|
|
أمريكا ومشروع سرقة غزة بمظلة مجلس الأمن
عدنان الصباح
(Adnan Alsabbah)
الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 16:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال توماس براك في المنامة ان الدولة اللبنانية فاشلة بل ويكاد يقول انها غير موجودة اصلا وهي أضعف حسب أوصافه التي قدمها من أن تتمكن من نزع سكاكين المطابخ في الضاحية الجنوبية فكيف إذن يراد لها ويطلب منها أن تنزع سلاح حزب الله والمقاومة اللبنانية والغريب أنه يقول ذلك ثم يطالبها بما لا قدرة لها به وهو يعلم أن إضعاف الدولة اللبنانية اصلا كان على يد بلاده واعوانها مما يعني أن لا خيار لدولة فاشلة حسب رأيه الا أن تستسلم قبل الموعد المفروض للتنفيذ او تذهب الى اقتتال لبناني لبناني ترضى عنه امريكا واسرائيل. الهدف في لبنان عينه يحدث تجاه القضية الفلسطينية فما قيل عن الرئيس عباس وعن القيادة الفلسطينية هو عين ما قيل عن لبنان ولكن على لسان ترامب الذي قال عن الفلسطينيين انهم "ليس لديهم زعيم الآن، على الأقل ليس زعيما ظاهرا، وربما لا يريدون واحدا فعليا، لأن كل هؤلاء القادة قد أُطلق عليهم الرصاص وقُتلوا. ليست وظيفة مرغوبة على الإطلاق" فهل يفكر من يقول ذلك بان هناك شعب فلسطيني او افق لدولة فلسطينية وهل يمكن لمن سرق القدس وورث من سرق حيفا ويافا من قبله ان يكون امينا على استعادة غزة وإقامة دولة وإن كان هو من يعتمد عليه وعلى مشروعه لفعل ذلك فمن هو الذي يمكنه ان يجد طريقا واحدا للوصول الى ذلك بواسطة من قدم كل الدعم لدولة الاحتلال طوال عامين كاملين عدا عن دعم الكيان منذ تم انشاؤه وهل يمكن بواسطة ترامب الوصول إلى دولة فلسطينية وهل يمكن بواسطة مشروعه المقدم لمجلس الامن ان نذهب ولو عن بعد لما يسمى بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ان كان هناك في الادارات الامريكية او في 10 داونينغ ستريت او في الاليزيه ومثلها الكثير من يؤمن بان بالامكان اقامة مثل هذه الدولة الوهم. مشروع القرار يعلن تأييد خطة ترامب بالعموم ويدعو الى تنفيذها بالكامل دون الاقتراب من تفاصيلها حتى مشروع القرار يضفي الصبغة القانونية الدولية على مجلس السلام الترامبي دون تدخل منه لا بالتشكيل ولا بالتفاصيل ولا بالزمن بل يترك الامر مفتوحا وللمجلس نفسه تقرير مصيره فلا سقوف زمنية ولا اجندات محددة ولا مرجعية للمجلس الا نفسه والتحديد الوحيد ياتي بالنص القائل " إلى أن تُكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مُرضٍ، والذي سيكون إنجازه مقبولًا لدى مجلس السلام؛ إسرائيل " اي ان الامر اقرار ان السلطة قد تم اصلاحها متروك للمجلس نفسه ولاسرائيل ايضا وهو ما لن يحدث ابدا فلن تجد المجلس ولا اسرائيل يوما وقد اعترفوا بان السلطة قد تم اصلاحها هذا ان سمحوا لها اصلا حتى ان تريد ذلك وتسعى اليه فمن اين ياتي الاصلاح وكل الحصار والعقوبات والتضييق يطال السلطة بلا توقف منذ وجدت بل ان حكومة نتنياهو وحسب اجراءاتها على الارض في الضفة الغربية تسعى للتخلص منها تماما والصراعات الفلسطينية الفلسطينية والتعديلات الدستورية المختلف عليها وعدم وجود اليات عمل دستورية تملك اجماع فلسطيني يجعل كل مشروع السلطة في مهب الريح تحت اجراءات حكومة الاحتلال المتواصلة والحثيثة لتهويد الضفة الغربية وتحويلها الى معازل وكانتونات الى جانب ان عديد الاشارات التي ظهرت في الفترة السابقة تشير الى ان الاحتلال يؤسس لتمردات على السلطة يجعل منها مع الوقت غير ذي شأن ويخرجها من ملعب السياسة ويخرج معها كل برنامجها. يضع المساعدات بكاملها بيد مجلس السلام ويقدم محاذير بإمكانية منع أية جهة من العمل بالمساعدات والأمر منوط بمجلس السلام وكذا فإن تشكيل ما يسمى قوة الاستقرار منوط أيضا بمجلس السلام ويمنح المجلس حسب هذا المشروع للقوة مهمات أهمها نزع السلاح وهو لا يتحدث عن قوام واضح لهذه القوة الا فيما يخص قوة شرطية فلسطينية مدققة أي أن يكون كل عضو مقبول فيها على اسرائيل قبل غيرها وبالتالي فإن قوة الشرطة الفلسطينية هي القوام الوحيد المسمى والواضح في تلك القوة والتي مهمتها نزع سلاح المقاومة وقد تتحول القوة الى الشرطة الفلسطينية وحدها بادارة قوة الاستقرار وبالتالي تتحول المسألة الى مواجهة فلسطينية فلسطينية. مشروع القرار يحدد مهلة لهذه القوة ولكنه يفتح الباب للتجديد بلا حدود بمعنى أن التجديد قدي يكون دائم أو لفترة طويلة او لفترات لا حدود لها كما أن القرار يشير بعمومية الى الاعتراف الكامل بقوانين ووثائق مجل س السلام هذا مما يعني القفز على النظام الفلسطيني المعمول به حتى اليوم في قطاع غزة وقد يذهب الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك ما دامت كل الأمور معلقة بيد مجلس السلام الذي يملك ترامب وحده حق تشكيله كما يريد ولا يوجد لاي جهة اخرى اي حق في هذا التشكيل كما أنه سيصبح سيد نفسه فورا مما يجعله قادر على مواصلة العمل دون الرجوع الى مجلس الامن ما دام القرار لم يشر ولا بأي شكل الى حدود نهائية أو آليات لمراقبة عمل المجلس او حدود او اشتراطات تمنع فصل قطاع غزة عن الدولة الفلسطينية المعترف بها من الأمم المتحدة خصوصا وان تلك الدولة والاعترافات بها لا تملك اية معالم او تحديدات وهي مجرد اعتراف ورقي لا يمكن نقله أو تطبيقه على أرض الواقع. ان كل التفاصيل أكان في اعلان ترامب للسلام او خطة ترامب الشاملة او قرار مجلس الأمن المنتظر جميعها تسعى فقط إلى التخلص من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة " غزة بلا سكان ولا بنيان " عبر حجة واهية وهي التخلص من سلاح حماس والمقاومة لتصبح أرضا امريكية بالكامل بغطاء أممي فضفاض وبتفويض مطلق للولايات المتحدة أو حتى لترامب نفسه الذي عين نفسه رئيسا لمجلس السلام وهو ما يؤشر إلى أن الهدف الأوسع هو تقاسم الارض الفلسطينية بين دولة الاحتلال " الضفة الغربية " والولايات المتحدة " قطاع غزة ". قوة استقرار دولية تشكلها وترضى عنها الولايات المتحدة وتوافق عليها دولة الاحتلال لن تكون الا قوة احتلال بديل مؤقت تقوم بدورها لإدخال الاحتلال الامريكي بديلا للاحتلال الإسرائيلي وترك دولة الاحتلال تفعل كل ما ترغب به في الضفة الغربية مستغلة انشغال العالم بغزة ومقتلتها وعديد القضايا الأخرى " أوكرانيا وروسيا والسودان وليبيا والأزمات المفتعلة في أمريكا اللاتينية ضد فنزويلا وكولومبيا وغيرهم " عبر تنفيذ خطة ترامب التي يسعى من خلالها بالسطو على قطاع غزة كما يحاول أن يفعل في سوريا ولبنان والعراق وهو لن ينسى هزيمته الابشع في بداية عهده أمام ثوار اليمن واضطراره للهروب حتى بدون ادنى غطاء أو شكل من أشكال الاحترام وهو ما لم تنساه الولايات المتحدة كما لم تنسى هزيمتها أمام حامية طرابلس في القرن التاسع عشر. الولايات المتحدة تشعل الحرائق في كل مكان ليصبح بإمكانها الاستفراد بالجميع بعيدا عن الجميع فلا احد يمكنه ان يترك ذاته للانشغال بغيره فالكاريبي مشتعل وشبه القارة الهندية وأوروبا بشقيها والشرق الاوسط وافريقيا حدث ولا حرج وآسيا الوسطى وحيدة للانقضاض عليها والمصيبة أن أحدا من هؤلاء لم ينتبه لما تحيكه أمريكا بنفسها و ادواتها للجميع مع الجميع وهنا تجد نفسها تفعل ما تشاء في الشرق الأوسط دون ان يصحو أحد فتضيع فلسطين بين حرائق الكون ما دام ناسها منشغلين بذواتهم بعيدا عن قضيتهم متناسين انشغال الاعداء بهم الى درجة انهم يرون بعضهم أعداء ويرحبون بمن ينوي بهم شرا وفي العلن. وبذا يبقى الأمر معلق بيد الفلسطينيين اولا ان تمكنوا من الالتفاف حول برنامج المقاومة وحماية ناسها بحماية سلاحها إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة لتصبح المالك الشرعي الوحيد لهذا السلام وإلى أن يتم ذلك لا يجوز للفلسطينيين أيا كانوا وكانت صفتهم أن يذبحوا قضيتهم بقبول ما يخطط له مجلس ترامب وان ينفذ ذلك على أيديهم ودون وحدتهم معا تحت راية المقاومة بكل أشكالها فإن الخراب سيطال كل شيء ويصبح الترحيب بدور هنا او دور هناك يمنحه ترامب للبعض مشاركة في الجريمة لا اكثر ولا اقل وقبول باضاعة الوطن والشعب والقضية وبأيدينا نحن ولا أحد غيرنا ويبقى السؤال هل ننتصر لانفسنا بذاتنا الموحدة ام ننهزم بانفسنا بذاتنا المهشمة ونخون كل العذابات والبسالات التي عاشها شعبنا ومقاومته في غزة وكل الوطن.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
Adnan_Alsabbah#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلف الفضول لا حلف أبراهام
-
الفلسطينيون ... الوحدة او الضياع
-
انهم يكذبون ... والببغاوات تردد
-
امريكا مايسترو الحروب الذي لا يحارب
-
إمبريالية المعرفة 15
-
العرب الاستقواء بالقاتل لإعدام الحارس
-
أمة الجعجعة بلا جعجعة حتى
-
إمبريالية المعرفة 14
-
رفح كمين الاحتلال الاخطر ضد مصر والمقاومة
-
ان سقطت غزة سقط العالم
-
غزة تفضح ثقافة العار وعار الثقافة
-
ناصر اللحام صوت الحق يفضح حقيقتهم
-
ترامب تهريب آمن للقاتل حصار دائم للضحية
-
من غزة الى طهران وبالعكس
-
إمبريالية المعرفة 13
-
غزة وأمريكا وحلف أبراهام الأمني
-
غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب
-
إمبريالية المعرفة 12
-
إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12
-
إمبريالية المعرفة 11
المزيد.....
-
زحفت على كرسي نحو رئيس إندونيسيا وعانقت زعيم تشيلي.. رئيسة و
...
-
رئيس الحكومة اللبنانية يردّ على حزب الله: قرار الحرب والسلم
...
-
صفقة أجر تاريخية لإيلون ماسك بقيمة تريليون دولار
-
-ترامب غير قادر على إحلال السلام في الشرق الأوسط- - مقال في
...
-
بايرن يطمح للتفوق على نفسه وتحطيم رقم قياسي في البوندسليغا
-
الغموض يحيط بمصير مقترح الهدنة ... السودان إلى التقسيم؟
-
الرئيس الإيراني: نريد السلام ولن نتخلى عن برنامجنا النووي ول
...
-
-حملة تطعيم تعويضية-.. غزة تبدأ معركة بقاء بعد حرب إبادة صحي
...
-
بريطانيا ترفع العقوبات عن الشرع وخطاب
-
الحية: غزة صامدة وشعب فلسطين لا يقبل الاندثار
المزيد.....
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
المزيد.....
|