أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - إستدعاء صدام حسين ورفاقه للمحاكمة















المزيد.....

إستدعاء صدام حسين ورفاقه للمحاكمة


عدنان الصباح
(Adnan Alsabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت الانتخابات التشريعية في العراق للعام الحالي 2025 ولا زال العراق يراوح مكانه بعد ان غادر صدام الحكم والحياة بأكثر من عقدين من الزمن وقضى في الحكم مثلها لتصبح العراق التي كانت من اغنى دول العالم واحدة من اكبر اقتصاديات العرب وبين دول العالم ومع ذلك ياني العراق حتى اليوم من عدم استقرار وفساد قل نظيرهما فما الذي فعلى أي تهم تم إعدام صدام حسين وما هي التهم التي تم تغييبها
هل أعدم صدام حسين بسبب مغامراته الفاشلة والغير محسوبة والغير مبررة فهل اعدم مثلا لانه واصل استعداء سوريا التي كانت تنتمي له عروبة وعقيدة وجيرة وتواصل أم بسبب حربه على إيران في بدء نهوضها ضد اعدائه واعداء أمته أم في تدميره للكويت التي قبل احتلالها من قبله كانت واحدة من أخطر اقتصاديات العالم وكان نفوذها الاقتصادي يتوسع بلا حدود في الاقتصاد الاوروبي والامريكي وشكلت سندا للعراق وفلسطين والعرب على امتداد وجودها ولم تشكل يوما تهديدا لأحد لا من قريب ولا من بعيد بل ظلت ولا زالت تمثل نموذجا حيا للحياد الإيجابي ورغم ما قامت به أمريكا ومن معها ولو بالمظهر الخارجي دفاعا عن الكويت الا أنها كانت ولا زالت الاقل ارتماء في حضن أمريكا حتى ممن يعادون امريكا أحيانا في العلن.
الرجل الذي احتل الكويت ليذهب الى فلسطين وحارب إيران ليتدرب على محاربة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وكانت طريقه التي لم تبدأ الى فلسطين تمر عبر طهران والكويت وغيرهما بغباء لا نظير له في معرفة جغرافية بلاده الرجل الذي طرد وقتل وسجن كل من عارضه بحجة واحدة وهي تحرير فلسطين وترك الفقر ينخر ارض العراق ليدفع للشهداء الفلسطينيين حتى بات فقراء العراق يكرهون اسم فلسطين ومصيبة صاحب بوصلة فلسطين انه اضاع كل الجهات والمصيبة الاكبر ان من هللوا له وصفقوا لم يجرؤوا على ان ينبهوه إلى خطأه وأن يرسموا له خارطة الشرق الاوسط ويشيروا بوضوح الى موقع فلسطين وقد كتبت له حينها انني اخشى ان أريناه الطريق ان يذهب لاحتلال الاردن قائلا انها الطريق الى فلسطين او سوريا او لبنان او حتى مصر والمصيبة ان من جاهر بالقول انه سيحرر فلسطين وشكل ما اسماه جيش القدس وخاض حربا لثماني سنوات اسماها بعد ذلك بحرب الفتنة دون ان يهتز له جفن عن عدد الضحايا وحجم الدمار والأهوال التي لحقت بالعراق وايران.
صدام حسين الذي أسس للعداء القومي العربي الايراني او السني الشيعي كان صديقا ووقع اتفاقية تنازل عن الاهواز لايران الشاه وحين جاءت الثورة الإسلامية عاد وتذكر انها عربية والمصيبة الاكبر ان الذين انضووا تحت لواءه من قادة وكتاب ومفكرين وإعلاميين لا حصر لهم حتى بات انتقاده جريمة ولا زلت اذكر اتصالا هاتفيا من أحد القادة الفلسطينيين يلومني لأنني اكتب ضده واصف فعلته مع الكويت بالاحتلال وحين سألت ذلك القائد أليس ما كتبته صحيحا قال لي " ليس كل ما هو صحيح يقال ".
في عام 2002 التقيت في العاصمة تونس بالسيد سعد قاسم حمودي عضو مجلس قيادة الثورة العراقية بناء على طلبه بعد ان استمع لي في احدى الاجتماعات الجماهيرية حينها في العاصمة وانا أطالب بحماية المشروع النووي العراقي بعمل حزام بشري تطوعي ودعاني لزيارة العراق ولانني توقعت انه لم يقرا لي شيئا قبل ذلك عن صدام وانتقادات له فقد حاولت ان أوفر له تلك المعلومة حتى لا يقع الرجل تحت مسئولية ديكتاتور مثل صدام وقد كنت أعلم انه أمر باعتقالي ان دخلت العراق وقد بدأت كلامي للسيد حمودي قائلا بالحرف " والله يا رفيق ان قصة احتلال الك... " وقبل ان اضع حرفا آخر هب الرجل واقفا معلنا انتهاء اللقاء بشكل عنيف وقد كانت تحضر معي ذلك اللقاء المناضلة اللبنانية " لينا الطبال " وتركني الرجل مع لينا والسيد احمد الكحلاوي منسق اللجنة التونسية لدعم العراق آنذاك الذي لامني بشدة لما حاولت قوله.
لم يقرأ أحد حقائق الجريمة التي ارتكبها صدام حسين بل قرأوا شعاراته التي لم تقترب من التطبيق أبدا حول فلسطين والعروبة فالحقائق التي فعلها صدام حسين فعلا انه تسبب في مقتل مليون ايراني وعراقي فما اسماه حرب الفتنة ضد إيران وذبح ما بين 50 – 100 الف عراقي في ما يسمى بمذبحة الأنفال وفي حلبجة قتل حوالي 5000 مواطن عراقي وقتل حوالي 5000 عراقي وكويتي في حرب احتلال الكويت وحوالي 100 الف قتيل في حرب الخليج الثانية ولا أحد يعرف بالتحديد حجم القتلى في صفوف المدنيين فبعض المصادر تقول ان العدد وصل الى 100 الف قتيل عراقي هذا عدا عن عديد الجرائم وقرارات الإعدام والملاحقة لأعضاء الحزب ولكل من ينتقد صدام حسين وقيادته وقد لا يقل مجموع ما قتل بمغامرات صدام حسين الداخلية والخارجية عن مليوني شخص بين عراقي وغير إيراني وكويتي وغيرهم.
كل هذه الحروب التي خاضها ضد من كان يفترض ان يكونوا في جبهته ضد اعداء الامة فاستعداهم وحاربهم وجيش الجميع عليهم ورغم انه كان يبرر افعاله بانه ذاهب الى القدس الا انه لم يطلق رصاصة واحدة ضد دولة الاحتلال الا في لحظات النزاع ودون اي تاثير او معنى حتى ان دولة الاحتلال لم ترد ابدا على تلك الصواريخ 72 مليون دولار امريكي عدا عن المليارات التي دفعها لدول العالم المختلفة.
في حرب مصر على اليمن عام 1962- 1967 قتل حوالي 25 الف جندي وضابط مصري واذا ما اضفنا حجم خسائر مصر في مشاركتها بعاصفة الحزم ومن أجبرهم صدام على المشاركة بحروبه من العمال المصريين وفي ما يسمى بالربيع العربي وكذا في ليبيا وسوريا والحرب الأهلية اللبنانية واحداث ايلول في الاردن فان الجرائم المرتكبة باسم الثورة والقومية بعيدا عن فلسطين والصهيونية لا يمكن تصديقها.
الجيش السوري شارك في الحرب الاهلية اللبنانية التي ادت الى مقتل اكثر من 150000 شخص لدوافع لا تعرف بشكلها العلني الواضح حتى الآن ولم يخرج لبنان من آثارها حتى يومنا هذا كما ان هذا الجيش خاض حربا اهلية في داخل سوريا لحوالي 14 عام قبل ان ينسحب انسحابا مهينا من المشهد وادت حربه هذه الى مقتل اكثر من 600 الف شخص وتهجير أكثر من ستة ملايين سوري عن بلادهم دون ان تطلق رصاصة واحدة على دولة الاحتلال طوال تلك الفترة.
السودان وفقط في الحرب الحالية وصل عدد الضحايا هناك الى حوالي 200 ألف ضحية و11 مليون نازح داخليا و4 مليون لاجيء الى الخارج وحرب ايلول في الاردن بلغ عدد الضحايا من الطرفين عدا عن الحروب السابقة التي لا حصر لها والتي أدت الى تقسيم السودان وقد تكرر التجربة في الحرب الحالية.
المقاومة الفلسطينية التي وجدت في عمان العاصمة المدنية مكانا مناسبا لفوضاها التي أدت الى حرب مدمرة وقع ضحيتها حسب بعض الاحصائيات ما يقارب 40 ألف ضحية الى جانب الخسائر المادية للاردن والسياسية للطرفين وزمن من انعدام الثقة والصراع الذي منح الاحتلال فرصة التمدد والاسترخاء على ارض فلسطين المحتلة ونقل الصراع معه الى صراع بين فلسطيني اردني وكذا مع عديد الدول العربية.
وتطول القائمة فهل يجوز اليوم ان نكتفي بمحاكمة صدام حسن على مذبحة الدجيل او الكيماوي ام ان اضاعة العراق وثرواته والكويت وخزائنها وإيران ومستقبلها وفلسطين وقضيتها ومليوني ضحية هي تلك الجرائم التي يجب ان يحاكم عليها من جديد ومثله العديد العديد ممن وجدوا طرقا اخرى للحرب والتخريب والتدمير باسم الحرب على اسرائيل دون ان يقتربوا حتى من أطرافها وجعلوا من حروبهم البينية حربا باللغة على الاحتلال وبنار على بعضهم البعض.
أربعة انتصارات حققها العرب في تاريخهم اثنتان منها ردا على عدوان وهي العدوان الثلاثي على مصر 1956 وحرب الكرامة على الاردن 1969 وحربين بدأهما العرب الاولى أكتوبر 1973 وكان يمكن لها ان تكون الاخيرة لو أديرت في السياسة كما اديرت في الحرب والثانية أكتوبر 2023 ولا زالت في حالة المخاض ويبدوا ن المكائد تحاك لها من كل حدب وصوب فهل ننجو بانتصارنا ونراكم عليه ام ان الاعداء من كل الاصناف سيتمكنون من الدخول من بوابات انقسامنا والاجهاز على الإنجاز لنعود من جديد ننتصر على ذواتنا ونهدد المحتلين بالاشعار ونقتل بعضنا بالسيف.
الامة التي غنت لصدام حسين بلا حدود ونسيت سوار الذهب وشكري القوتلي مطلوب منها ان تعيد قراءة ذاتها وادواتها وخطابها لتحاكم طريقا لمحاكمة نفسها لأن الذي قام بالجريمة ليس المجرم بل من أقنع المجرم أنه على حق فمن غنى لمن قتل شعبه في كل مكان في العراق وليبيا والسودان وسوريا كان هو القاتل الحقيقي والمجرم الحقيقي وبالتالي فإن من الضروري لهذه الأمة ان تعيد قراءة كل شيء يخصها وإعادة صياغته من جديد لعل وعسى.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       Adnan_Alsabbah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ومشروع سرقة غزة بمظلة مجلس الأمن
- حلف الفضول لا حلف أبراهام
- الفلسطينيون ... الوحدة او الضياع
- انهم يكذبون ... والببغاوات تردد
- امريكا مايسترو الحروب الذي لا يحارب
- إمبريالية المعرفة 15
- العرب الاستقواء بالقاتل لإعدام الحارس
- أمة الجعجعة بلا جعجعة حتى
- إمبريالية المعرفة 14
- رفح كمين الاحتلال الاخطر ضد مصر والمقاومة
- ان سقطت غزة سقط العالم
- غزة تفضح ثقافة العار وعار الثقافة
- ناصر اللحام صوت الحق يفضح حقيقتهم
- ترامب تهريب آمن للقاتل حصار دائم للضحية
- من غزة الى طهران وبالعكس
- إمبريالية المعرفة 13
- غزة وأمريكا وحلف أبراهام الأمني
- غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب
- إمبريالية المعرفة 12
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12


المزيد.....




- مصرف لبنان المركزي يفرض -إجراءات وقائية- على تداول العملات ا ...
- تقرير صحافي: إسرائيل تتحضّر لعمل عسكري ضد حزب الله في بيروت ...
- الحرِّيَّةُ لإبراهيم شريف
- جنود إسرائيليون يعترفون باستعمال الفلسطينيين كدروع بشرية في ...
- ليلة مرعبة في العاصمة الأوكرانية كييف جراء هجوم روسي -هائل- ...
- -بلو أوريجين- التابعة للأمريكي جيف بيزوس تنجح بإطلاق صاروخها ...
- حرب النجوم.. في وجه التهديد الروسي، جيشٌ فضائي فرنسي يُدشن م ...
- أوضاع مأساوية صعبة للنازحين السودانيين بمدينة طينة الحدودية ...
- الصين تحتج على تصريحات لرئيسة وزراء اليابان بشأن تايوان
- ماذا وراء حظر ألمانيا جمعية -مسلم إنتر أكتيف-؟


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - إستدعاء صدام حسين ورفاقه للمحاكمة