعد عام 2003 تغييرات كبيرة لم تقتصر على السياسة وحدها، بل امتدّت إلى كل ما يخص الحياة اليومية، ومنها الإعلام والخطاب العام. فبعد عقود من السيطرة الصارمة للدولة على الصحافة والتلفزيون، ظهر فجأة فضاء إعلامي جديد، مفتوح، متنوع، ومليء بالأصوات التي تتنافس على تفسير الواقع وتقديم رواياته.
في زمن النظام السابق، كانت الحقيقة تُقدَّم للمواطن بشكل جاهز، وتأتي من جهة واحدة فقط. أمّا بعد 2003، فقد حدث العكس تمامًا: تعددت الفضائيات، وانفتحت الإنترنت أمام الجميع، وظهر جيل كامل يستخدم مواقع التواصل ليقول رأيه بلا خوف. هذا التعدد الظاهر خلق انطباعًا بأن العراق دخل مرحلة حرية إعلامية واسعة، لكن الواقع أكثر تعقيدًا.
فمع سقوط سلطة الدولة، ظهرت سلطات أخرى:
الأحزاب، الميليشيات، رجال الدين، الممولون، وأصحاب المصالح الاقتصادية. كل جهة حاولت أن تمتلك «منبرها» الخاص. ولذلك يمكن القول إننا لم ننتقل من إعلام مُسيطر عليه إلى إعلام حر بالكامل، بل انتقلنا إلى إعلام متشظٍ، تتنازع عليه قوى كثيرة تبحث عن النفوذ والتأثير.
ورغم هذا التشظي، ساعد المشهد الجديد على ظهور شيء مهم: مساحات هامشية للنقد لم تكن موجودة من قبل. فقد بدأ المواطن يشاهد قنوات تتحدث لغة قريبة منه، وبدأ يقرأ منشورات تتناول الفساد بطريقة مباشرة، وبدأ يسمع أصواتًا تتساءل عن دور رجال الدين والأحزاب في الحياة العامة. هذا النوع من النقاش لم يكن ممكنًا قبل 2003. ولذلك، فإن التحول الإعلامي في العراق فتح الباب أمام إعادة تشكيل المجال العام بطريقة أكثر شمولًا وجرأة.
ومع دخول الإنترنت إلى كل بيت تقريبًا، لم يعد الإعلام حكرًا على الدولة أو الأحزاب. أصبح الشباب — وهم الفئة الأكثر نشاطًا — ينتجون محتوى خاصًا بهم: فيديوهات، تعليقات، صور ساخرة، مقالات قصيرة. هذا النشاط خلق ما يمكن تسميته بـ «الفضاء العمومي الرقمي»، وهو فضاء لم تعد السلطة قادرة على التحكم فيه بسهولة، لأنه يعيش على صفحات الفيسبوك واليوتيوب والتيك توك… حيث ينتشر المحتوى بسرعة تفوق قدرة الرقابة على السيطرة.
في الوقت نفسه، أدى تراجع ثقة الناس بالإعلام التقليدي إلى البحث عن بدائل. فالخطاب الرسمي بدا بعيدًا عن الواقع، بينما بدت الأصوات الجديدة — رغم ضعفها أحيانًا — أكثر صدقًا وقربًا من مشكلات الناس. ولهذا أصبح الإعلام البديل، خاصة الإعلام الساخر، أحد أهم منافذ التعبير عن غضب العراقيين وإحباطهم.
ويمكن القول إن ما بعد 2003 خلق وضعًا إعلاميًا فوضويًا لكنه حيّ ومتحرك، عرضة للصراع، لكنه أيضًا مساحة للبحث عن الحقيقة. ورغم أن هذا الإعلام ليس مثاليًا، إلا أنه أتاح للعراقي فرصة أن يسمع ويشاهد وينتقد ويسأل بطريقة لم تكن ممكنة سابقًا.
هذا المشهد هو الذي مهد — بشكل طبيعي — لظهور تيار جديد في الإعلام السياسي، وهو الإعلام الساخر، الذي وجد في هذا الفضاء المفتوح فرصة للانتشار والتأثير، وأتاح لشخصيات جديدة — مثل أحمد البشير — أن تتحول إلى رموز قادرة على مخاطبة ملايين الناس، وفتح نقاشات لم يكن أحد يجرؤ على فتحها من قبل.



#مالك_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق 2025: تحليل نقدي لثبات المنظومة الحاكمة وحدود التغيير ...
- الجولاني في البيت الأبيض... نهاية زمن الشيطان وبداية زمن الت ...
- البرامج الحوارية السياسية في العراق: أزمة الخطاب الإعلامي وت ...
- حين تُصبح الجنة برنامجًا انتخابيًا: قراءة في تسييس المقدّس ب ...
- الانتخابات العراقية 2025: بين تديين السياسة وحدود الوعي المد ...
- الانتخابات العراقية 2025: بين فقر الوعي وثراء الشعارات
- ثورة تشرين 2019: خمسة ملايين دينار ثمن الشهيد
- مارك سافيا في بغداد: مبعوث ترامب وملفات النفوذ الإيراني
- اتفاق إسرائيل وحماس: بين واقعية السياسة وحدود العدالة
- ترامب وجائزة نوبل للسلام: وهم الزعامة وتناقض الخطاب السياسي
- سبايكر والانتخابات: حين يهين المالكي اما عراقية ويطلب من الش ...
- بين العشيرة والدولة: أزمة الهوية الوطنية في العراق المعاصر


المزيد.....




- فيديو متداول -للحظات الأولى لانفجار منطقة المزة في دمشق-.. ه ...
- من هم الأشخاص الذين ذُكرت أسماؤهم أيضاً في ملفات إبستين؟
- كيف تهدد هجمات روسية السلامة النووية في أوكرانيا وأوروبا؟
- البرازيل: آلاف الأشخاص يجوبون شوارع بيليم في مسيرة حاشدة للد ...
- إيران: الحرس الثوري يؤكد احتجاز ناقلة نفط في مياه الخليج
- وزير الإعلام الإريتري: إثيوبيا تسعى لإشعال حرب ضدنا
- نقل أحمد سعد إلى المستشفى إثر حادث سير
- سوريا ليست أفغانستان.. شاهد على التجربتين يكشف الفروق الجوهر ...
- لماذا لا ينبغي لبعض الأشخاص الجلوس بوضعية التربيع؟
- بوتين ونتنياهو يبحثان هاتفيا الوضع في غزة والشرق الأوسط


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالك الجبوري - الإعلام العراقي بعد 2003: كيف تغيّر المجال العام؟